شعار قسم مدونات

إثيوبيا الزهرة الجديدة

blogs - ethiopia

يقولون أن البن الإثيوبي الأرابيكا هو هدية إثيوبيا إلى العالم حيث يتمتع بنكهة وجوده عالية متفوقاً على البن البرازيلي ذائع السيط وتعد إثيوبيا البلد الأول في أفريقيا إنتاجاً للبن وتعتمد عليه الدولة كمصدر للدخل، حيث يعمل في هذا المجال أكثر من 25 مليون مواطن إثيوبي في إنتاج وتجاره البن وحيث أنني من محتسى القهوة بكثرة، ووصلت إلى حد الإدمان خصوصاً البن الأثيوبي أحببت أن أبدأ حديثي عن الطفرة الاقتصادية في إثيوبيا بالأربيكا وفي الحقيقة إنني لم أجد عنواناً لمقالي أفضل من الزهرة الجديدة تعبيراً عن المرحلة التي تمر بها إثيوبيا خصوصاً انه الترجمة اللفظية لاسم العاصمة "أديس أبابا".

يعتبر الاقتصاد الإثيوبي حالياً رقم 12 من بين الاقتصادات الأكثر نمواً على مستوى العالم وتعتبر الأولى على مستوى أفريقيا، وفقاَ لتقرير البنك الدولي وبنك التنمية الأفريقي الذي يعتبر إثيوبيا أكثر الدول مساواة في أفريقيا الذى بلغ معدل النمو10 في المائة خلال العقد الماضي، ووفقا لتقرير البنك الدولي بلغ إجمال الناتج المحلي في عام 2015 61 مليار و540 مليون دولار في حين أنه كان في عام 2000 8مليار و240 مليون دولار، مما دفع لانخفاض معدلات الفقر من 45 في المائة عام 1995 إلى 29 في المائة عام 2010 تضاعف خلال هذه المرحلة مستوى دخل الفرد من 110دولار عام 2003 إلى 590 دولار عام 2015 منتقلة في ذلك من ترتيب ثاني أفقر دولة على مستوى العالم عام 2000، لتصبح دولة متوسطة الدخل بحلول عام 2025 رغم تزايد عدد السكان حتى تخطى حاجز 90 مليون نسمة على أقل تقدير ووصل إجمالي الإنفاق الحكومي العام 70 في المائة على القطاعات الموجهة لصالح عامة الشعب والمجتمع ككل من تعليم وصحة وبنية تحتية وزراعة وفقاً لتقرير البنك الدولي.

تعد الجامعات الإثيوبية من أفضل الجامعات في القرن الأفريقي ومن المفارقات العجيبة في هذا الأمر أن كل هذا حدث بدون أن يطلب الرئيس الإثيوبي أن يتبرع الإثيوبيون ببيير إثيوبي ولم يطلب منهم تفويضاً لمحاربة الإرهاب.

ويتوقع أن تصبح إثيوبيا من أهم 4 دول في أفريقيا في المجال الصناعي بحلول عام 2025، وتعد إثيوبيا حالياً ثالث أكبر مصدر للإسمنت في أفريقيا مستفيدة في ذلك بعمل طفرة في أعمال البنية التحتية والتشييد والبناء، وعن قريب سوف تصبح إثيوبيا منافساً قوياً للصين والهند في الصناعات التي تحتاج إلى تكنولوجيا متوسطة ويتوقع أيضاً أن تقوم إثيوبيا بتصدير الطاقة.

بلغ معدل تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر إلى إثيوبيا حالياً نحو مليار دولار سنوياً بعد أن كان 300 ألف دولار فقط قبل ثلاثة أعوام وتعد إثيوبيا ثاني دولة في أفريقيا بعد دولة جنوب أفريقيا من حيث معدل الاستثمار الأجنبي، ووفقاً لهيئة الاستثمار الأثيوبية، تجاوز الاستثمار المباشر العام الماضي ثلاث مليارات دولار بينما كان 279 مليون دولار في عام 2012.
 

تم إنشاء سكة حديد يبلغ طولها 756 كم بتكلفه 3 مليار و400 مليون دولار التي بموجبها تم اختصار الطريق بين إثيوبيا وجيبوتي من 7 أيام إلى 10 ساعات فقط التي تعتبر منفذ 95 في المائة من التجارة الأثيوبية، وقامت الصين بتنفيذ هذا المشروع الذي سيسهل ويقلل تكلفه النقل. وإن أهم الدول المستثمرة في إثيوبيا هي الصين، الهند، تركيا، المملكة العربية السعودية والكيان الصهيوني على هذا الترتيب.

أما بالنسبة للتعليم فقد زاد معدل الالتحاق بالتعليم الأساسي من 45 في المائة عام 1995 إلى 94 في المائة عام 2014 وارتفع عدد الجامعات من جامعة واحدة عام 1995 إلى أكثر من 30 جامعة على مستوى إثيوبيا. وتعد الجامعات الإثيوبية من أفضل الجامعات في القرن الأفريقي، ومن المفارقات العجيبة في هذا الأمر أن كل هذا حدث بدون أن يطلب الرئيس الإثيوبي أن يتبرع الإثيوبيون ببيير إثيوبي ولم يطلب منهم تفويضاً لمحاربة الإرهاب المحتمل ولا قال لهم ماذا سيفعل التعليم في وطن ضائع.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.