شعار قسم مدونات

ماذا تعني خسارة المعارضة حي الوعر في حمص؟

مدونات - حي الوعر حمص

يوم الخميس الموافق 4-5-2017 خرجت الدفعة الثامنة من سكان حي الوعر باتجاه مدينة جرابلس وكان عددهم نحو ألف وخمسمئة مدني بينهم عدد من مقاتلي المعارضة سبقهم في الخروج سبع دفعات من سكان الحي، قدر عددهم بنحو اثني عشر ألف مدني باتجاه جرابلس وإدلب، وذلك تنفيذا للاتفاق الذي توصلت إليه المعارضة والنظام السوري برعاية روسية منتصف مارس/ آذار الماضي.
 

خرجت الدفعة الثامنة وربما يعقبها دفعة أو دفعتان ويصبح حي الوعر خاليا من سكانه الأصلين إلا من قلة فضلوا العودة لحضن الوطن على النزوح أو التهجير، أو ربما الأصح لم يغادروا ذاك الحضن باعتبار أن جميع من فضل البقاء إما موظف لدى النظام أو غير مطلوب للأجهزة الأمنية للنظام. بعد خروج الدفعات المذكورة سيعود حي الوعر آخر معاقل المعارضة في حمص لسيطرة النظام السوري.

لكن ماذا يعني خسارة المعارضة لآخر معاقلها داخل مدنية حمص أو كما يسميها السوريون عاصمة الثورة عسكريا؟ أصبح من شبه المستحيل على المعارضة دخول مدينة حمص مجددا بعد خسارتها لحي الوعر آخر معاقلها هناك، كون الحي المحاصر منذ أربعة أعوام أو يزيد، كما أنه يعتبر بوابة لمدينة حمص من الناحية الشمالية الغربية ولقربه أيضا من أبرز معاقل النظام السوري في مدينة حمص.

تسبب تهجير النظام لسكان الوعر بإصابة سكان ريف حمص بحالة من الاحباط الشديد في وجود حل يضمن لهم البقاء في منازلهم وخصوصا أن سكان الوعر صمدوا لأربعة أعوام والنهاية كانت بالتهجير.

كالكلية الحربية وكتيبة المدرعات وكتيبة الهجانة وغيرها من القرى الموالية للنظام السوري والتي تحولت لثكنات عسكرية كبيرة، فمن المتوقع أن يحول النظام الحي عقب السيطرة عليه لثكنة عسكرية كبيرة تكون خط دفاع أول عن مدينة حمص التي يسيطر عليها بشكل شبه كامل، إضافة لخلو الحي من مقاتلي المعارضة سيريح قوات النظام المتمركزة في القواعد المذكورة أعلاه وسيتعين على المعارضة في حال قررت دخول حمص السيطرة على القواعد العسكرية وحي الوعر بدلا من أن يكون الحي نقطة ضغط على قوات النظام في حمص.

سياسيا: بخسارة حي الوعر تخسر المعارضة السياسية ورقة ضغط مهمة في وجه النظام السوري وتخرج مدينة حمص من أي عملية تفاوضية، فالنظام السوري يحاصر الحي منذ أربعة أعوام ويحاصر بداخله أكثر من أربعين ألف مدني، كان بإمكان المعارضة تحقيق مكاسب سياسية من النظام لو أجادت التفاوض. كما أن خسارة حي الوعر آخر معاقل المعارضة في حمص سيؤثر بشكل كبير على المعارضة المتواجدة في ريف حمص الشمالي، والذي يعتبر أيضا آخر معاقل المعارضة في محافظة حمص كاملة.

معنويا: تسبب تهجير النظام لسكان الوعر بإصابة سكان ريف حمص بحالة من الاحباط الشديد في وجود حل يضمن لهم البقاء في منازلهم وخصوصا أن سكان الوعر صمدوا لأربعة أعوام والنهاية كانت بالتهجير.. كما أصاب السكان بفقدان الثقة في المعارضة المسلحة وفي قدرتها على الوقوف في وجه النظام السوري أو حتى منعه من تهجير السكان، كما أفقدتهم الثقة في قدرة المعارضة السياسية على التوصل لحل ينهي مأساتهم ويحقق لهم ما ضحوا من أجله ألا وهو إسقاط النظام السوري.

ويتهم ناشطون النظام السوري وحلفائه الروس والإيرانيين بأحداث تغيرات ديمغرافية في مدينة حمص من خلال هجير السكان الأصليين من منازلهم على غرار ما حصل في أحياء حمص القديمة، ودير بعلبة والبياضة وأرياف دمشق وداريا وغيرها من المدن السورية التي سيطر عليها النظام السوري بعد إخراج سكانها منها عبر ما يسميها سياسة الهدن والمصالحات.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.