شعار قسم مدونات

عين على كارديف

مدونات - استاد كارديف

في البداية دعونا نتفق على أن مباريات كهذه، غير قابلة للتوقع.. صحيح ريال هو المرشح والأوفر حظا بحكم خبرته وبحكم حضوره الأوروبي القوي في السنوات القليلة الماضية، لكن يوفنتوس اليجري، فريق يفوز بواقعية ولا يحتاج إلى تقديم مباراة كبيرة لينتصر.

قوة يوفنتوس تكمن في الانسجام الكبير الذي خلقه اليجري بين أفراد الفريق بعد أن نجح في جعله يلعب ككتلة واحدة. الهجوم يبدأ من بونوتشي الذي يمتاز بلعب الكرات الطويلة وبناء اللعب من الخلف، والدفاع يبدأ من هيجوين، ماندزوكيتش، كوادرادو وديبالا، إذ يقوم هذا الرباعي بتطبيق الضغط العالي بصورة ممتازة، إضافة إلى ذلك الفريق يجيد خطة ركن الباص عند الضرورة، كما رأينا في إياب ربع النهائي ضد برشلونة بالكامب نو. وبمعنى أوضح، من الصعبة أن تعود في النتيجة ضده.

هذا النوع من الفرق يعاني كثيرا أمامه ريال مدريد، لأن يوفي يضغط بشكل ممتاز ولأنه يدافع بشكل جيد. ومن يعرف كيليني وبونوتشي وبارزالي، يعرف أنّه من الصّعب التفوق عليهم في الرأسيات أو إيجاد مساحات في العمق. بالنسبة للأظهرة، مارسيلو يقابله جوادرادو وألفيش، وكارباخال يقابله العنيد ماندزوكيتش وساندرو. مع التأكيد على أن دفاع الريال لا يعرف كيف يتصرف تحت الضغط العالي، دون نسيان أخطاء كازميرو في التمرير، لكن مع ذلك يبقى قرار تطبيق الضغط العالي من اليجري في محل شك، لأن مودريتش وكروس، ينزلان كثيرا من أجل الخروج بالكرة، وهو ما يجيده هذا الثنائي دون تكلف وعناء.

بالإضافة إلى الكرات الثابتة، تلك هي نقاط قوة ريال مدريد. الفكرة هي إيصال الكرة إلى رونالدو في الثلث الهجومي الأخير، ويتم ذلك عن طريق صعود الأظهرة وتدوير الكرة، نقلها من جانب إلى آخر.

النقطة الأخرى التي يجب الحديث عنها، هي نقطة ضعف يوفنتوس، والتي يجب أن يلعب عليها زيدان، تتمثل في غياب العمق في وسط الملعب في حالة الدفاع، حيث أن فريق اليجري لا يتوفر على لاعب ارتكاز قوي مثل كازميرو، فسامي خضيرة بوكس تو بوكس، وبيانيتش أبعد ما يكون عن لاعب المحور التقليدي. لذلك أهمية إيسكو ستكون مضاعفة في كارديف، من أجل تشكل الدايموند أو الجوهرة في وسط الملعب، بغية تدور الكرة قد الإمكان للحصول على مساحات، في العمق أو على الأطراف.

أثناء الاستحواذ، يقوم وسط ملعب ريال مدريد بتدور الكرة، التمرير في كل مكان، من أجل الحصول على المساحات. إذا ظهرت مساحة في العمق، يتم التمرير إلى رونالدو، كما رأينا في مباريات ريال الأخيرة، ضد بايرن وأتلتكو وضد سيلتافيغو. وإذا ظهرت -مساحة- في أحد الأطراف يتم نقل الكرة بسرعة إلى كارفخال أو مارسيلو، على أن يقوم الظهير بلعب كرة عرضية باتجاه رونالدو.

بالإضافة إلى الكرات الثابتة، تلك هي نقاط قوة ريال مدريد. الفكرة هي إيصال الكرة إلى رونالدو في الثلث الهجومي الأخير، ويتم ذلك عن طريق صعود الأظهرة وتدوير الكرة، نقلها من جانب إلى آخر. هذا ما رأيناه في مباريات ريال مدريد الأخيرة، وخاصة في مباريات بايرن ميونخ، سيميوني كان يدرك ذلك عندما واجه ريال مدريد، لكنه لم يكن لم يكن يملتك الأدوات الكافية لإيقاف فريق زيدان، بخلاف اليجري الذي يمتلك كافة الأدوات.

في النهاية، يجب التذكير بمقولة مورينهو الشهيرة، المباريات النهائية تُكسب ولا تلعب.. الغاية تبرر الوسيلة والواقعية هي النقطة المشتركة بين الفريقين. لكن الأهم من كل ما سبق هو حالة مهاجمي الفريقين في يوم المباراة، رونالدو عودنا على الحسم، وهيجوين عودنا على الخذلان، فهل تستمر الأسطورة؟

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.