أي أن على الخطيب أن يتكلم في قال الرسول وقال فلان عن فلان فقط، وما مسجل لديه في الورقة التي يستلمها من الجهة المعنية، كأنها تعويذة مكتوب فيها إياك أن تترك الورقة من يدك إياك أن تخرج عن النص وأنت على خشبة المسرح، العب فقط دورك ولا تزد عليه، لماذا لا نكون أيقاظا؟ لماذا القليل من الخطباء الذين يجيدون اللغة العربية الصحيحة السليمة.
أعرف تماما أن قليلا من الخطباء الذين من يستحق أن نطلق عليهم لقب خطباء التجديد والتفكير والوعي، بما يدور من حولهم وما يحتاجه واقعهم ومعالجته، وليس على طريقة خطباء اليوم. |
لماذا لا نسمع إلا عن غزوات الرسول، نعم هو قدوتنا ولنا فيه أسوة حسنة، ولكن يجب على الخطيب أن يعالج قضايا عصره وليس فقط ذكر ما فعله السلف الصالح، نحن نحبهم ونتمنى أن نكون مثلهم، ولكن على طريقتنا وعصرنا وليس بطريقتهم وعصرهم، فما كان متعارف عليه في عصرهم من ظواهر تحارب الإسلام أصبحت اليوم قليلة وظهرت مكانها ظواهر أخرى، أين المجتهدين من الدعاة والخطباء.
نعاني من تعتق في الأساليب وتخمرها، منذ زمن ونحن نتكلم وما زلنا نتكلم عما فعل السابقون، لا أقلل من شأن أحد، ولهم من ربهم الأجر والثواب، بدلا من أن نحاول جاهدين أن نكتشف أخطاءهم وعثراتهم ونوهم أنفسا أنهم معصومون، بل نحاول أن نقلدهم ونكتشف حلولا وأفكارا جديدة، نحن جياع للكلمة يا ابن الخطاب، عطشى للتجديد.
أعرف تماما أن قليلا من الخطباء الذين من يستحق أن نطلق عليهم لقب خطباء التجديد والتفكير والوعي، بما يدور من حولهم وما يحتاجه واقعهم ومعالجته، ليس على طريقة خطباء اليوم، الذين يمكن ان نلقبهم "بغبغانات" لا تفقه سوى لغة الترديد والتهديد والوعيد والصراخ والشتم على المنابر، قال وقالوا وليس لنا من القول نحن شيئا، كلنا يعرف ما فعله السابقون، ولكن نحن ماذا تركنا لمن سيأتي بعدنا. أيها الخطباء استيقظوا فقد بدأ القطار بالسير ونرجو أن لا يفوتكم.
*هذه المدونة هي فقط من وجهة نظرة كاتبها الذي مل سماع الخطب المتكررة.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.