شعار قسم مدونات

ديوان شعري عالمي بعنوان "لقاء"

blogs - قصيدة
يعد الإصدار الأول من نوعه في المغرب.. ’’لقاء’’ إصدار شعري جماعي يفتح جسر الحوار والتداخل الثقافي بين شعراء من مختلف بلدان العالم. ويلفت هذا الكتاب النظر إلى التزام الشعراء بمنطق الحرية في الحوار والرفض التام للحدود الثقافية واللغوية التي تقف عائقا أمام التبادل الثقافي والحوار الإنساني. فالعالم يجمع حضارات مختلفة ومتعددة، تتعدد معها اللغات والثقافات، ونظرا لاختلاف هذه الحضارات، فإن التصادم بينها حتمي ولا مفر منه. إن الكتاب يذهب إلى توضيح فكرة، مفادها أن اللغة والثقافة ليست عائقا إن كانت الإنسانية هي اللغة التي يبحث عنها الجميع. لذلك فالكتابة هي الفضاء الأمثل للحوار والإبداع الحر المتطلع إلى كسر كل الطابوهات. كما يهدف هذا الديوان إلى التأكيد على مسألة أن الشعر يمكنه أن يقوم بدور الوساطة ويجمع بين الثقافات عبر القارات. وبهذا فإن الشعر فضاء كل التصورات ونقطة اللقاء بين كل الثقافات. فلا لغة تعلو على لغة الشعر الإنساني المتشبع بقيم الاختلاف والحوار مع الآخر، الذي هو بالأساس مرآة الذات وانعكاسها. إن ’’ لقاء’’ ديوان جماعي يتجاوز كل الحدود ويخلق عالما جديدا، حيث الشعر هي اللغة الأولى والأخيرة في حوار الثقافات.

ويجمع هذا الديوان مجموعة من الشعراء الكبار من المغرب وفرنسا وإسبانيا وبلجيكا، من أبرزهم نجيب بنداوود، عبد اللطيف البحيري، عبد الرحمان فتحي، علي لحريشي، محمد حشوم، سعاد الوليدي، بشرى الموعلي، نجية عبد الدايم، نسرين ابن العربي، محمد الروجي، أسية بن عثمان، أنة هريرة، غايطان بريسي وعثمان بوطسان.

بشرى الموعلي، فهي شاعرة اللحظات العابرة والوحدة البيضاء، التي عادة ما تنعكس في مرآة كل العناصر الطبيعية من رمل وريح وأمواج تختفي فجأة في صور استعارية تكشف وجها آخر لشخصها. فالشاعرة تعبر عن كل ما يدور في خاطرها باستخدام الاستعارة.

وعليه، تعتبر سعاد الوليدي من الشاعرات المتميزات، حيث تتميز نصوصها بالسلاسة واستعمال لغة قريبة من الوسط المعاش. لكنها، وبالمقابل، لغة تعكس نفسية الشاعرة وإحساسها بالوجود. كما تعتبر نسرين ابن العربي من الشاعرات المغربيات المعاصرات. وهي شاعرة تكتب بالإسبانية وتتخذ من الشعر فرصة للقاء والتوحد مع العالم. إنها شاعرة تجعل من الشعر سببا للحوار والتواصل والتأمل في الطبيعة، محاولة بذلك فهم ماهية الوجود والعلاقة التي تربطها بالآخرين؛ سواء كانوا شعراء أو أفرادا من العامة. ومن هنا فإن قصائدها دائما ما تميل إلى التغني بالذات في صمتها وغيابها وحضورها.

وفيما يتعلق بنجية عبد الدايم، التي تعد من الشاعرات المغربيات الأكثر حركية في المشهد الشعري والثقافي المغربي. حيث إنها شاعرة تكتب بالفرنسية والإسبانية والعربية، وتجعل من الحكي فنا تواصليا ينطلق من الذات في محاولة للتواصل مع الآخر. فتجربتها الشعرية تحولت من الإبداع إلى الاهتمام بالأنشطة الأدبية والثقافية، إذ وهبت وقتها لتنظيم مجموعة من اللقاءات الشعرية المتميزة. وتتميز قصائد نجية عبد الدايم بمساحات واسعة للبوح الذاتي، كما نجد تنوعا أسلوبيا واضحا في نصوصها، غالبا ما يميل هذا التــــنوع في الكتابة إلى البساطة.

ومن جهة أخرى، تقف الشاعرة أسية بن عثمان وقفات جمالية دقيقة، تحس معها أن الأمل نابع من نبض الكلمات، كما ينبع الجمال من فيض الأحاسيس المرهفة، حيث يلمس القارئ حرارة التعبير الحر النابع من مخيلة شاعرة تستهويها الطبيعة، حتى أصبحت القصيدة لوحةً فنية يجتمع فيها الملموس والمجرد؛ ذلك أن شعر أسية بن عثمان تعبير صادق عن الأمل ومفاهيمه، ويتمثل ذلك في تخير النعوت والأوصاف المناسبة لكل مشهد من مشاهد تحرر الشاعرة التي تصورها لنا في نصوصها.

فالشعر يحمل ألوان الحلم والتيه والورد المتمرد على صفحات بيضاء كبياض الروح والذاكرة. شعرٌ ينبع من وجدان شاعرة اعتمدت البساطة في التصور، لِتَخيطَ للقارئ قصائد تميل إلى فلسفةِ طبيعية للحياة والكون. ويظهر ذلك من خلال الارتباط الوثيق بالعالم الخارجي، الذي تحاول الشاعرة نقله إلينا عبر وادٍ من الكلمات المفعمة بالحياة.

وعلى غرارها، يعتبر عبد الرحمن فتحي من الكتاب المعاصرين المغاربة القلائل الذين يكتبون بالإسبانية، حيث تتنوع أشكاله الأدبية بين الشعر والنثر والمسرح والنقد. هذا التنوع الأدبي يجعل من نصوص الكاتب وجهة للقراء المهتمين باللغة الإسبانية، لكن الأهم في كتابات عبد الرحمن فتحي، تركيزه على جدلية الصمت والغياب في الكتابة. فالصمت يتجاوز البعد السطحي للكلمة، ليشمل الحياة والروح والجسد.

أما بشرى الموعلي، فهي شاعرة اللحظات العابرة والوحدة البيضاء، التي عادة ما تنعكس في مرآة كل العناصر الطبيعية من رمل وريح وأمواج تختفي فجأة في صور استعارية تكشف وجها آخر لشخصها. فالشاعرة تعبر عن كل ما يدور في خاطرها باستخدام الاستعارة، وابتكار صور شعرية ذات طابع رمزي تختلط فيها الأسطورة بالتجربة الذاتية، لتكون لنا حقلا من الحلم أشبه بمقطوعات فيفالدي.

الشاعر البلجيكي غايطان بريسي، يعتبر من الشعراء المعروفين في الوسط الشعري البلجيكي والفرنسي والمغربي. ولا أدل على ذلك من كونه شاعر يجعل من اللغة الفرنسية لغة العشق والبوح ومحاولة محاورة الذات في أبعادها الوجودية والمتخيلة.

أما نجيب بنداوود، فهو شاعر، لا ينفك يجعل من جسد المرأة لوحة فنية تندمج فيها كل مشاعر الإنسانية، من فرح وألم ومعاناة وطول انتظار. إذ يكتب بالفرنسية، حيث لا شيء يعلو فوق جمالية الحس المرهف والدقة في التصوير الشعري. فقصائد بنداوود ذات الطابع الحر، تميل إلى الجانب الرومانسي، حيث يكشف لنا الشاعر عمق العلاقة الوجدانية التي تربطه بالمرأة في كل تجلياتها. في مقابل هذا، فإن عبد اللطيف البحيري، من الشعراء الذين تتعدد كتاباتهم بتعدد أشكال القصيدة وألوانها. شاعر يجعل من حسه الوجودي نقطة اللقاء بين كل العوالم الخارجية. له العديد من المؤلفات ينسجم فيها الخيال مع التجربة الواقعية. وحسب الناقد نقوس المهدي، فشعر عبد اللطيف البحيري لوحة تُظهر لنا التفاعل والانسجام بين الشاعر والوجود والتماهي بين الحلم والواقع لخلق عالم فاضل، يوغل بالقصيدة إلى أعمق أعماق الروح الإنسانية، مستلهما مكنونات ومكونات الطبيعة والمشكلات الوجودية المتشابكة في حالة من التوافق الروحي والتأمل الرصين وصدق السريرة وصحة العقيدة ” الدوكسا”.

كما تُعتبر أنا هريرة (شاعرة إسبانية) من الشاعرات الأكثر حركية في المشهد الأدبي الإسباني. تَكتب بالإسبانية وترجمت من الفرنسية إلى الإسبانية مجموعة من الأعمال الأدبية، خاصة في صنف الشعر. وبالتالي فهي شاعرة مفعمة بالحس، جعلت من الكتابة الشعرية وسيلة للحوار والتبادل الثقافي. أما الشاعر علي لحريشي، فمن الشعراء المبدعين الذين جعلوا من اللغة الفرنسية فرصة للإبداع الشعري. صدر له مجموعة من المؤلفات في صنف الرواية والشعر. شاعر يرفض التقليد، إذ نجد أن معظم نصوصه حداثية من حيث اللغة والشكل. فشعر علي لحريشي، شعر إنساني يستمد قوته من التجربة المعاشة بعيدا عن التصنع في الإبداع و الكتابة.

فيما يعد محمد هشوم، من الشعراء المميزين في الساحة الأدبية المغربية. وقد صدر له مجموعة من الدواوين الشعرية وشارك في العديد من الأعمال الشعرية العالمية. وهو من الشعراء ملتزمين، إذ نجده دائما في مقدمة الشعراء المغاربة المدافعين عن القضايا الإنسانية. أما محمد الروجي، فهو شاعر مغربي مقيم بفرنسا، له العديد من الإصدارات الشعرية. لذا يمكن أن نقول عنه إنه شاعر صامت، لكن إبداعه يثير ضجة كبيرة. فقصائده تتخذ الطابع الحر، أي أن الشاعر متحرر من كل الأشكال التقليدية والموضوعاتية.

وأخيرا فإن الشاعر البلجيكي غايطان بريسي، يعتبر من الشعراء المعروفين في الوسط الشعري البلجيكي والفرنسي والمغربي. ولا أدل على ذلك من كونه شاعر يجعل من اللغة الفرنسية لغة العشق والبوح ومحاولة محاورة الذات في أبعادها الوجودية والمتخيلة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.