شعار قسم مدونات

حتى في أخلاقياتنا هم المتفوقون

blogs - street

في عالمنا الشرقي، نفتقر لكثير من المبادئ والاحترام الموجود في نصوصنا الإسلامية المتبعة للأسف في العالم الغربي، بدءاً من النظافة التي يفتقرها الشارع العربي أو الإسلامي بينما ترى الشوارع الغربية نظيفة بل وهنالك غرامة مالية لمن يرمي القاذورات في الشارع.. النظافة من الايمان! دعنا لا نتطرق إلى النظام، فأنظمة العالم الغربي من السياسة إلى الاقتصاد وصولاً إلى الأفراد ممتازة بينما هي حدّث ولا حرج في عالمنا المتواضع! ولقد حث نبيّنا على النظام والالتزام بالانضباط في حياة المسلم لا الفوضى.

عندما يريد الشاب الزواج من الفتاة التي اختارها، فالفكرة بحد ذاتها شبه مرفوضة في عالمنا عدا عن عادات الحماة والكنة أو الحما والصهر التي "تقصف الظهر"، أما عندهم فيكون الترحيب من أوسع أبوابه والقبول موجود مع الفكرة أساساً وكأنهم يشجعون الحلال وستر المتحابين من دون علم!

عندما يريد الزوجان الطلاق، يحدث ذلك بعد عواصف وزلازل تطأ كلتا عائلتين ومعارف الثنائي، يليها الكره والحقد والمحاكم لحرمان الآخر من الأطفال! بينما يجلس هنالك الزوجان ويتفاهمان بل أكثر ما يشغلهما كيفية توصيل الأمر لأطفالهما وإقناعهما بأن لا شيء في حياتهما سوف يتغير.. وذلك التسريح بالإحسان!

البساطة في العيش، تلك المشاعر والأخلاق وتلك المواقف ما ستجعلنا دائماً بعيدين كل البعد عن التطور والرقي وعن ديننا الحنيف الذي لا يحفظ الرجل منه غير "مثنى وثلاث ورباع".

في العمل، ترى الراحة والرغد في أشغالهم حتى معاملة أرباب العمل للعاملين مختلفة فيهتمون كثيراً بحالة العامل النفسية ويقدّرون حياته الشخصية بل ويدعمونه للحفاظ عليها فمثلاً ان كان العامل غير مستقر لظرفٍ ما تمر به أسرته، يشجعه رب العمل على تقديم إجازة بينما يسود عندنا الظلم والشجع ويسرّح العامل إن كان مهموماً بقول من رب عمله "أترك مشاكلك في منزلك أو لا تأتي أبداً". الدين معاملة وكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيّته.

في الزواج، يعتمد الرجل على المرأة لإتمام أمور الأطفال والمنزل بل وأموره، وأحياناً يتشارعا، إن طلبت منه العون أو إن نظرت لإحدى صديقاتها اللاتي يحصلن على المساعدة بكل أنواعها من أزواجهن فيكون رده بأن ذلك ينقص من رجولته ويكفيه الكد والتعب خارج المنزل.

أما الرجل الغربي فيُبكيه إرهاق زوجته بل وأحياناً يحصل على إجازة من عمله كي يساعدها جيداً عدا عن اهتمامه بالأطفال والقيام بالطبخ والتنظيف وكأنه يطبّق "رفقاً بالقوارير" ويعمل بمنهج سيدنا محمد الذي كان هكذا في بيته، وترى مشاعر الأبوة جياشة في الغرب فيخاف على طفلته ويدللها ويدعم طفله ويكون دائماً حولهم، يلاطفهم ويساندهم ويكتم أسرارهم بينما هذا الوضع لا ينطبق في كافة بيوتنا فيملّ الرجل سريعاً من أطفاله ويفضّل مشاهدة الأخبار والكرة بدلاً عن قضاء وقته معهم وهنا أيضاً تطبق أفعال رسولنا بملاطفته لأطفاله بل لأحفاده وكان دائم السؤال عن أحوال فاطمة.

حتى في معاملتنا مع أطفالنا.. نستعمل العنف ونحضر لهم الألعاب المليئة بالضجيج وأحياناً المسدسات والبنادق ونشتكي عن فرط حركاتهم بل وأحياناً قلة تركيزهم الناتج عن انشغالهم بالتلفاز والهواتف والأجهزة الإلكترونية، عدا عن معاملة الجد والجدة المختلفة عن الأبوين لهم فكل يريد تربيتهم على طريقته وهذا كله غير مسموح به في تربية الغرب للأطفال.

تهتم نساؤنا بمظاهرهن كثيراً فيظهرن بالمقابلات والحفلات بل وفي الشارع على آخر "طرز" مزينات وكأنهن دائماً في حفلٍ ما. بينما أرى النساء يرتدين البيجامات ويتمتعن بلباس بسيط حتى في باريس عاصمة الموضة. فتلك البساطة في العيش، تلك المشاعر والأخلاق وتلك المواقف ما ستجعلنا دائماً بعيدين كل البعد عن التطور والرقي وعن ديننا الحنيف الذي لا يحفظ الرجل منه غير "مثنى وثلاث ورباع" و"الرجال قوامون على النساء" ولا تعلم المرأة منه غير "تُنكح المرأة لأربع جمالها و…إلخ".

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.