شعار قسم مدونات

تجديد الخطاب الديني وقضاياه الشائكة

blogs خطاب ديني

لا شك أننا على رأس مئة جديدة وأننا كمسلمين نعيش مخاض التجديد وقد كثرت الدعاوى إلى تجديد الخطاب الديني ولكن لكل في هذه الدعاوى غاية في نفوس يعاقيبها فمنهم من لا يريد من هذا الخطاب إلا إلغاء نهجه الثوري المحارب للاحتلال والاستبداد سعيا لإيجاد إكليروس ديني يدعم الدكتاتوريات الباحثة عن الشرعية ومنهم من يعاني عقدة نقص ويريد فقط أن يتماهى مع غرب الكرة ويلقي على الإسلام قنبلة التغريب الانشطارية التي تركت شظاياها جروحا غائرة حتى في مجتمعاتها الحاضنة في قلب أوروبا.

 

ومنها ما يعاني التفكير بطريقة رد الفعل فيريد صياغة خطاب دفاعي عن دين أتى ليثبت نفسه ثورة تغيير عالمية لا ليجيب على اتهامات نصفها نابع من عداء حضاري ونصفها الأخر نابع من كيدية إيديولوجية تولى كبرها اليمين العلماني المتطرف الذي يبحث عن خلاص بعد فشله في إدارة الدول وانحياز شعوب المنطقة الكاسح إلى الإسلام كأساس للثورة السياسية والتشريعية ومنها ما ينتمي انتماء صادقا للإسلام لكنه يعاني مشكلة في التأصيل الفقهي للتجديد الديني وهو عاجز عن صياغة خطاب إسلامي راسخ مستند إلى الدليل الفقهي ومستقريء للفقه الإسلامي الذي يعد المولد الأول لمنظومة الفكر الإسلامي.

 

ورأينا نواعق وببغاوات من المستعربين أو المستغربين يعيدون على أسماعنا تهما يستحي اليمين الأوروبي المتطرف من اتهام الإسلام بها مجسدين عنصرية جديدة ضد ثقافة قومهم ومواطنيهم

قضايا شائكة كثيرة وكبيرة وخطيرة مفروضة علينا كمسلمين للقيام بواجب تجديد الدين على رأس المئة التي نحيا منها فقه الجهاد وفقه الدماء ومنها حقوق الأقليات في دولة الإسلام ومنها حقوق المرأة. هي محددات كبرى نتج عن غياب تأصيلها مشاكل عميقة أثرت على الإسلام روحا ورسالة فرأينا من يقتل الأبرياء باسم الله ورأينا الخوارج يظهرون من جديد ويتلقون دعما من أجهزة استخبارات عالمية وإقليمية تريد تنميط إسلام أغلب الأمة وهو منهج أهل السنة والجماعة على أنه دين إرهابي إلغائي علاقته مع الأخر تستند إلى الإلغاء بالقتل والجهاد.

 

ورأينا نواعق وببغاوات من المستعربين أو المستغربين يعيدون على أسماعنا تهما يستحي اليمين الأوروبي المتطرف من اتهام الإسلام بها مجسدين عنصرية جديدة ضد ثقافة قومهم ومواطنيهم ورأينا الهجمة الشعوبية الحاقدة على اﻹسلام من قبل حشود طائفية شعوبية تمارس القتل في الميدان وتتهجم على ضحاياها عبر وصفهم بالتكفيريين وإسقاط كل رذائلها على الشعوب الثائرة في وجه الدكتاتوريات ورأينا حملة منظمة من التكفير الثقافي والسياسي للإسلام وأتباعه ومعتنقيه بوصفه مرجعا تشريعيا قادرا على المعاصرة مع صيانة قيم الأمة عبر وسمه بأنه لا يختلف عن كنيسة القرون الوسطى وأنه فقه قديم يعود إلى أكثر من1400عام.

 

وأنني كباحثة متخصصة في أصول الفقه الإسلامي وفقه الجهاد والفكر الإسلامي أحببت أن أكتب هذه المقدمة للقضايا التي سأقوم بواجب تبيينها عبر مدونتي المتواضعة في الجزيرة والتي أسأل الله تعالى أن تكون خالصة برحمته وسديدة بمعيته وسأتناول فيها مدنية الدولة وتداول السلطة ونظام الحكم في الإسلام والجهاد هل هو ضد العدوان أم سببه كفر الشعوب الأخرى بالإسلام وسأتعرض لحقوق الأقليات في الإسلام ولمفاهيم الرق والجزية وغيرها وسأناقش كوكبة من الأفكار المتعلقة بالمرأة في الإسلام.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.