ليست كافة الضغوط الدولية متناقضة مع مصلحة الإنسان في سوريا بل معظمها يمكن استغلالها لتقوّي مواقفنا، هذا إن كان دورنا غير عشوائي مشرذم وضمن رؤية بعيدة متقدمة متفق عليها كافة الأطراف المعنية، وأوسع من نقاط الثوابت الواضحة، المراحل القاسية التي مرّ ويمر بها السوريين ليست عادية على قليل من الجهد في التنازل ما بين أطراف المعارضة – معارضة أو ثوار- ثوار وتكثيف الاجتماعات والاستفتاءات وخلق مناسبات تقّربهم من الشارع السوري الجلوس مع بعضهم البعض، التفاهم واستقطاب كل من لا يزال يعتبر المصلحة العليا للشعب السوري فوق كل شيء.
التخدير المميت الذي أصاب الشارع بشلل مزمن لا شك أنه سينتهي مفعوله يوماً، وأجزم بأن شيئا ما غير متوقع، طبيعي، غير مصطنع، سيحدثه هذا الشعب الذي سكر ألماً من ضربات من وثق بهم، ضربات تبدو أعظم بكثير ممن قد ركبوا الحال السوري لأهدافهم بصفة الصداقة عن ضربات أعدائه.
المواطن السوري مشتت ضائع، قد فقد منذ زمن بوصلة الوطن وبات يرى كل الوطن عبارة عن "رغيف خبز"، التهميش والإبعاد عن المنابر لأصحاب الخامات الوطنية هي سياسة اتبعتها عدة أطراف بغاية حماية مصالحها الخاصة، كحزب أو شخص أو فصيل. |
أود أن أسرد بعض معتقدات أحد الأحزاب السورية المقتولة في ثلاثينيات القرن الفائت لعلها تكون تذكرة لبعض متصدري المواقف السورية بأن المصلحة السورية العليا هي منى الشارع الحالي:
– سوريا للسوريين، والسوريون أمة واحدة.
ـ القضية السورية هي الأمة السورية والوطن السوري.
ـ الأمة السورية هي وحدة الشعب السوري المتولدة من تاريخ طويل يرجع إلى ما قبل التاريخ الجلي.
ـ الأمة السورية هيئة اجتماعية واحدة.
ـ مصلحة سوريا فوق كل مصلحة.
رجالات العسكرة بكل الأطراف يحملون الوزر الأكبر وسط هذا الشتات والحالة اللاوطنية التي اكتسحت الشارع عموماً كافة الأطراف إلا من رحم ربي، تحولوا لميليشيات دولية تعمل من منظور ضيق يغلّب مصلحة الداعم على مصلحة سوريا الأم.
والنظام كان أول من بدأ باستجلاب ميليشيات من لبنان وإيران وروسيا وميليشيات طائفية عراقية ويمنية جاء بعدة احتلالات للوطن لقطع الطريق أمام أي تيار منافس بالحكم؛ قد تفرد بجدارة برتبة المهيمن الأول لكن ليس الوحيد على سوريا.
المواطن السوري مشتت ضائع، قد فقد منذ زمن بوصلة الوطن وبات يرى كل الوطن عبارة عن "رغيف خبز"، التهميش والإبعاد عن المنابر لأصحاب الخامات الوطنية هي سياسة اتبعتها عدة أطراف بغاية حماية مصالحها الخاصة، كحزب أو شخص أو فصيل.
ما نحتاجه حالياً مؤتمر وطني شامل داخل الأراضي السورية خالي من أي أطراف غير سورية، يحدد لنا طريقا يجب أن نسلكه، سوريا أرضاً وشعباً قد قدمت الكثير وخسرت الكثير من غير المقبول أن تكون الأطراف غير مستعدة للتنازل والبذل في سبيل الحفاظ على ما تبقى من سوريتنا.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.