شعار قسم مدونات

ديمقراطية الغرب.. صفر إسلام

BLOGS- الإسلام والسياسة

تمثل الديمقراطية تياراً سياسياً مهماً في تاريخ السياسة الحديثة وقد اتخذته العديد من البلدان الغربية كنظام حكم يتيح للأفراد أن يتمتعوا بحريات متعددة كحرية المعتقد وحرية الرأي وحرية التعبير.. وغيرها من الحريات التي لا يُشترط لها أن تخضع تحت سيطرة قوانين أيٍّ من الأديان السماوية، وتمثل العلمانية وجه الديمقراطية السياسي فتتيح لجميع العقائد بالعمل السياسي دون استثناء، ولكن بعد حبس عقائدهم في دور العبادة قبل المجيء إلى مقاليد الحكم فلا يُخلط بين السياسة والدين.
 

ابتكر الصليبيون والصهاينة مفهوم الديمقراطية منذ عقود من الزمن لأهداف مزيفة استُخدمت لغرض التستر على الهدف الرئيسي وهو القضاء على حكم الإسلام بشكل نهائي وإلى الأبد بعد سقوط الخلافة العثمانية -وهي آخر الخلافات الإسلامية- والتي كانت ذكراها قبل أيام عن طريق تمريرها في البلدان التي كانت تخضع تحت سيطرة الدولة العثمانية وجعلها نظاماً للحكم في تلك البلدان.

لم يفلح مكر أولئك فأصبحت تلك الديمقراطية التي يقدسونها تمثل باب الجحيم الذي يدخل عبره الإسلاميون ليقوموا بنشاطات مختلفة ليس في إحداها إخلالاً لمبادئ الرحمة والعدالة، منها الوصول إلى مراكز الحكم في البلاد العربية والإسلامية خاصة بعد ثورات الربيع العربي ومنها ما فتح المجال أمام المسلمين بتأسيس مجتمعات إسلامية في أميركا ودول أوروبا من باب حرية الرأي والمعتقد.

جاء التتار وجاء الصليبيون وجاء غيرهم وغيرهم ثم رحلوا جميعاً وبقي الإسلام منارة هذا العالم في عدله ورحمته وعلومه وهكذا سيرجع بإذن الله.

أيضاً القيام بفعاليات مختلفة من باب حرية التعبير وفتح المجال لغير المسلمين من أجل التعرف على حقيقة هذا الدين فتراهم اليوم يدخلون في دين الله أفواجاً ولكن هذا لا يمكن أن يكون أمراً مُفرحاً لدول أوروبا وأميركا وهم الذين سعوا كل السعي للقضاء على معالم الدين الإسلامي وحاولوا بجعل أبناءه منسلخين عنه لا يحملون منه إلا اسمه في بطاقاتهم الشخصية فكيف لهذا الدين أن يتسلل إلى أوروبا وأميركا وكيف أن يكون له مظاهر واضحة في شوارع تلك البلدان كالحجاب وصوت الأذان.

أدرك الغرب حينها بأن الديمقراطية هذه كأس هم شاربوه لا محالة حتى تستمر الفوضى في بلدان الشرق ولكن يجب أن تكون ديمقراطية خالية من الإسلام كما هي تماماً المشروبات الخالية من الكحول، فحتماً الإسلام يسبب الثمالة والصداع لأولئك الحاقدين فبدأوا منذ أن شعروا بخطر هذا الأمر بافتعال العنف ونسبه إلى الإسلام والمسلمين وتقديراً فإن هذا قد بدأ بشكل جليّْ منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

هكذا استمر الأمر إلى يومنا هذا وهم يعملون على تشويه هذا الدين وجعله مُداناً وإرهابياً وجعل من يدينون به يشعرون بالعار لأنهم دوماً في محط الاتهام وأيضاً لمنع العاملين في مجال الدعوة من الوصول إلى غير المسلمين في أوروبا وأميركا وبريطانيا وخير دليل على ذلك منع الدكتور "ذاكر نايك" الداعية الإسلامي المعروف من دخول بريطانيا دون أدنى سبب، سوى أنه يحمل في جعبته الكثير من الحقيقة ولا يرفع سلاحاً سوى القرآن.

هم أيضاً الذين لعبو بجدارة كي يشوهوا الحكم الإسلامي من خلال تمرير نماذج من الإسلاميين إلى الحكم ونصب المكائد لهم وإفشالهم من خلال أجندة وعمليات سرية كانت تحدث بتنفيذ أشخاص من نظام الحكم في الدولة العميقة حتى وصلوا بالنهاية إلى إسقاط حكم الإسلاميين مع البرهنة للعامة بأن مثل هؤلاء لا يصلحون للحكم كما حدث تماماً في مصر وتونس.
 

إنها لعبة مكتملة الأركان ومتقنة التفاصيل ومستحدثة الأفكار ومبتكرة التدابير بدأوها منذ زمن ولكن كما هو التاريخ دائماً يبين لنا بأنه لا يوجد مكيدة أُحكمت للقضاء على هذا الدين إلا وقد فشلت ولو بعد حين، فقد جاء التتار وجاء الصليبيون وجاء غيرهم وغيرهم ثم رحلوا جميعاً وبقي الإسلام منارة هذا العالم في عدله ورحمته وعلومه وهكذا سيرجع بإذن الله وقد بدأت لعبة أولئك بالفشل والانهيار أمام الصحو الإسلامي الظاهر وأمام جهود العاملين الصادقين في الميدان.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.