شعار قسم مدونات

ما تبقى سوى الخزائن والثروات

مدونات- الخليج

الواضح أن المخططات الجهنمية بالمنطقة العربية ككل ماضية في الطريق المرسوم لها مسبقا. فبعد الانتهاء من مراكز القوة التي كانت ستشكل عقبة لتأخيرها العراق سوريا ليبيا اليمن مصر. لا جدال بقوة هذه الدول العربية كانت لها ترسانة عسكرية مشهود لها دوليا بمراتب متقدمة من ضمن أعتى الدول عسكريا كالجيش الروسي والأمريكي، وكان من المعروف حينها أن هذه الدول العربية قوتها باتحادها وكانت العقبة الوحيدة لأمريكا وإسرائيل بالتوسع بالمنطقة العربية والشرق الأوسط بالخصوص.

كانت انطلاقة المخطط الجهنمي بالمنطقة بحرب الخليج الأولى أو كما يسمى بحرب الثماني سنوات ضد إيران لإنهاك أكبر قوة عسكرية كانت آنذاك إيران التي كانت تسمى بالإمبراطورية الفارسية. وكانت هناك سابقة لتدميرها سنة 1941 بعد الغزو البريطاني والسوفيتي بتدمير أغلب طائرات سلاح الجو الإيراني. وتم إعادة بناء القوة الجوية بعد تولي محمد رضا شاه وبلغت دروة هذا البناء بعد أن وصل رقم أفراد القوة الجوية ل100.000 و5000 طيار يملكون 450 طائرة كلها أمريكية الصنع.

الآن خطة تكسير العظام بنزيف مكمن الثروة العربية بمنطقة دول الخليج بعد خلق قوة إقليمية كانت بالأمس القريب مدمرة عسكريا، إنها إيران التي سترد الصاع صاعين لأنها لن تنسى الدعم العربي للعراق.

بعد الثورة الخمينية بوصول الخميني إلى الحكم سنة 1980 الذي كان من أشد الأعداء لأمريكا وإسرائيل بشكل خاص. اصطنعت حرب الثماني سنوات أو ما يسمى بحرب الخليج الأولى بين القوتين الإقليميتين بالمنطقة العراق وإيران بدعم لوجستيكي وعسكري أمريكي وعربي للعراق بتولي المهمة تحت دريعة التمدد الشيعي بالمنطقة.

وكان المراد بانتصار العراق بكبح تلك القوة التي كانت العائق الوحيد آنذاك لتأتي الخطة التالية وهي القوة العسكرية العراقية نفسها التي اكتسبت خبرة عسكرية ميدانية وبدعم عربي تم غزو العراق، وكان أول إجراء أمريكي هو حل الجيش العراقي على الفور وتدمير الترسانة العسكرية العراقية ومساعدة انتشار المليشيات الموالية شيعية وسنية بأفراد كانوا في الأصل من أفراد الجيش العراقي.

والتالي كانت سورية وبعدها ليبيا واليمن وأخيرا العين مرصودة على الجيش المصري بعد أن تمت المرحلة الأولى بنجاح بقراءة معارضة أغلبية الشعب المصري للجيش بعد الانقلاب على الرئيس الشرعي محمد مرسي الذي وصل عن طريق صناديق الاقتراع وبقتل وحرق مدنيين عزل بساحة النهضة ورابعة كانوا ينادون باحترام اختيارات الشعب المصري عن طريق الديمقراطية وبقوة الدستور، وبالفعل كانت الضربة القاضية بهذه الدول التي دمرت عسكريا واقتصاديا وتنمويا بنزوح أغلب العقول السياسية والعلماء والأكاديميين وسفرهم إلى دول هي في الأصل مشاركة في هذه المؤامرة الخبيثة.

والآن خطة تكسير العظام بنزيف مكمن الثروة العربية بمنطقة دول الخليج بعد خلق قوة إقليمية كانت بالأمس القريب مدمرة عسكريا، إنها إيران التي سترد الصاع صاعين لأنها لن تنسى الدعم العربي للعراق. وكانت بوادر تلك الخطة عند آخر خطاب للرئيس الأمريكي السابق أوباما بحث رؤساء دول الخليج على قبول إيران كقوة إقليمية واقتسام الشرق الأوسط معها .وقال بصريح العبارة أن الدول الخليجية يجب أن لا تنتظر منا دعما في مواجهة إيران لاحقا.

لتأتي الخطة الأخيرة والمتبقية عبر خطط بعيدة المدى تنهجها السياسة الأمريكية بالمنطقة بعد تولي الرئيس الجديد دونالد ترمب ورد بصريح العبارة أن أمريكا الآن ليس هي التي كانت في السابق وأن أولوياتها القادمة هي آسيا. وعلى من يريد خدمة ما منا يجب أن يدفع وانتهى عهد الخطط العسكرية المجانية لأنها كانت في الأصل لها مبتغى وتم المراد.

والواضح أن سياسة ترمب عينها على الثروة النفطية وخزائن دول الخليج المنبطحة والخاضعة للسياسة الأمريكية بعد صنع إيران كقوة إقليمية أصبحت قاب قوسين من الرياض بمد الحوتيين الموالين لإيران والمتموقعين على الحدود اليمنية السعودية. وقبول خطط السياسة الأمريكية بالتفرقة وحصار دولة قطر التي تلعب خارج سياستهم المنبطحة لأمريكا.

أصل المشكل أصحاب كراسي الحكم المشؤومة الذين لا يبالون ولا يحركون ساكنا إلا عندما تحتك بهم الشعوب لنسمع حينها تحرك الأمن وأجهزة الداخلية والجيش وللأسف على حساب شعوبها.

وعجبا لحد الساعة لم تستوعب العديد من الحكومات العربية هذه الاستراتيجية الأمريكية بالمنطقة العربية بدمار القوة العسكرية التي كانت من الممكن الاتجاه إليها. ونزوح سياسيها وعلمائها بعد خنقهم بالاعتقالات والتعذيب الممنهج نفسي وجسدي وخلق ثورات تسمى بالربيع العربي التي أرغمت الشعوب العربية على التركيز عليها بمطالبهم الشرعية في الأصل، ولكن كذلك تخدم الأجندة الأجنبية التي تركز على عدم الالتفات ما يحاك لمنطقتهم العربية.

وبالطبع أصل المشكل أصحاب كراسي الحكم المشؤومة الذين لا يبالون ولا يحركون ساكنا إلا عندما تحتك بهم الشعوب لنسمع حينها تحرك الأمن وأجهزة الداخلية والجيش وللأسف على حساب شعوبها، وليس على ثوابت الأوطان العربية والإسلامية التي في الأصل لم يعد لها وجود بعد الخنوع والانبطاح للسياسات الخارجية التي تحاك للسيطرة على قوتهم العسكرية والثقافية والدينية وثرواتهم البشرية والباطنية.

فهل يا ترى ستحرك تلك الخزائن العربية التي تعد بالتريليون من الدولارات للتنمية البشرية التي هي الأصل وهي التي تفرض وجود شعب بقوته الفكرية والثقافية والعسكرية بديمقراطية تغنينا عن النزاعات الداخلية التي هي في الأساس تخدم تلك الدول المتربصة لإذلالنا ونشوتها بانبطاحنا.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.