شعار قسم مدونات

يشرفني أنني أعمل إلى جانبكم

Sheikh Mohammed bin Zayed al-Nahyan (L), Crown Prince of Abu Dhabi and UAE's deputy commander-in-chief of the armed forces attends a meeting with Russian President Vladimir Putin at the Kremlin in Moscow, Russia, March 24, 2016. REUTERS/Alexander Nemenov/Pool
منذ انقلاب تركيا الفاشل في العام الماضي ولا تزال أصابع الاتهام تتجه نحو دولة الإمارات في التدبير مع عدد من الدول للانقلاب هناك. لكن السؤال الذي يدور في الذهن اليوم هو ما الأسباب التي تدفع دولة مثل الإمارات إلى الاشتراك في تدبير انقلاب في تركيا؟!

فقد كشف جهاز المخابرات التركي معلومات تتهم دولة الإمارات في الضلوع في الانقلاب من خلال علاقات مشبوهة مع إسرائيل للتخطيط للانقلاب. وذكرت المعلومات عدة أسماء كان لها الدور البارز في التنسيق مع إسرائيل. وكان من أبرزها محمد دحلان المستشار الأمني لحكومة دولة الإمارات في إدارة بعض العمليات في الشرق الأوسط، والتي كان منها دعم محاولة الانقلاب الأخيرة في تركيا.

وكشفت المخابرات التركية أن دولة الإمارات تواصلت مع العديد من الانقلابيين داخل تركيا عن طريق دحلان، وأن الأخير هو المتهم الرئيسي في التواصل مع فتح الله غولن. وكذلك كان دحلان صلة الوصل في عمليات التواصل ونقل الأموال مع داعمي الانقلاب داخل تركيا. ولفتت المخابرات التركية أيضا إلى دور الإعلام الإماراتي في تأييد الانقلاب.

إن أكثر ما أثار استغرابهم هو أن دولة الإمارات تتعاون بشكل وثيق جدا مع مجموعات مؤيدة لإسرائيل من مراكز البحوث اليمينية المتطرفة.

لكن الأمس كشف الدور المظلم الذي قامت به دولة الإمارات بالتنسيق مع إسرائيل من خلال تسريبات رسائل البريد الالكتروني للسفير الإماراتي يوسف العتيبة في الولايات المتحدة الأميركية. ولا يخفى على أحد أن التنسيق مع إسرائيل يسمى حرفيا محمد دحلان الذي يتكلم العبرية بطلاقة تفوق العربية الأم.

فقد ذكر موقع إنترسبت الإلكتروني المتخصص بالصحافة الاستقصائية أن عينة من الرسائل الإلكترونية المقرصنة من حساب السفير الإماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة، كشفت وجود علاقة وثيقة بين الإمارات ومؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات اليمينية الموالية لإسرائيل.

وكان من بين الرسائل المسربة جدول أعمال مفصل لاجتماع بين مسؤولين من الحكومة الإماراتية على رأسهم الشيخ محمد بن زايد، وبين مديري مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الموالية لإسرائيل. وتداولت الرسائل المسربة مقالا يتهم الإمارات ومؤسسة موالية لإسرائيل بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا صيف العام الماضي. وحسب الرسالة، فإن السفير العتيبة رد على المقال "يشرفني أنني أعمل إلى جانبكم".

وقال الصحفي في موقع "إنترسبت" زيد جيلاني، وهو أحد الصحفيين الذين حصلوا على الرسائل المسربة من قبل منظمة "جلوبال ليكس، إن أكثر ما أثار استغرابهم هو أن دولة الإمارات تتعاون بشكل وثيق جدا مع مجموعات مؤيدة لإسرائيل من مراكز البحوث اليمينية المتطرفة والقريبة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. لكن السؤال الذي يدور الآن هو ما هذا الحقد الكبير الذي تكنه دولة الإمارات الإسلامية تجاه تركيا البلد المسلم شبه الشقيق؟!

وكيف لدولة مثل الإمارات أن تعادي حليفا استراتيجيا مهما للمملكة العربية السعودية في المنطقة؟ وما مصلحة الإمارات في الانقلاب الفاشل؟ يمكن ذكر العديد من الأسباب التي تدفع الإمارات لدعم الانقلاب.  وأبرز هذه الأسباب هو دعم تركيا للإخوان المسلمين في مصر والتمسك بحقهم المشروع في الحكم بعد انقلاب الثلاثين من يونيو. ودعم التحالف القطر التركي حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تعتبر كابوس إسرائيل الدائم. بالإضافة إلى نمو العلاقات التركية القطرية الغير مسبوق في عهد الرئيس أردوغان بعد ثورات الربيع العربي والثورات المضادة.

من بين الرسائل المسربة جدول أعمال مفصل لاجتماع بين مسؤولين من الحكومة الإماراتية على رأسهم الشيخ محمد بن زايد، وبين مديري مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الموالية لإسرائيل.

لكن فشل الانقلاب وضياع المنايا الإماراتية كشف اللعبة اللاأخلاقية التي رمت إلى تدمير تركيا جنة الله في الأرض. جنة الله بمائها ومناخها وسحر طبيعتها الخضراء بعيدا عن الصحراء الحارة المزينة بالأحجار غالية الثمن والبعيدة جدا عن القارة الأوروبية. نعم تدمير تركيا.. هذا هو حجر أساس دولة الإمارات في انقلاب تركيا الفاشل. نعم لقد أرادت الإمارات تدمير تركيا وخلق صراع وحرب أهلية طويلة تكون أعنف مما حصل في مصر التي ظهرت سابقا كنظام حكم اسلامي منافس في المنطقة العربية ودفعت الثمن غاليا.

وتركيا اليوم هي المنافس والند لدولة صاعدة في المجال السياحي مثل دولة الإمارات. إلا أن ما يميز تركيا في هذا المجال هو طبيعة المكان السياحي في هذا البلد الجميل الهادئ والقريب جدا من القارة الأوروبية مصدر السياحة الأول. تركيا إذا هي المنافس والند؟ كلا، بل الغريم والعدو في قواعد لعبة دولة الإمارات الغير أخلاقية بحسب الرسائل المسربة.

في هذه اللعبة الغير أخلاقية وما توخزه فضائح تسريبات الأمس في ضمير الشارع العربي، تجر دولة مثل الإمارات أذنابها لمغازلة كلاب إسرائيل حتى النخاع.. حتى نتنياهو! كل ذلك من تدمير نماذج إسلامية ناجحة في الحكم في بلدان مستقرة مثل تركيا وقطر وفي مناطق صراع تقض مضجع حليف العار إسرائيل. لكن يبقى السؤال: أي شرف هو ذاك الذي يعمل به جانبكم؟!

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.