شعار قسم مدونات

مستقبل الأعمال في دول النفط العربية

blogs - أوبك
أحد أهم المؤشرات الاقتصادية في عالم الأعمال اليوم هو سعر برميل النفط، باعتبار زيادته تدر أموالا كثيرة على المنتجين، فيغدقون الإنفاق على مشروعات كثيرة تفتح فرص عمل كبيرة، كما حدث في الخليج لفترة طويلة، إلا أن هناك مؤشرا آخر لا يلتفت إليه كثيرون، وهو تكلفة استخراج النفط، فالنفظ لا يستخرج مجانا، بل تقوم بذلك شركات تتقاضى أموالا، وفي الخليج العربي مثلا أقل تكلفة لاستخراج البرميل في العالم، حيث قد تبدأ من تحت العشرة دولارات للبرميل، وتتصاعد التكلفة لتلامس الخمسين دولارا في كندا وأمريكا.

وبناء عليه فإنه طالما كان سعر البرميل تحت الأربعين دولارا كان التفكير في استخراجه غير مجد للغرب، ولكن عندما جاوز البرميل المائة دولار فإن ذلك شجع كثيرا من المنتجين، وربما كان دخول هؤلاء المفاجئ سببا في انهيار الأسعار المفاجئ أيضا، إذ وصل إلى 27 دولارا، فخرج من السوق عدد من المنتجين، مما أدى إلى تحسن السعر، إلا أن ما حدث أنه ما إن وصل السعر مجددا للخمسين دولارا حتى بدأ بعض المنتجين بالعودة، وهكذا يتضح أنه سيكون من الصعب للغاية أن يتجاوز سعر البرميل 60 دولارا.

حسنا ماذا يعني هذا؟ يعني أن دول الخليج ستربح، لكن ليس بوفرة كما كان في الماضي، وبما أن سعر النفط ما زال هو أكبر بند عائدات في الموازنات الخليجية، فبناء عليه سيكون هناك خيارات قليلة، فإما تقليص الموازنات بشدة للتناسب مع الدخل الأقل من المعتاد، أو تقليصها فقط (بدون شدة) مع التعويض من الاحتياطات النقدية في زمن الوفرة، وفي كل الأحوال فإنه من الواضح أنه إن عاجلا جدا أو آجلا (ليس طويلا) سيقل الإنفاق الباذخ الذي اشتهر عن بعض هذه الدول، وسيتم ترشيد الإنفاق بحيث لا ينفق إلا على المشروعات الضرورية كما يحدث في كثير من دول العالم. وسيكون البقاء للأفضل، وهو ما قد يكون في صالح هذه المجتمعات على المدى الطويل.

عامل آخر لم تعرفه دول الخليج مثلا من قبل، هو فرض الضرائب، فطالما اشتهرت هذه الدول بأنها لا تحصل على أي ضرائب، ويجري الآن العمل على تطبيق ضريبة القسمة المضافة بواقع 5 %.

ونظرا لأننا نتحدث عن مجتمعات بشرية وليس عن برامج كمبيوتر مثلا، فإن هذا التغيير قد يمر بمراحل ليست مريحة، فإحدى طرق تقليص الإنفاق مثلا أن يتم خفض موازنات جميع الوزارات بالنسبة نفسها، وهنا قد تتدخل بعض العوامل البشرية فيتم تقليص أو وقف قطاعات مهمة جدا، مع الإبقاء على قطاعات أخرى أقل أهمية، أو أنها حتى عديمة الجدوى للمواطن، ولكن أبقتها منافع لبعض الناس، وهذا للأسف يحدث في كل دول العالم، وطبعا احتمالات حدوثه في المجتمعات التي تلجأ للمرة الأولى لتقليص الإنفاق أكبر.

عامل آخر لم تعرفه دول الخليج مثلا من قبل، هو فرض الضرائب، فطالما اشتهرت هذه الدول بأنها لا تحصل على أي ضرائب، ويجري الآن العمل على تطبيق ضريبة القسمة المضافة بواقع 5 % (وهي نسبة منخفضة جدا بالنسبة لدول كثيرة جدا تطبقها) كل هذه التغيرات ستكون جديدة على مجتمع الأعمال الخليجي.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.