شعار قسم مدونات

الحوثيون لا ينتصرون في المعارك الحقيقية!

Houthi fighters ride on the back of a patrol truck as they secure a road, as protesters march, denouncing plans by the Arab coalition to attack Hodeidah, from Yemen's capital Sanaa to the port city of Hodeidah April 19, 2017. REUTERS/Khaled Abdullah

من يتذكر معركة حقيقية انتصر فيها الحوثيون منذ بدء حروبهم ومسيرتهم الإجرامية التدميرية وحتى الآن؟! لم يحالف الحوثيون النصر دائما إلا بالغدر والخيانات ابتداء من حروب صعدة وحتى حرب دماج وعمران ومؤامرة دخول صنعاء ثم التوسع في جميع المحافظات وانتهاء بمعاركهم الدائرة حتى هذه اللحظة.
 

في معركة صعدة الرابعة حين أدرك الجيش تواطؤ صالح مع الحوثيين وحيد الحرس الجمهوري من المعركة استطاع الجيش الوصول إلى كهوف المتمردين الحوثيين وقتل زعيمهم حسين الحوثي! في معركة دماج ظل الحوثيون شهورا لم يستطيعوا تجاوز تلك المنطقة الجغرافية الصغيرة والتي قاتلهم فيها طلاب علم ليس لديهم أي خبرة قتالية وحين عجزوا عن الانتصار تم التدخل بمبادرة تقضي بنفي أبناء دماج لإفساح الطريق للحوثي كي يكمل مسيرته نحو عمران ثم صنعاء.

 

خلف أسوار لواء الشهيد القشيبي قاتل الحوثيون بكل ما أوتوا من قوة وضراوة لأكثر من ستة أشهر لم يستطيعوا خلالها التقدم شبر واحد أو السيطرة على موقع واحد تابع للواء، وأقل التقديرات تقول أن قتلى الحوثيين لا يقل عن 3500 قتيل استنزف الحوثيون كثيرا هناك حتى تم تدبير مؤامرة بالاشتراك مع اللجنة الرئاسية لتسهيل دخول الحوثيين لقيادة اللواء والذي لم يكن يتواجد فيه إلا القائد القشيبي مع قلة من الجنود، بينما كانت تتوزع قوة اللواء في المواقع التابعة له حول عمران وداخلها فبالخيانة وحدها استطاع الحوثيين دخول قيادة اللواء قبل أن يتمكنوا من السيطرة على أي من المواقع التابعة له.
 

في تعز لا زال الحوثيون في نفس مواقعهم منذ أكثر من عامين لم يستطيعوا الانتصار رغم الخذلان الكبير للمقاومة هناك، ورغم وجود انقسامات داخل صفوف المقاومة وأخطاء كبيرة تمارسها بعض الفصائل التي تدعي أنها تحارب الحوثيين.

على مشارف صنعاء عجز الحوثيون عن تجاوز منطقة شملان التي بدأوا هجومهم على العاصمة منها حتى أتت الأوامر للجيش بالإنسحاب ثم توقيع اتفاقية السلم والشراكة. في حزيز المعروفة بولائها وتبعيتها للحوثيين منذ زمن بعيد وأثناء محاولاتهم السيطرة على معسكر قوات الاحتياط قام الجائفي في ظرف 24 ساعة بإنهاء تمردهم واعتقالهم من داخل بيوتهم.

 

هناك معارك أخرى كثيرة أثبتت ضعف الحوثيين وعدم قدرتهم على الصمود أو تحقيق أي نصر في غياب الخيانات والمؤامرات، فإلى الآن لم يستطع الحوثيون حسم معركتهم ضد مقاومة البيضاء التي لا تتلقى أي دعم ومساندة من قيادة التحالف والشرعية، في إب وخلال أيام معدودة استطاعت مقاومتها الوصول إلى مشارف المدينة وحصارها من الجهة الشرقية قادمة من بعدان ومن الجهة الغربية قادمة من العدين ولم يكن من الصعب السيطرة على قلب المحافظة لولا تراجع المقاومة وانسحابها حين لم تجد أي دعم أو تجاوب من التحالف.
 

حتى في تعز لا زال الحوثيون في نفس مواقعهم منذ أكثر من عامين لم يستطيعوا الانتصار رغم الخذلان الكبير للمقاومة هناك، ورغم وجود انقسامات داخل صفوف المقاومة وأخطاء كبيرة تمارسها بعض الفصائل التي تدعي أنها تحارب الحوثيين. الزمن الافتراضي لكسر الحوثيين وهزيمتهم واستعادة الدولة من قبضتهم لا يتجاوز بضعة أيام إذا شنت ضدهم حرب حقيقية، فهم أضعف وأوهى مما يعتقد البعض، وحجمهم مضخم بفعل فاعل.

 

باختصار شديد الحوثيون ليسوا خصما حقيقيا، بل هم أضعف الخصوم، وحين يغيب العبث والتهاون وتشن ضدهم حرب حقيقية سيستطيع الشرفاء من أبناء الجيش والمقاومة هزيمتهم ودحرهم واستعادة اليمن من قبضتهم خلال أيام معدودة بما يمتلكون من إخلاص وتفاني وبسالة وبالإمكانات المتواضعة التي في أيديهم.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.