شعار قسم مدونات

البارانويا.. جنون الارتياب في الإعلام

blogs - صحفيين
‏‎البارانويا أو جنون الارتياب، هي حالة مرضية ذهنية، تتميز باعتقاد باطل راسخ يتشبث به المريض، بالرغم من سخافته وقيام الأدلة الموضوعية على عدم صوابه، حيث تتسم هذاءات المريض بالمنطق، لكنه منطق لا يقوم على أساس صحيح. ‏‎والمعنى العام أن البارانويا مرض عقلي يتمثل في هذاءات عقلية 
وتشغل هذه التوهمات جزءا صغيرا أو كبيرا من عقله، محاولة أن تتوسع لتشمل العقل، وترتبط هذه التوهمات وتصبح في انسجام مع موضوعها وتكون هلاوس سمعية أو صوتية أو بصرية وقد يصيب جنون الارتياب مجتمعات بكاملها فهو مرض جمعي.

عندما ندقق في مرض البارانويا!
وهو (جنون الارتياب) وما الذي يحل بمصابه وأعراضه، نجد أن هناك شبه بينه وبين الحالة التي ألمت بالفعل بشريحة كبيرة ممن يعملون في قنوات الفتنة والإلهاء وأصحاب الصحف الصفراء، أو بالأحرى ملاكها والقائمين عليها؛ ومن يديرونها خلف ستار لا يخفي وجوههم الدميمة؛ ولا يستر مقاصدهم الدنيئة، والذين أصبحوا ناشرين لهذا المرض الخطير في مجتمعنا الخليجي، بتخيلهم لتصريحات لم تدلى وكلمات لم تتلى، بل وتم نفيها والتأكيد على نفيها بأكثر موضع وبكل موقع، ولكن قاتل الله مرض الهذيان.

لقد أصبحوا يكيدون وأمسوا يوسوسون بكِ يا قطر، وبعيونهم أنكِ مصدر مآسي الأمة، وتخلفها وسبب تناحرها، وتشتتها؛ وتباعدها؛ وتفرقها بل ومرضها وتأخر تعافيها، وأنت من تقفين حجر عثرة أمام كل من تقدمها؛ ونموها؛ واتحادها؛ وعلوها، وأنت سبب ثقب الأوزون، وأنت من تريدين أن ترمينا كما المخلفات، وأنتي من تريدين أن تجعلي منا عبيدا سائرين خلف سيدنا العنيد، وعلى هذا الحال وبمثل هذا المنوال ومن هذا الطريق تأتي كل الأمثال بكل هذه الأفعال.

كل هذه الحرب الإعلامية الشنيعة وبكل صفاقتها وانحطاطها غير الأخلاقي، حتى لم يردعكم يا شياطين الإنس شهر الصوم، ولا نظرة اللوم من أتقياء القوم، حيال افترائكم؛ وتجنيكم وخوضكم بالأعراض.

أصبح كل من يعتريه الريبة؛ والشك والهذيان يشير إليها ويتعمد أن يسيء إليها، وهي أمام تلك الأزمة تمارس ضبط النفس، وعدم التسرع بأخذ أي قرار ناتج عن ردة فعل يريد بها من فعل هذا الفعل أن تتخذه، وبذلك تضرب لنا مثلا بـالتعقل؛ والتروي وذلك نتاج إرث حكمتها؛ ووضوح رؤيتها؛ وبراعة سياستها، بحيث إنها لم تحاول أن تبدي أي ردة فعل، حتى تعرف من هو خلف المؤامرة الجبانة باختراق مواقعها الإخبارية، ووضع هذه الفبركات الخزعبلية؛ والترهات غير المنطقية لهذه التصريحات المدسوسة، وبذلك قطعت الطريق على كل مستفيد. ولسان حالها يذكر الحديث الشّريف: (ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب).

كل هذه الحرب الإعلامية الشنيعة وبكل صفاقتها وانحطاطها غير الأخلاقي، حتى لم يردعكم يا شياطين الإنس شهر الصوم، ولا نظرة اللوم من أتقياء القوم، حيال افترائكم؛ وتجنيكم وخوضكم بالأعراض، قال صلى الله عليه وسلم أنه لما عرج به، مر على قوم لهم أظافر من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم فقال: ((يا جبريل من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم)).

لقد أسأتم إلى أنفسكم قبل غيركم، كيف بقنوات يرصد لها المليارات سنوياً لا تستطيع أن تجابه إلا بالافتراءات والكذب والتزييف والتدليس، تعرفون لماذا؟ لأنكم لستم على الحق ومن هو على الحق لا يحتاج لهذه الأفعال الساقطة.

هل هذا جزاء من تحاول أن تبقى إلى الآن على الحد الأدنى من الأنفة والإباء والكرامة والعزة العربية، هذه الكلمات التي لم يعد أحد يعرفها ولا يفقها أو يفهمها ويدرك معانيها أو يأبه إليها، هل كل هذا لأن قطر سياستها ثابتة، معلنة، منفتحة، مبصرة، إنه يضيق ذرعا من هو مصاب بالهذاء من قطر، فعند هذا المشهد بالتحديد يحضرني بيت الشعر النبطي المشهور: (مايهذري المهذري إلا من حر السخونة) لأن كل ما تفعله وتقدم عليه يثير من به ريبة، ويعتقد أن هذا الشيء ضده وأنه هو المعني وضد مصالحه وسياسته، يريد أن يفرض على دولة لها سيادتها وسياستها رأيه ورؤيته، هل لأن قطر تعلن بعلاقاتها وتجاهر بها مع كل الدول، بلا مداراة واختباء أو ريب أو خوف من لومة لائم، منتهجة نهجا سياسيا واضحا ودون الكيل بمكيالين، هل هذا ما أوجعكم من قطر؟

هل تعلمون أنكم بهذه الحرب الإعلامية والتصرفات اللا إنسانية، الخرقاء؛ الحمقاء الطفولية وغير المسؤولة بانت سوأتكم وضعف حجتكم، وإنكم لا تستطيعون مقارعة الحجة بالحجة ولا تؤمنون بالرأي والرأي الآخر، كيف لمن لا يعرف سوى القليل أن يوعد مشاهديه بالكثير!؟ 

لقد أسأتم إلى أنفسكم قبل غيركم، كيف بقنوات يرصد لها المليارات سنوياً لا تستطيع أن تجابه إلا بالافتراءات والكذب والتزييف والتدليس، تعرفون لماذا؟ لأنكم لستم على الحق ومن هو على الحق لا يحتاج لهذه الأفعال الساقطة والرخيصة، والتي تشوم عنها ومنها كل قناة تحترم نفسها ومصداقيتها أمام مشاهديها، ألم تفكروا في نظرة مشاهديكم لكم وسقوطكم وتهاويكم أمامهم، وكأنكم تقولون نحن نكذب وندلس ونزيف الحقائق ولا يهمنا المشاهد! هل هذه نظرتكم للمتلقي؟ قليل الإدراك والفهم، وأنه بإمكانكم أن تفعلوا كل هذه الأفاعيل دون أن يكشفكم، من أوصل لكم هذه المعلومة المغلوطة، لكن الشريحة الأكبر من المشاهدين، لديها من الوعي الكافي لدحض افترائكم، وهم يدركون ويعرفون نواياكم. وأخيرا.. يقول تعالى: (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ).

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.