شعار قسم مدونات

سَينْتهي العالمُ قريبََا

blogs نهاية العالم

سَينْتهي العالمُ قريبَا، ستنفطِرُ السماء وتنشق وتُغْلَقُ أبوابُها، لنْ تظل على حالها، سيخْتلّ نظامُها وتغْدُو في حالة أخرى، تنفجر نجومها وينفطِر عقدها.. نظامٌ جديدٌ بديعٌ جدًّا يحكّم الكواكب، ستنفصل الأخيرة عنْ بعضها وتظلُّ تسبحُ في الفضاء الخارجي.. انتهى البناء!، انتهت مهمته ودوره، ستنفجر البحار ويلغي الله سبحانه تركيبتها والعلاقة المُطفئة في الماء. ليتحد الأكسجين مع الهيدروجين ويكونا انفجارًا عظيمًا.. سيحدث كل هذا!، كما نصت على ذلك الآيات: "إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ، وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ، وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ".

سوف تمتد جذور الشجر وتُصبح أيادي ضخْمة تخدم ثغرات الأرض بحُبّ وتُغنّي لها كلّ صباح بناي أغصانها حين تهبُّ عليها الريح وتُسْقط ثمارها التّي ترعْرعتْ بين أحضان النسيم ويغني الفجر والضحى وتسقطُ كما لوْ كانتْ على علم بقانون الجاذبيّةْ والتفسير الأرسطيُّ، حنين الشيءُ لموطنه الأصليّ فتخطو خطوات الحكيم نحْو السلّة إلى أن تمتلئ دون أن نرى العمال وعرقهم المتصبب كرحيق يرويها ويعطرها..

سوف يحدث كلّ هذا ونرى الأرض تقسّمُ ثرواتها بنفسها وتعْطي كل ذي حق حقّهُ، دون مراقبة كاميرا ولا إشراف نائب مدير الشركة ولا سلطة رئيس دولة، دون اتهامات البسطاء وصفّارات الخطر، أعلم أن هذا مُحزن لي ولكم لكنّْه سيتحقق لا ريب فيه.. سيتحقق كلّ هذا، سيكون الأمر شبيها بقصّة بيضاء الثلج وقصرها البلوريّ..

 

إنّ الإيمان باليوم الآخر يعكس الموازين، وتنعكس المقاييس رأسًا على عقب.. وستُرْفعُ البغضاء والشحّ، وينتهي الظلم على كوكب الأرض ويختفي المتلونون والظالمون

لا نظام فاسدًا، بائسًا، ظالمًا يحكم هذا الكون، البقاء للحياة وحده الدستور وما نحن إلاّ عرض مسرحيّ رائع.. سينْتَهي العالم وينْصهِرُ فصل الصيف في حرَارتِه ويصير قطع حلوى للفقراء وبعضه الآخر شرابٌ لمقاومة البرْد، سوف يفضي العالم بلا حرّ يُنْعم بالثلوج والأمطار بدون قوْس قُزح الغبيّة.. وأحاديث الأمل الباطلة.. سيتحقّقُ كلّ هذا وتأوي القلوب لبعضها ويشد حبل وِصالها ويغدو كل امرئ مع من أحب مجتمعٌ.. وسيأتي اليوم الموعود وتختفي الأحزان عن الوجوه، فرحون أصحابها لا يحزنون وتتكحّل الأعين برؤية الحبيب وتطمئنّ القلوب، لا شوقٌ يقطّعُ أوردتها ولا حنينٌ يمكنّها.. 

سيتحقق هذا وينتهي العالم لا محالة وتتساوى الحظوظ عكس ما كانت عليه في الحياة الدنيا من تفاوت. سينتهي الظلم، يجفُّ دَمْع العُيون وتُرْفعُ الأحزان عن الوجوه، إنّ الإيمان باليوم الآخر يعكس الموازين، تنعكس المقاييس رأسًا على عقب.. ستُرْفعُ البغضاء والشحّ، سينتهي العالم قريبًا وينتهي الظلم على كوكب الأرض ويختفي المتلونون والظالمون.. سيَنتهي وقتُ المصالح والجاه وتُرْفع الرشاوى ويختفِي الغشّاش والمخادع وصاحبُ الوجهين..

نعم سينتهي الحزن وتُبطل فكرة الشرّ ويُخْذل صاحبها، ستُبْطل فكرة الخداع ويُهزم أبناؤها الذين يُؤْمنون بها، سينتصر الحق على الظلم وينتهي الصراع بينهما ليحتلّ الحق مكان الظلم ويسدّ فراغه.. سيتحقق كلّ هذا وتموت جراثيم الباطل وتنقطع خيوطه ويعمّ السلام.. وطوبى لمن آمن بهذا اليوم وصدّق الآيات واعتصم برب العالم والكون..

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.