تتضخم آمالي يومًا بعد يوم، في الذهاب بعيدًا، في أن أُشيد بُرجي؛ لأعود للقمة بطلًا كما قٌدر لي أن أكون بطلًا. نعم، فذلك الوسواس الكذاب الذي دائمًا مَّا يعطي لنصفي البائس أملًا بأن الجنة ستنبثق من قَعْر سَقر لتبدل موازين السيطرة بعالمنا، لعلها – بعشوائية – تصبح لنا! وحتى إن لم يحدث، فحتمًا ستكون النتائج أفضل بكثير مما نعيشه الآن من خمول وركود بالوحلٍ. فأنا أفضل الموت على أن أعيش نصف ميت.
ما زال نصفي الثاني يؤمن بأن هٌناك من يتمنون أن يستعملهم الله لشيء كبير؛ فهو مؤمن بأن الفراشة لها تأثير. دائم التفكير. يؤمن بقوة الفكرة وسِحر الكلمة وقُدرة القلم على التغيير. يرى أن ما زال هٌناك أناس في وطننا لا يبتلعون أي شيء يأتيهم من قناتهم البيزنطية. |
أستطيع أن أتحمل أي شيء يُخرجنى من دائرة «إبقاء الوضع كما هو عليه»، حتى ولو كان ذلك بيد الآخرين. حتى لو كان ذلك بحرب عالمية ثالثة قد لا نكون طرفًا فيها. أما نصفي الثاني، فعلى الرغم من أنه يروق لي أكثر من نصفي الأول إلا أنه نصف عجيب، أبله، معتوه؛ فما زال يظن أن هٌناك أملًا بأن ينبثق التغيير منا. وعلى أغلب الظن، ذلك النصف لم يختلط تمامًا بأي أناس بوطننا العربي. فلا يزال يؤمن بأن هناك من يريدون لأولادهم العيش في مكان أفضل، يربون قادة آملين في انتزاعنا من ذلك المُستنقع الذي لا يراه سوانا.
ما زال نصفي الثاني يؤمن بأن هٌناك من يتمنون أن يستعملهم الله لشيء كبير؛ فهو مؤمن بأن الفراشة لها تأثير. دائم التفكير. يؤمن بقوة الفكرة وسِحر الكلمة وقُدرة القلم على التغيير. يرى أن ما زال هٌناك أناس في وطننا لا يبتلعون أي شيء يأتيهم من «قناتهم البيزنطية». يؤمن بأن هٌناك من يعقلون!
نصفي هذا هو ما حَثَّني وما زال يَحُثَّني على وضع قَطرة فوق قَطرة بمُحيط من يحاولون التغيير! هو من سيساعدني على تحطيم ولو صنمٍ واحد من جيش أصنامهم الضخم. هو من اختار أن يكون فاعلًا، لا مفعولًا به. هو من أقنعني بأن الأمل ما زال موجودًا، وأن نصر الله قَريب. وقد صدقته، وبمساعدته سأعود بطلًا من جديد!
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.