شعار قسم مدونات

الأدوية في رمضان

مدونات - الأدوية

في شهر رمضان المبارك أتاح الله رخصة الفطر لمن كان مريضاً، فكثير من الأمراض العارضة أو المزمنة يؤثر الامتناع عن الأكل والشرب على حالة مريضها سلباً ويؤخر شفائه أو يقود إلى تدهور حالته، وبالمقابل فإن هنالك الكثير من الأمراض يمكن لمريضها الصوم -ويحدد ذلك الطبيب المعالج حسب الحالة والقدرة- وفي هذه الحالة قد يحتاج المريض لضبط الجرعة المعتادة لتتناسب مع شهر رمضان، هناك كثير من الأدوية اتفق العلماء على أنها لا تفسد الصوم وبإمكان المريض تناولها أثناء صومه مثل:

– قطرات العينين والأذنين.
– قطرة الأنف إذا لم تصل المعدة، إذا وصلت المعدة فإنها تفطر.
– كل الأدوية والمواد التي يتم امتصاصها من خلال الجلد مثل المراهم والكريمات، أما لصقات النيكوتين فهي مفطرة.
– التحاميل بالمستقيم والتحاميل والغسول المهبلي.
– الحقن من خلال الجلد والعضلات والمفاصل والأوردة باستثناء المحاليل والحقن المعدة للإطعام الوريدي، محاليل الجلوكوز والملح وغيرها التي تعتبر مغذية.
– إبر الأنسولين.
– بخاخات الأزمة.
– الأكسجين والغاز المخدر للعمليات إذا قرر المريض الصوم.
– غسول ومضمضة الفم شريطة ضمان عدم ابتلاعه.

بإمكان مرضى ارتفاع ضغط الدم -حسب الحالة ورأي الطبيب- الصوم في رمضان بعد تعديل جرعة الدواء الذي يستخدمونه لتصبح ليلاً خاصة وأن الأغلبية العظمى من أدوية الضغط تعطى كجرعة واحدة يومياً.

أما فيما يتعلق بمواعيد تناول الدواء فيتم تعديل الجدول الزمني لها بما يتناسب مع ساعات الصيام فمن يتناول جرعة واحدة يوميا من الدواء -هذه تعتبر أسهل الحالات- حيث تبقى هذه الجرعة ثابتة ولا يطرأ تغيير عليها إلا أنه يجب استشارة الطبيب بتغيير توقيت هذه الجرعة من ساعات النهار إلى ما بعد الإفطار والتأكد من عدم وجود خطر على صحة المريض، إذ أن من الممكن اختلاف فعالية هذه الأدوية وكفاءتها عند تغيير مواعيدها، أما من يتناول جرعتين من الأدوية يومياً فبإمكانه أن يتناول الأولى عند موعد وجبة الإفطار والثانية عند موعد وجبة السحور-وذلك بعد استشارة الطبيب- إلا أن الصعوبة تكمن لدى المرضى الذين يتناولون ثلاث جرعات من الأدوية يوميا فعليهم اللجوء إلى الطبيب لطلب الاستشارة وضبط الجرعة.

عند تناولنا لبعض الأمراض المزمنة التي تنتشر بيننا مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكري فإن بإمكان مرضى ارتفاع ضغط الدم -حسب الحالة ورأي الطبيب- الصوم في رمضان بعد تعديل جرعة الدواء الذي يستخدمونه لتصبح ليلاً خاصة وأن الأغلبية العظمى من أدوية الضغط تعطى كجرعة واحدة يومياً مع مراعاة أن يبكر المرضى الموصوف لهم مدرات البول كعلاج أساسي أو علاج مصاحب بتناولها عقب الإفطار مباشرة لتجنب الحاجة للحمام في الأوقات المتأخرة من الليل.

وينطبق ذات القول على مرضى الذبحة الصدرية المستقرة بشرط الانتظام في جرعات الدواء المعدلة بمعرفة الطبيب مع التأكيد على أن تناول الأقراص التي توضع تحت اللسان لمثل هؤلاء المرضى لا يفسد الصيام، أما أولئك المصابون بالذبحة الصدرية الغير مستقرة ومرضى فشل القلب الحاد والجلطات الحديثة فهؤلاء لا يُسمح لهم بالصيام لما في ذلك من احتمال تدهور حالاتهم أو تأخر شفاؤها.

مع تقديرنا الكامل لمشاعر المريض الذي يرغب في الصوم تقرباً إلي الله فإن الامتناع عن تناول الطعام والشراب يقود لتدهور كثير من الحالات المرضية والفيصل في كل ذلك هو الطبيب المختص.

فيما يتعلق بمرضى السكري من النوع الأول أصحاب الحالات المستقرة والذين يستخدمون الأنسولين لعلاجهم فبإمكانهم الصوم مع تعديل جرعتهم لتصبح عند الإفطار وفي حالة الذين يستعملون جرعتين يومياً فيمكن أن تكون الجرعة الثانية عند السحور والتي عادة ما تكون أقل من الجرعة الأولى الرئيسية. أما مرضى السكري من النوع الثاني والذين يستعملون الأقراص في علاجهم فيتم ضبط جرعتهم لتصبح قبل الإفطار مع مراعاة جدولة الجرعات في حالة استعمال أكثر من علاج -الداونيل والجلوكوفيج مثلاً- مع الطبيب المعالج إذ أن مع تغير النظام الغذائي في رمضان ربما يتم تقليل الجرعات المستخدمة حسب حاجة كل حالة على حدة.

ختاماً فإن الاعتقاد بأن مضاعفة الجرعة لاختصار تناولها بالمساء فقط للتمكن من الصوم هو أمر غاية الخطورة لأن كثير من الأدوية لها تأثير مؤذي أو قاتل عند زيادة جرعتها لذلك يتم تقسيمها لكي لا تتسبب في الإضرار بالكلى أو الكبد أو أي من أجهزة الجسم الحيوية، ومع تقديرنا الكامل لمشاعر المريض الذي يرغب في الصوم تقرباً إلي الله فإن الامتناع عن تناول الطعام والشراب يقود لتدهور كثير من الحالات المرضية والفيصل في كل ذلك هو الطبيب المختص والذي إذا كان رأيه عدم الصوم فإن على المريض الامتثال لذلك الرأي ولعل ذلك من حكمة الإسلام ويسره ومراعاته لطبيعة الإنسان وضعفه وجود رخصة الفطر للمريض، كما أن الله سبحانه وتعالى يحب أن تؤتى رخصه مثل ما تؤتى عزائمه.. مع أمنياتنا بالصوم المتقبل لكل الصائمين والشفاء العاجل لكل مريض.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.