شعار قسم مدونات

المزاد

blogs - موريتانيا

يذكر المؤرخون والمؤلفون أن تواريخ الأمة العربية حافلة بالمجد، و يذكر سوادهم الأعظم أن مرد المجد العربي لا يعود إلى فعل الانتصار، وإنما إلى أخلاقه. فيما يذكر التاريخ الموريتاني على مداه تقاليد و مواضعات مشابهة ارتبط بعضها بالتشبث الموريتاني بالعروبة والتعلق بها خلقا ولسانا وعادات. بيد أن التاريخ الموريتاني الحديث الذي شابه من الطمع ما يبطل الوضوء، ومن السوء ما يبطل الصلاة حيث أن متصدريه كانوا في أحسن أحوالهم باعة وهم و مسوقي زور، أما الفاعلون "القادة" فهم سماسرة من أدنى الدرجات، لا عهد لهم ولا ذمة.

 

صبيحة الخامس من سبتمبر عام 2012 ارتدى عبد الله السنوسي، الذراع الأيمن للعقيد الليبي الراحل معمر القذافي، ارتدى ثوبه القشيب محضرا نفسه في زهو كي يقابل القائد الهمام محمد ولد عبد العزيز.. لا شك أنه كان يرتب في ذهنه أفكارا كثيرة، منها بلا شك شكر هذا القائد العربي على حسن الوفادة وطيب الأصل العربي. استحال كل ذلك لعنات من السنوسي وأهله، وموريتانيا و أهلها عندما اكتشف المستجير بأن من يطل من نافذة طائرة امبراير أمريكية التجميع هو ضابط ليبي سابق بادر بنهر وسب السنوسي. أكانت هذه أول حادثة؟! أول بيعة؟ لا ورب الكعبة تفنن ولد عبد العزيز منذ أول بيعتين – رضي الله عن ساداتنا في في بيعة الرضوان- يوم باع قطع العلاقات مع إسرائيل وباع جوازات السفر الديبلوماسية لمسؤولي نظام القذافي، تفنن منذ لك الوقت في سمسرة بقية الهيبة و الأنفة التي كانت هي كل ثروة موريتانيا بعد بيع الحديد والنحاس والذهب والنفط والغاز والقطع الأرضية والاسمنت.

 

لو كانت الجاليات تدفع لهذا السمسار إتاوات فوق ما تدفع قليلا لقاطع الدنيا من أجلها.. لكنها للأسف جاليات فقيرة، وهو تاجر محب للمال.

كبرت موريتانيا في عين القائد الراحل صدام حسين رحمه الله عندما وقف الرئيس الراحل المختار ولد داداه رحمه الله في أثناء اجتماع للقمة العربية مستأذنا الجمع ومبشرا، فقد كادت بعض الدول العربية الضعيفة تقتتل على تقسيم مساعدات من "الأشقاء"، بشرهم بالقول: الحمد لله أخبرني الإخوة للتو أن أمطارا أغاثت الناس من بعد جدب، لذا تتنازل موريتانيا عن حصتها من هذه المساعدات للأخوة الأكثر حاجة.. ولم تسقط موريتانيا من عين الرجل إلا عندما باعه نظامها الفاسد في سوق نخاسة المواقف عجُز تسعينيات القرن الماضي.

 

يبيع اليوم ولد عبد العزيز دون إدراك، فلو أنه فكر قليلا لوجد أن جالية موريتانيا كفيلة بإعطائه الثمن الذي يبغي، لكنه يبغي! ولو فكر أكثر لوجد أن قطر أكثر سخاء من بقية دول الخليج في هذا الظرف، وبنكها في عمارة في عمارة الخيمة، والشيوخ ما يقصرون.

 

كتب صحفي شاب خطاب ولد عبد العزيز الذي مضغه بعسر في قمة الدوحة الطارئة عن غزة، و لأن المعالي صعبة بالكاد أفصح و هو يتلوه، فيما شرب ثمنه سائغا كما يستلذ السارق جرمه.

 

إن السؤال الذي يجب أن نطرحه على نفسنا: مع من أصلح ولد عبد العزيز علاقات موريتانيا؟ أين راعى مصالح البلد؟ وأين حن لحال جاليته أو قدرها فقد البلد الذي يكرم وفادتها؟

 

الجواب أسهل من أن يفكر فيه، فلو كانت الجاليات تدفع لهذا السمسار إتاوات فوق ما تدفع قليلا لقاطع الدنيا من أجلها.. لكنها للأسف جاليات فقيرة، وهو تاجر محب للمال.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.