شعار قسم مدونات

وينو البترول؟

مدونات - بترول تونس

وينو البترول!؟ بمعنى أين بترول تونس!؟ هو شعار جديد نطق به الشعب التونسي هذه الأيام مبشّراً بربيع عربي جديد وثورة ياسمين أخرى.. اندلعت تظاهرات أهالي الجنوب التونسي من ولاية تطاوين مطالبين بحقوقهم في العيش الكريم والتشغيل.. ورغم أن البترول يستخرج من تلك المنطقة إلا أن أهاليها يعيشون فقراً بشعاً ووضعاً مزرياً، من هنا صاحت حناجرهم مطالبين بمراجعة عقود البترول وإعطائهم نصيبهم المستحق من هذه الثروة.

وينو البترول؟ هي حملة فيسبوكيّة كانت قد شنّت على يد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في تونس في شهر ماي من سنة 2015 أعلنوا فيها أنّ الأرقام التي قدمتها الحكومة حول إنتاج البترول هي أرقام وهمية زائفة، مأكدين وجود نهب للثروات الباطنية للبلاد على غرار البترول والفوسفات وقد طالبوا الحكومة بالشفافيّة بنشر العقود التي تربط تونس بالشّركات الدّولية التي تستغل أبار النفط التونسية.
 

وقد لاقت تلك الحملة آنذاك رواجاً وجدلاً وشغلت كل المواقع والمحطات العربية في المقابل اعتبر الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية التونسيّة معز السيناوي في تصريح إعلامي له أنّ تلك الحملة مجرد دعابة فيسبوكيّة.. وكالعادة الحكومة التونسيّة لا تهتم بأحد وتجاهلت المطالب وتجاهلت أصحابها.
 

هل يستطيع شعار "وين البترول" تغيير موقف الحكومة نحو المبالاة بدل التجاهل؟ وهل يستطيع إطاحة حكم الرئيس المنتخب الباجي قائد السبسي الذي تسلم رسمياً مقاليد حكم تونس يوم 31 ديسمبر من العام 2014؟

وأمام يقين التونسيين أن العقود التي تربط تونس بالشّركات الدّولية التي تستغل أبار النفط التونسية وثرواتها الباطنية هي عقود استعمارية انتهازية ونظراً لتحكّم فرنسا وسيطرتها على أغلب شركات أبار النفط بتونس فقد توصّل البعض إلى انتقاد وثيقة الاستقلال التاّم للبلاد التونسية الموقعة في 20 مارس 1956 بين الوزير الأكبر الطّاهر بن عمار ووزير الخارجية الفرنسي كريستيان بينو والتشكيك بها والمطالبة بعرضها على الشعب التونسي في أكثر من مناسبة!

وفعلاً تمّ يوم الجمعة 8 أبريل 2016 عرض وثيقة بروتوكول استقلال تونس عن الاستعمار الفرنسي وذلك لأول مرة في تاريخ البلاد ويأتي حدث عرضها في إطار إحياء الذكرى ال 78 لعيد الشهداء أو أحداث 9 أبريل 1938 الذي احتضنته مؤسسة الأرشيف الوطني بالعاصمة وقد تم توقيع وثيقة الاستقلال التاّم لتونس بعد توقيع وثيقة الاستقلال الداخلي بتاريخ 1 يونيو 1955.

اليوم مع بزوغ ربيع 2017 عادت هذه الحملة وهذا الشعار بقوة ليغزو شمال البلاد وجنوبها وساحلها وداخلها، شرقها وغربها عاصمتها وضواحيها، أمام تعتيم إعلامي تونسي، إعلام العار وصمت الحكومة وتعمدها الصمت والتصرف بعدم مبالاة تجاه شعبها وصوته المطالب بالحق في ثروات وطنه أمام فقره وعدم تمتعه بأبسط مرافق الحياة والعيش بكرامة.

وينو البترول؟! هذا الشعار الذي تلى شعار "ديكاج" المشهور ربيع 2011 الذي أطاح بنظام المخلوع زين العابدين بن علي الذي دام 24 سنة.. جاء بعد يأس الأهالي من الدولة التونسية في الاستجابة لهم! فهل يستطيع إجبار الحكومة على الاستجابة لمطالبهم في تحقيق مواطن الشغل؟ هل يستطيع إقناع الحكومة بمنحهم حقّهم الإنساني الأساسي في التّنمية؟ هل يستطيع تغيير موقف الحكومة نحو المبالاة بدل التجاهل؟ وهل يستطيع إطاحة حكم الرئيس المنتخب الباجي قائد السبسي الذي تسلم رسمياً مقاليد حكم تونس يوم 31 ديسمبر من العام 2014؟ أم أنّ هذا الّشعار لن يصمد كثيراً وسيغدو نَسْياً مَّنسِيًّا؟ كل هذه التساؤلات الإجابة عنها ستكون في الأيام القليلة القادمة أو ربما في السّاعات القليلة القادمة.. فاللهم أنصر شعبي واستجب لدعائه.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.