شعار قسم مدونات

دير الزور ضحية القوة المتصارعة

blogs دير الزور

بات المشهد اليوم أكثر وضوحً بالنسبة لمدنيي دير الزور ألا وهو وقوعهم كضحية القوة المتصارعة والتي تسعى للتقدم نحو دير الزور طمعاً بمواردها البشرية من جهة والاستحواذ على إحدى المدن الاستراتيجية في الشرق الأوسط من جهة أخرى وكما هو الحال بالنسبة لباقي المدن والقرى الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة سيتم استباحة قصفها وتدميرها وقتل مدنييها من الأطراف المتصارعة كافة أمام مسمع ومرأى العالم أجمع دون التحريك ساكناً حيث أن مطامع الدول العظمة في هذه الأيام مقدمةٌ على أرواح المدنيين.

حيث تكمن أهداف الإيرانيين وحلفائهم من الميليشيات العراقية المتواجدة في البادية السورية والمساندة لقوات النظام السوري على أنهاء العقبة الأخيرة في طريقهم وبذلك يتمكنوا من فتح طريق بري يربط طهران بالبحر المتوسط وبذلك يتحقق الحلم الإيراني في كلا سوريا والعراق ويمكنهم من إقامة امبراطوريتهم المزعومة بالوقت الذي ينشغل فيه حكام العرب ومن بينها السعودية والإمارات على محاصرة قطر بتهمة موالآتها لإيران متجاهلين دعمهم المباشر والغير مباشر للقوات العراقية الحليف الأبرز لإيران وعدم التحريك ساكناً في الدفاع عن مدنيي العراق وسوريا وإنهاء الحلم الذي يهدف لإنهاء الوجود السني في المنطقة على وجه التحديد.

روسيا وأهدافها من معركة دير الزور حيث تكمن أطماع روسيا والتي تعد أحد أبرز أطراف النزاع في سوريا على امتلاك زمام المبادرة والإدارة في المدن الرئيسية في سورية وحصر الوجود الإيراني في البادية السورية ودير الزور حيث عمدت روسيا على سحب كافة الميليشيات الإيرانية والعراقية والأفغانية المساندة لقوات النظام من جبهات حماة والساحل وحلب بعد التوقيع على اتفاقية وقف التصعيد والزج بهم في معارك البادية.

تكمن أطماع النظام السوري الذي بات مرئوساً من قبل الإيرانيين والروس في إبقائه على كرسي الحكم وتقديم نصر جديد لمواليه واقتسام الموارد النفطية مع حلفائه

فيما سارع التحالف الدولي مستخدماً بعض الفصائل التي يدعمها على إقامة قاعدة جوية في منطقة الزكف قرب التنف في البادية السورية سعياً منهم لإيجاد موطئ قدم يمكنهم فيما بعد من التقدم نحو مدينة البوكمال الحدودية مع العراق حيث تكمن أطماعهم في اقتطاع جزء من البادية السورية ووضعه تحت سيطرتهم ومناطق نفوذهم تحت مسمى مناطق خفض التصعيد إضافة لامتلاكهم معابر حدودية مع الأردن والعراق وإقامة قواعد جوية تابعة لهم بالقرب منها.

فيما تكمن أطماع النظام السوري الذي بات مرئوساً من قبل الإيرانيين والروس في إبقائه على كرسي الحكم وتقديم نصر جديد لمواليه واقتسام الموارد النفطية مع حلفائه.

فيما يسعى تنظيم الدولة لاستغلال الموارد النفطية لمدينة دير الزور وتضييق الخناق على الأجزاء الخاضعة لنفوذ قوات النظام بهدف السيطرة عليها دون الاكتراث لوقوع عشرات المدنيين كضحايا القصف الذي يطال بعض الأحياء المحاصرة في المدينة وجعل المدينة عاصمة لدولتهم المزعومة خلفاً لمدينة الرقة التي أضحت ساحة للاقتتال الدائر بين الميليشيات الكردية والتنظيم.

وبالرغم من تراشق الاتهامات بين روسيا وامريكا أثر استهداف التحالف لعدة ارتال في البادية تابعة للنظام السوري والميليشيات الداعمة له إلا أنه هناك تنسيق بين روسيا وحلفائها من جهة والتحالف الدولي من جهة أخرى والهدف طرد تنظيم الدولة من دير الزور وتقاسم موارها النفطية وتنفيذ مصالحهم في المنطقة على حساب دماء مدنيي دير الزور المنسية الذين وقعوا ضحية استهدافهم من قبل صواريخ إيران بعيدة المدى وظلم تنظيم الدولة من جهة وطائرات التحالف الدولي والسوري والروسي من جهة أخرى.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.