شعار قسم مدونات

نهاية الأزمة الخليجية.. السيناريوهات المحتملة

blogs الأمير تميم

إجراءات وعقوبات وقطع للعلاقات الدبلوماسية قامت بها دول خليجية وعربية ضد قطر، ويبقى التساؤل الأهم لفهم ما يحدث هو: هل من الممكن أن يحدث ذلك دون ضوء أخضر أمريكي…؟ الموقف الأمريكي متناقض ويعكس غياب رؤية استراتيجية راسخة في التعاطي مع منطقة الشرق الأوسط، وقد عكس ذلك التناقض الواضح بين الرئيس دونالد ترمب وبين باقي المؤسسات الأمريكية.

 

فقد أكد البنتاغون والخارجية الأمريكية بأنهم مع وحدة واستقرار الخليج وجلوس جميع الأطراف على طاولة الحوار. وهو أيضاً ما أكدته تسريبات السفير الإماراتي بالولايات المتحدة بأن الأخيرة رفضت مباركة الخطوات الإماراتية ضد قطر. إلا أن ترمب أعلن أن خطوة قطع العلاقات مع قطر جاءت بعد طلبه خلال قمة الرياض من الدول العربية والإسلامية بتجفيف منابع الإرهاب، وأن قطر دولة ترعى الإرهاب. 

تتهم تلك الدول بأن قطر ترعى وتدعم الإرهاب المتمثل بجماعة الإخوان المسلمين وجماعة الحوثي باليمن وبعض الجماعات الأخرى، وتتماهى في علاقاتها مع إيران

الصين وروسيا وتركيا وبريطانيا وإيران أكدت على ضرورة الحوار ودعم السلام والاستقرار بالمنطقة. الكويت دخلت على خط الوساطة بين قطر والمملكة العربية السعودية، وهو ما دفع الشيخ تميم لتأجيل خطابه التي تشير بعض التسريبات بأنه سيعلن انسحاب قطر من مجلس التعاون الخليجي. ويبقى التساؤل الأهم: ما هي دوافع تلك الدول لاتخاذ قرار قطع العلاقات مع قطر..؟ وما هي خيارات قطر…؟ 

أولاً: دوافع قطع العلاقات مع قطر.
1.
الدافع التاريخي: لا يمكن فصل ما يحدث بعيداً عن السياق التاريخي، فقطر تاريخياً هي جزء من دولة الإمارات، وأيضاً هناك خلاف تاريخي بين المملكة وقطر حيث طالبت المملكة مطلع القرن العشرين بضم قطر إلى إقليم الإحساء. وهناك خلاف بين قطر والبحرين على منطقة الزبارة.

2. الدافع الجيوسياسي: السياسة الخارجية القطرية تتعارض مع رؤية ومصالح بعض دول مجلس التعاون الخليجي ومصر، وهو ما بات واضحاً في عديد الأزمات التي تشهدها المنطقة وعلى وجه الخصوص ليبيا والسودان وفلسطين ومصر وسوريا واليمن وربما قدرة قطر على افشال تقسيم اليمن أكد على قوة سياستها الخارجية. أيضاً هناك دوافع جيوسياسية أخرى مرتبطة بمستقبل الطاقة، فقطر دولة غنية بالغاز، وهي أكبر مصدر للغاز بالعالم، وهي تصدر للإمارات الغاز. 

3. دافع رعاية الإرهاب: تتهم تلك الدول بأن قطر ترعى وتدعم الإرهاب المتمثل بجماعة الإخوان المسلمين وجماعة الحوثي باليمن وبعض الجماعات الأخرى، وتتماهى في علاقاتها مع إيران.

ثانياً: السيناريوهات المحتملة، (خيارات قطر).
الأزمة في يومها الأول ألقت بتداعياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية على الدوحة فقد شهدت البورصة انخفاضاً ملحوظاً وصل إلى 8 بالمائة، إلا أنها استقرت في اليوم الثاني للأزمة، وبدأت الماكينات الإعلامية العمل بشكل مكثف بما يضع المشهد الخليجي أمام ثلاثة سيناريوهات هي:

ليست قطر لوحدها ستخسر نتيجة حالة الانقسام الخليجي، بل سيخسر الجميع، والكاسب الأكبر من الأزمة هي إسرائيل، التي ستجد نفسها متفوقة على الجميع، ومرحب بها لتكون ضمن حالة المحاور والأحلاف. من هنا على الجميع أن يستدرك تلك المخاطر

1. قيادة تلك الدول انقلاباً داخل القصر في الدوحة يطيح بالشيخ تميم ويستبدله بأحد أفراد العائلة الحاكمة بما يتوافق ومحددات السياسية الخارجية لمجلس التعاون الخليجي.

2. الانحناء للعاصفة والاستجابة لمطالب الدول الخليجية وتحديداً وساطة أمير الكويت، والتي من المحتمل أن تحمل شروطاً قاسية لقطر متمثلة في الالتزام بمحددات السياسة الخارجية لمجلس التعاون الخليجي وأهمها: طرد الجماعات الإسلامية من الدوحة، وإعلان العداء الواضح لإيران، وضبط السياسة الإعلامية لقناة الجزيرة.

3. الذهاب لتشكيل تحالف ومحور جديد يبدأ في إبرام صفقات غاز وسلاح مع روسيا والصين وتفعيل التحالف الاستراتيجي مع تركيا وتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك مع طهران.

الخلاصة: ليست قطر لوحدها ستخسر نتيجة حالة الانقسام الخليجي، بل سيخسر الجميع، والكاسب الأكبر من الأزمة هي إسرائيل، التي ستجد نفسها متفوقة على الجميع، ومرحب بها لتكون ضمن حالة المحاور والأحلاف. من هنا على الجميع أن يستدرك تلك المخاطر.

أتمنى التوفيق لوساطة الكويت وعمان وحكمة الأسرة الحاكمة في السعودية لتجاوز تلك الأزمة التي يجر من خلالها ترمب المنطقة لمزيد من التصعيد لإرضاء المجمع الصناعي العسكري في الداخل الأمريكي.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.