شعار قسم مدونات

عندما تحتضن "كتارا" البهجة

blogs كتارا

إن كنت محظوظاً بما يكفي سيسعفك الطريق وأنت في الدوحة إلى معلم ثقافي فني يجمع بين الماضي والحاضر سمي " كتارا" وهو اسم يشير إلى شبه الجزيرة القطرية على الخارطة قديماً.

هذه المنطقة مقصداً لكل شرائح المجتمع القطري والمقيمين والسياح فإن كنت تبحث عن إبداعات رسام فما عليك إلا التمتع بلوحات زينت جنبات الطريق المؤدي إلى داخل المدينة لتبدأ قراءة الحاضر والماضي من خلال رواية سردتها ريشة فنان أو هواة.

وإن كنت تبحث عن مسرح فها هي باسطة مسارحها وفعالياتها ونواديها أينما تولوا وجهوكم وكأن لسان حالها يقول " سنعيد إحياء المشهد الثقافي العربي" على طريقتنا الخاصة، ليجد المثقف مبتغاه بين الماضي وأدوات الحاضر فالتكنولوجيا لا تغيب وتتوحد مع تلك المشاهد النابضة لتوظفها المسارح والنوادي وتحقق حلم الباحث عن تاريخ أجداد العرب ورفاهية اليوم.

عندما نصل الدوحة نبدأ برسم خريطة التجوال في أركانها لأجد نفسي اوجه بوصلتي إلى كتارا، ويستوقفني برج الحمام الذي يقع على مقربة من المدخل الرئيسي وكنت قد رأيته سابقاً في زيارة مضت ولكنه ازداد القاً وقد جاوره على يمينه مجسد ثلاثي الأبعاد صمم لقناة الجزيرة وربما صُنع في احتفالية العشرين عام ليكتمل الإبداع وتعبر إلى الداخل وانت تعلم أنك في عالمٍ يُدرك احتياجاتك ولا يبخل في تلبيتها.

مدينة كتارا جمعت العالم دون عناء فهي ببساطة قدرت حجم إبداع الشباب العربي والعالمي وهيأت لهم جميع السبل ليحققوا أحلامهم من على منصاتها ومعارضها ومسارحها ودار الأوبرا وشاطئها الذي يتمتع بملكةٍ تغرق الكاتب في صور فنية لا تنضب

أما الأطفال فلهم الحصة الأكبر من الفعاليات فلم تتوانى هذه المدينة الثقافية بأن تقدم كل ما هو جديد ومفيد لأبنائنا فما بين مسرحية غنائية لألف ليلة وليله وهدايا توزع على الحاضرين والعابرين، ترى الأطفال تغمرهم السعادة والفضول لمعرفة من هي شهريار وكأنهم يتجرعون الثقافة حباً.

أما المسرح الكبير الذي تطوقه مدرجات بيضاوية الشكل يمدك بشعور جميل وأنت تقف في بقعة ضوئه وربما يأخذك الحلم بأن الجمهور هنا ينتظر منك أن تعزف أو تغني أو تؤدي رقصة فلكلورية. ومسجد كتارا الذي صمم لتقف مذهولاً أمام سحر تصميمه وتلك المشارب التي تطوقه تسلب القلب وتجدك طائعاً وأنت تؤدي صلاة المغرب في حضرة هكذا إبداع.

هذه المدينة جمعت العالم دون عناء فهي ببساطة قدرت حجم إبداع الشباب العربي والعالمي وهيأت لهم جميع السبل ليحققوا أحلامهم من على منصاتها ومعارضها ومسارحها ودار الأوبرا وشاطئها الذي يتمتع بملكةٍ تغرق الكاتب في صور فنية لا تنضب، تعجز الحروف عن وصفها.

تلك الجميلة جعلتنا نُسهب في طموحنا دون خشية، هذه المثقفة احتوت جميع العقول والميول والتوجهات ولم تحكم على أحد دون آخر بل هي بكل بساطة ترحب بك وتغرقك بالبهجة وتحتضن طموحك وتبسط لك ذاكرة الماضي وعبق الحاضر في شوارعها الضيقة المتعرجة .
كتارا الثقافة الجامعة للإبداع مقصد لا يغيب عن زائريها حتى عند مغادرتهم هذه البلاد الطيبة.. هنيئاً لقطر في كتارا.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.