شعار قسم مدونات

تاريخ الخرسانة المسلحة

مدونات - الخرسانة المسلحة
إسمنت وركام ورمل والقليل من الماء، بهذا الخليط تكون قد حصلت على مادة البناء الأكثر شيوعاً واستخداماً في مجال الإنشاءات عالمياً، تعتبر المادة رقم واحد في عالم الإنشاءات، بالرغم من بساطة وبدائية مكونات هذا الخليط؛ إلا أنه ينتج لنا مادة صلبة قوية متينة كالصخر، مثالية لتشييد كافة أنواع المنشآت البشرية من مباني وجسور وسدود وأنفاق وناطحات سحاب.
 

تاريخ الخرسانة
تسمى الخرسانة وبالعامية الباطون أو البيتون، بالإنجليزية Concreteمن المصطلح اللاتيني Concretus أي مرصوص ومترابط. كُتب الكثير عن المنشآت الخرسانية للإمبراطورية الرومانية، وقد استعملوا الخرسانة كمادة بناء رئيسية في تشييد منشآتهم، يعتقد الكثير من الباحثين، أن أول استعمال فعلي للمادة الإسمنتية (اللاحمة) حدث في إيطاليا في القرن الثاني قبل الميلاد، تم العثور على نوع خاص من الرمل البركاني يدعى بالبوزولانا (Pozzolana) بالقريب من خليج نابولي في إيطاليا.
 

أول استعمال حديث لمادة الخرسانة حدث في القرن الثامن عشر ميلادي، في عام 1820 م، حَصَلَ بنّاء الحجر الإنجليزي جوزيف آسبن على براءة اختراع إسمنت محسن.

وكان يستعمل هذا الرمل في صناعة الإسمنت وقتها، وكان يستخدم لدمج الصخور معاً لصنع الخرسانة، عن طريق تفاعل رمل البوزولانا كيميائياً مع الجير والماء لكي يتصلبوا؛ لإنتاج كتلة شبيهة بالصخر، استعمل الرومان هذا الخليط من المواد لبناء الجسور، الأحواض المائية، مصارف المياه، والمباني أيضاً.

الخرسانة الرومانية تمثل تشابه طفيف مع خرسانة الإسمنت البورتلندي الحديثة، فلم تكن أبداً مادة لدنة بحيث تنساب في قوالب وطوبار البناء. في الواقع ليس هنالك خط واضح فاصل بين ما يمكن تسميته أول خلطة خرسانية فالعالم وبين ما هو حقاً ركام متلاصق (الخرسانة الرومانية آنذاك).
 

تمثل قبة ومعبد البانثيون نموذج للخرسانة الرومانية يجسد العمارة الرومانية بأبهى صورها، تم الانتهاء من إنشاء المعبد عام 217 بعد الميلاد، وما زال صامداً ليومنا هذا!
 

أول استعمال حديث لمادة الخرسانة حدث في القرن الثامن عشر ميلادي، في عام 1820 م، حَصَلَ بنّاء الحجر الإنجليزي جوزيف آسبن على براءة اختراع إسمنت محسن والذي سماه الإسمنت البورتلندي نسبة للحجر الطبيعي الموجود في جزيرة بورتلندا، وما زال الإسمنت البورتلندي الأكثر شيوعاً واستخداما في صناعة الخرسانة الحديثة ليومنا هذا.
 

حديد التسليح
لم يعُرف حديد التسليح حتى القرن الثامن عشر، فالخرسانة الرومانية لم تكن مسلحة، وإن استعملوا الحديد في تشييد بعض منشآتهم، إلا أنهم لم يكونوا يملكون أدنى معرفة بعلوم وأساسيات تصميم الخرسانة المسلحة، وبقيت الخرسانة عادية (غير مسلحة) هي السائدة حتى عام 1850 م، حينما صنع المزارع الفرنسي جان-لويس عدة قوارب تجديف، و دَعَمَها بشبك و قضبان حديدية، و قد خطط جان لويس لاستعمال الحديد كمادة بناء مع الخرسانة، ففي عام 1856 م، قدمَ طلب للحصول على براءة اختراع.
 

في عام 1854 م قام المعماري البريطاني وليام وليكنسون، ببناء خيمة للخدم، مكونة من طابقين، وقام بتسليح الأرضية والسقف بأسلاك وقضبان حديد، وقام بوضع الحديد بحث يقاوم إجهادات الشد مما دَل على فهمه لِلمَبادئ الأساسية للخرسانة المسلحة، وأخذ براءة اختراع كأول من بنى بهذه الطريقة.
 

من الجدير بالذكر أن هنالك عدة أشخاص كانَ لهم دور كبير في استعمال حديد التسليح في القرن التاسع عشر، وليس وليام فقط، منهم: جوزيف مونيير عام 1867 م، وليام وارد 1871 م.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.