شعار قسم مدونات

الخوف من موقعة الجمل بالمغرب

مدونات - حراك الريف

من منا لا يتذكر موقعة الجمل بهجوم بالجمال والبغال والخيول يشبه معارك العصور الوسطى يوم 2فبراير 2011 للانقضاض على المتظاهرين في ميدان التحرير بالقاهرة أثناء ثورة 25 وذلك لإرغامهم على إخلاء الميدان حيث كانوا يعتصمون. واستعمل في هذا الهجوم مجرمون خطيرون تم إخراجهم من السجون للتخريب وترهيب المتظاهرين حاملين السيوف ويطلق عليهم اسم "البلطجية" كان هذا آخر ما بقي لدى النظام المصري للنجاة بجلده بعد أن تمت سيطرة المتظاهرين بمصر على ميدان التحرير، وهو ما بقي عليه الأمر إلى حدود الساعة ترهيب بالبلطجية لكل منادي بالديمقراطية وعدالة اجتماعية من مثقفين وسياسيين وبسطاء يتم التنكيل بهم وتشويه وجوههم بتلك السيوف ولا حياة لمن تنادي ما دام الفاعل مجهول والمحرض لذلك هو الذي ستقدم له شكاية تظلم.

بالطبع لن يصل الأمر بالمغرب إلى ما حصل بمصر، ولكن هناك بوادر بدأت تنجلي للعيان بدس سموم إخبارية لدى الرأي العام أن المظاهرات أو ما سمي بالحراك الشعبي الذي بدأ مده ينتشر بجميع بقاع المغرب هو في الأصل بين المتظاهرين والملك. وبالفعل تمت أخيرا مشادات واشتباكات بالأيدي بين من يتعاطف مع الملك ومن ينادي بالمطلب الأساسي لدى الشعب المغربي وهو الذي يشكل احتقان ويساعد على صب الزيت على النار.

هل يا ترى سنستفيد من التجارب السابقة ونحدو نحو ما هي عليه الدول المتقدمة أخلاقيا قبل كل شيء بكرامة إنسانية وعدالة اجتماعية واحترام داء الشب بدساتير هي أسمى القوانين بالبلاد ونختصر الطريق؟

تقسيم عادل للثروة بالمغرب ومحاربة الفساد وعدالة اجتماعية هي جوهر كل منادي بالديمقراطية، وعدم ثقة الشعب بأعضاء الحكومة المغربية التي لم ينبثقوا حسب ما جاء في خريطة صناديق الاقتراع بالسابع من أكتوبر، والمسيرات والمظاهرات التي نشاهدها الآن بالمغرب جلها تحمل وتوجها نحو الملك محمد السادس كي ينقد البلاد من هذه الآفة التي الكل يعترف بها مثل الريع والامتيازات واحتكار المشاريع الضخمة المدرة بمداخيل قارونية كالأبناك والثروة السمكية ورخص مقالع الرمال وإكراميات أعالي البحار وحافلات النقل وسيارات الأجرة وآلاف الهكتارات من الأراضي الفلاحية الخصبة وأجور خيالية وتقاعد مريح يعيشهم عيشة الملوك وهم في ريعان شبابهم يبتدأ من سنة إلى خمسة سنوات عمل لا غير. امتيازات كانت بظهائر ملكية في عهد الحسن الثاني رحمه الله وسميت بامتيازات وظهائر خدام الدولة.

هذه الامتيازات لا مكان لها بأكبر الدول اقتصاديا وصناعيا وتعد ميزانيتها بالتريليون دولار. الشعب المغربي كان ولايزال مقتنع أن الملكية والملك هو رمز البلاد لأن الملكية كانت مند أكثر من 12 قرنا وتعايش معها الشعب المغربي وأصبحت موروثا لا محيد عنه. وأن الملك هو الضامن لاستقرار البلاد وهو الملاذ الأخير للشعب المغربي كي يشتكي له تلك الآفة التي تنهش خيرات البلاد.

الأغلبية الساحقة من المتظاهرين ينادون بعاش الشعب وهي تعني أن الشعب في صلب الموضوع هو المتضرر من هذه الظهائر الملكية التي أكل عليها الزمن، وأن الأولوية للفقراء والبسطاء وأن الطرق التي أسسها الكاتب الإيطالي مكيافيلي في القرون الوسطى استغنت عنها الدول الأصل التي انبعث منها هذا الكتاب المشؤوم الذي أسال حمامات دماء بجميع الأنظمة الأوروبية التي كانت مصرة على الاستفراد بالثروات دون غيرها واستبداد اللوردات، فهل يا ترى سنستفيد من التجارب السابقة ونحدو نحو ما هي عليه الدول المتقدمة أخلاقيا قبل كل شيء بكرامة إنسانية وعدالة اجتماعية واحترام داء الشب بدساتير هي أسمى القوانين بالبلاد ونختصر الطريق؟ يجب أن لا نلتفت إلى ما حصل بمصر وسوريا وليبيا وتونس بل أن نضع أمام أعيننا ما وصل إليه جيراننا والذين لا تفصلنا عنهم سوى 14 كيلومتر لا غير.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.