شعار قسم مدونات

لماذا يدعم زوكربيرغ فكرة الدخل الأساسي الشامل؟

Facebook Founder and CEO Mark Zuckerberg speaks on stage during the annual Facebook F8 developers conference in San Jose, California, U.S., April 18, 2017. REUTERS/Stephen Lam

يعتبر بعض المحللين الاقتصاديين ورجال الأعمال حول العالم أن الدخل الأساسي الشامل والمعروف اختصارا بـ "يو.بي.أي " Universal Basic Income فكرة جيدة وصالحة لحل العديد من المشاكل التي تعاني منها المجتمعات. ففكرة الدخل الأساسي الشامل (U.B.I) تلحظ تأمين الحد الأدنى من متطلبات المواطن الأساسية التي تؤهله للعيش الكريم من تأمين صحي وتعليم وغذاء سواء كان يعمل أو لا يعمل وهو برنامج تموله بالغالب الحكومات أي القطاع العام على شكل مبلغ مالي شهري "دخل ثابت" يختلف من بلد إلى آخر باختلاف أسعار العملات والخدمات ونسق الحياة. وقد تبنته واستخدمته العديد من الحكومات كفنلندا والهند وولاية ألاسكا وبعض الحكومات والشركات بدأت بإطلاق برامج تجريبية لفحص جدواه.

لماذا الـ "يو.بي.أي"؟
عند السؤال عن أسباب فكرة يو.بي.أي سترى الكثير من التحليلات والاستنتاجات التي قد لا تعطي وضوحا كافيا عن الموضوع. لكن المتفق عليه بين كبار رجال الأعمال وأصحاب الشركات حول العالم هو أن فكرة النظام بالأساس هي لحل المشاكل الناتجة عن أتمتة العمل والذكاء الاصطناعي.

تأتي فكرة الدخل الأساسي الشامل لتؤمن المتطلبات الأساسية للحياة لهذا العامل منذ ولادته وفي مختلف ظروفه سواء كان يعمل أو لا يعمل، فتنخفض معدلات الفقر والجريمة وترتفع معدلات الإبداع وشهادات الابتكار والاختراع.

فحلول الآلة محل العامل البشري وتطور صناعة الروبوتات والتعقيد الإيجابي الذي تحقق في خوارزميات الذكاء الاصطناعي ذات الطموح الجامح حد القدرة على المزج بين الإنسان والآلة في كيان واحد ذات طاقات إدراكية هائلة ومستوى ذكاء معقد قد يسيطر على الإنسان ذاته والتخلي عنه وعن دوره في سوق العمل ما سيؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة التي تنتج مشاكل إضافية ستسبب اضطرابات في سوق العمل وفقدان الأمان الاجتماعي والاقتصادي.

وتلافيا لهذه النتائج الكارثية كلها تأتي فكرة الدخل الأساسي الشامل لتؤمن المتطلبات الأساسية للحياة لهذا العامل منذ ولادته وفي مختلف ظروفه سواء كان يعمل أو لا يعمل، فتنخفض معدلات الفقر والجريمة وترتفع معدلات الإبداع وشهادات الابتكار والاختراع. واهتم العديد من أصحاب الشركات العالمية بهذا البرنامج كـ "إيلون ماسك" صاحب شركة space x الذي يعتبره وسيلة لمواصلة الناس تعليمهم وتطوير قدراتهم وقال ماسك أن "الأتمتة ستجبر الحكومات على استخدام برنامج الدخل الأساسي الشامل". ويشاركه الرأي سام آلتمان مدير شركة واي كومبنيتر وآرفيند سوبرمانيان كبير الاقتصاديين في الهند.

فيما يرى بيل غايتس صاحب شركة مايكروسفت بأن فكرة الـ "يو.بي.أي" جيدة لكن تطبيقها الآن صعب وهي بحاجة للوقت لأن الحكومات لا تملك الأموال الكافية لتمويلها. أما مارك زوكربيرغ فيرى الأمر من ناحية أخرى أكثر إيثارة ونفعا. فمؤسس شركة فيسبوك يعتبر يو.بي.أي وسيلة لجعل الناس تجرب أفكار جديدة وتقدم على مخاطرات أكبر وبالتالي تبدع أكثر.

ويعتبر مارك النظام جزء من العقد الاجتماعي الجديد للأجيال الذي سيؤمن أطفال مرتاحون من حيث التأمين الصحي ويستطيعون مواصلة تعليمهم وتطوير قدراتهم، ومن هنا يجب أن ندفع لهذا النظام ونتمسك به كونه يخلق جيل مرتاح سيبدع أفكار مهمة ورائعة تستفيد منها الشركات.

لعل مؤسس فيسبوك ذات العقلية الثورية والتجارية يطمح بأن يشكل هذا النظام "الدخل الأساسي الشامل" بيئة مريحة لتدفق الأفكار الإبداعية وتحويلها إلى منتوجات أو خدمات في المجتمع.

ويرى مارك أن اقتصادات العالم قادمة على مرحلة لن تقيس النمو بها عبر أدوات ومؤشرات رقمية كالناتج القومي المحلي بل عبر الجواب عن سؤال: كم هو دورك في المجتمع ذات معنى وفعال وإبداعي؟ ولأن فكرة الدخل الثابت الأساسي متعلقة بشكل جوهري بمعالجة مشاكل الأتمتة والذكاء الاصطناعي فقد تحول إلى مادة مثيرة للاهتمام في أوساط قطاع التكنولوجيا بأميركا وخصوصا في وادي سيليكون.

ولعل مؤسس فيسبوك ذات العقلية الثورية والتجارية في آن يطمح بأن يشكل هذا النظام بيئة مريحة لتدفق الأفكار الإبداعية وتحويلها إلى منتوجات أو خدمات في المجتمع. فمساحة الآلة في حياتنا تتسع على حساب الأدوار التقليدية التي كنا نقوم بها وقريبا ستحل مكاننا في سوق العمل ولن تجد الحكومات حلا للمشاكل المتوقعة إلا في تبني هذا البرنامج ودعمه وتمويله على الرغم من بعض الأصوات المعارضة له والتي تعتبره محفزا على الكسل لا الإبداع.

لكن إيمان زوكربيرغ بأن لا شيء مستحيل في عالم اليوم يجعله مؤمنا بالوصول إلى بيئة وحياة يجب أن "نعطي فيها لكل إنسان وسادة كي يبدع ويجرب أفكار جديدة".

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.