شعار قسم مدونات

لنحم أحلامنا وأهدافنا حتى بلوغها

blogs الأحلام

منذ نعومة أظفارنا ونحن نمتلك أحلاما تعددت وتنوعت باختلاف مشاربنا ومغاربنا، وأهدافا اتسمت بالبساطة بساطة عمرنا، نسجنا تفاصيلها ببراءة مخيلتنا وعشنا لهفة تحقيقها بقلب هنيء وسعادة لا تنضب. أحلاما كانت مبتغى نفوس غامرة بالطيبة والرقة والطموح.. وقلوب مليئة بالأمل والطمأنينة والشغف..

من بيننا معشر الفتيات من كانت تحلم بفستان يماثل طوله رداء الأميرات. ومنا من رغبت دوما بظفيرة طويلة تتدلى وراءها وتجول بها الأماكن مثل شخصية ريبونزل. ومنا من كانت تحلم فقط بقطعة حلوى بطعم الفراولة أو التوت أو الشوكولاتة،… ومع كل خفقة حلم، ولو طبعت بالمستحيلات أو صبغة الخيال، كنا لا نكل ولا نمل من التشبث بما نرغب بتحقيقه بكل فينة وأخرى حتى يكتمل الإشراق ونحقق شغفنا ومتعتنا.

 

فترانا مثلا نصنع ضفيرة من أثواب رداء الرأس ونربطها بشعرنا ونتباهى بطوله ولونه، أو نلف على أجسامنا ثيابا أو قطع ثوب لأمهاتنا أو لأخواتنا قد نجعلها تنورة قصيرة أو طويلة أو رداء كصاحبة الرداء الأحمر أو فستانا يضاهي في خيالنا أثواب الأميرات والسندريلا. قد تبتسم الكثيرات منا ونحن نتذكر بين هذه الأسطر أهدافنا وأحلامنا الطفولية الخالصة.. زن وإلحاح متواصل ورغبة متقدة دوما حتى تحقيق المعجزات.

قد تكون أهدافنا بسيطة ومناسبة لقدراتنا وأحلامنا، وليس بالضرورة أن تكون أهدافا ضخمة تنافسية أو أهدافا ساحرة ذات صدى رنان. الأمر الأساسي أن تنبع من احتياجاتنا، منا نحن، فلا تقليد ولا اتباع لأهداف الغير سيرضينا

أترانا الآن لم نعد نحلم أم لم يعد لأحلامنا مجال وحضور بزوبعة حاضرنا! أم أضحت أهدافنا صعبة المنال والتصديق! أو صدقنا أننا لم نعد صغارا بما يكفي لنحلم ونبتهج بما ننتظر! أهدافنا، طموحاتنا، أحلامنا، هي حياتنا ونبض مستقبلنا.. هي أملنا وخلاصنا من حاضر لا ينفك يطوق أعناقنا هما وغما وكدرا. فكون الحياة حركة دائمة متغيرة ومتجددة، على أهدافنا وأحلامنا أن تستجيب لهذا التطور وعدم الثبات حتى نكون أهلا للنمو نحو الأفضل، وذلك بالتفكير فيما نريد تحقيقه بوضع خطة ورؤية مستقبلية واضحة، مع تحمل المسؤولية الذاتية الكاملة حتى لا نسقط أي فشل على الظروف أو الآخرين.

 

فنحن من نمتلك الإرادة والآليات، ونحن من نعمل ونغير ونبحث ونطور رؤيتنا للحياة. والأخيرة لا تقودنا لخط واحد بل قد تنعرج بنا إلى سبل قاسية تحتاج منا لمهارة التحدي والانجاز بعد الألم والرضا والاتكال على الله. قد تكون أهدافنا بسيطة ومناسبة لقدراتنا وأحلامنا، وليس بالضرورة أن تكون أهدافا ضخمة تنافسية أو أهدافا ساحرة ذات صدى رنان.

الأمر الأساسي أن تنبع من احتياجاتنا، منا نحن، فلا تقليد ولا اتباع لأهداف الغير سيرضينا. قد نبتدئ بأهداف تمس حيثيات يومنا العادي، تساعدنا على تكسير الروتين اليومي، كان نلتزم بجدول قراءة ومطالعة أو نتعلم عادة إيجابية تعود علينا بالاسترخاء والمعرفة، أو أن ننضم لناد رياضي أو نواظب على رياضة المشي مثلا.. تعودنا على وضع برامج الغد سيمكننا تلقائيا من التخطيط ووضع أهداف مستقبلية أسمى وأكبر، تجسد أحلامنا الشخصي منها والعملي ليغدو مستقبلنا أكثر أملا وحيوية وإيجابية مطلقة بإذن الله.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.