شعار قسم مدونات

تاريخ "مقروناش الجيلاي الزرهوني" (بوحمارة)

blogs - الزهروني
عرف المغرب أكبر ثورة وتمرد على المخزن من طرف موظف عند القايد يدعى الجيلالي بن عبد السلام الجيلي الزرهوني (بوحمارة) ولد سنة 1862 في مدشر ولاد يوسف بجبل زرهون قرب فاس كان احد أفراد الطلبة المهندسين في الجيش، عمل معاونا عند القايد، ثم كاتب عند الأمير أبي حفص أخ الأمير عبد العزيز مما جعله يعرف خبايا وأسرار القصر، دخل السجن سنتين بعد تزويره توقيع الخليفة عند خروجه السجن سنة 1900.

خرج من فاس نحو الشرق على ظهر حماره في صفة رجل صالح وصل حتى الجزائر وتواصل مع شيوخ القبائل الجزائرية، عاد إلى وجدة سنة 1901 ليؤسس الطريقة الصوفية الوزانية، جمع بها الناس خصوصا أنها كانت تنتقد المخزن، صور السلطان والقصر على أنهم متمردين وأن الجيش يخدم الكفار حيث كانت له طريقة جيدة في الإلقاء والإقناع، وكان يخبر الناس بأنه المولى محمد بن الحسن أخ الملك.

كما أنه كان يقلد الأمير في كل أفعاله وسلوكياته، بدأ بجمع الجيوش في 1902 استشعر عامل تازة الخطر فأرسل رسالة للسلطة المركزية يطلب المساعدة لكن لم تستجب لطلبه حاصر بوحمارة مدينة تازة وبعد المفاوضات سلمت له، وكانت أول عاصمة للمخزن الجديد لبوحمارة فأعطى السلطان عبد العزيز الأمر للأمير الصغير قيادة الجيش واستدعى جيش عبد السلام المراني.

حاول بوحمارة مرة أخرى محاصرة وجدة وتازة وفي 29 مارس 1907 دخلت فرنسا وجدة تحت ذريعة إرجاع الأمن للمنطقة، بدأت تتوسع في أراضي بوحمارة.

في نوفمبر 1902 كانت أول حرب انتصر فيها السلطان على فرقة صغيرة من فرق بوحمارة بالقرب من عين القدح ديسيمبر 1902 وكان أول لقاء للجيشين بالقرب من واد لبن بمساعدة قبائل لحياينة سيهزم فيها جيش السلطان ليأخذ الأسلحة والعتاد، تفاجأت الدول الأوربية تجاه بوحمارة فأقامت بريطانيا أسطولا قرب جبل طارق وإسبانيا، زادت من عدد الجنود في الشمال وأقامت فرنسا اجتماعا طارئا وأرسلو بارجة من وهران إلى طنجة.

بعد هذه الحرب فزع سكان فاس من فوز بوحمارة ثم كلف السلطان المهدي المنبي بجمع الجنود من جميع مناطق المغرب حيث جمع حوالي 70 ألف جندي دعمه المدني الكلاوي والتهامي الكلاوي بثلاثاء النخلية لم تدم المعركة طويلا، إنهزم بوحمارة وبقي معه أقل من 4ألاف جندي سنة 1903 فاستشعر بوحمارة الخطر فقلب الاستراتيجية فشن هجمات ليلية على محلات الجيش والمخزن وقطع الطريق بين تازة وفاس.

هجم على قصبة أجنادة قرب مليلية ثم وجدة مقر قاضي وجدة فسلمها له في 16 أبريل 1903 كان أميرها عرفة والد محمد بن عرفة الذي عينه الاستعمار في 10 أغسطس 1903 هجم السلطان على وجدة ثم فتح طريق فاس لكن فشل جيش الركينة سنة 1904، طلب الركينة إعفاء السلطان بسبب فشله كخازن مخزن بوحمارة شبيه بمخزن السلطان بفاس وبنفس التقاليد والأعراف وكان يختم كلامه بمحمد بن الحس الله وليه.

حاول بوحمارة مرة أخرى محاصرة وجدة وتازة وفي 29 مارس 1907 دخلت فرنسا وجدة تحت ذريعة إرجاع الأمن للمنطقة، بدأت تتوسع في أراضي بوحمارة، بعدها عزل السلطان عبد العزيز في 16 أغسطس1907 تم تعيين الأمير عبد الحفيظ الذي وعد الناس بالجهاد ثم طرد بوحمارة من سلوان من طرف فرنسا فعاد لتازة للتمهيد للهجوم الأخير للاستيلاء على تازة وفاس العاصمة.

انهزم جيش بوحمارة وتسلل إلى الزاوية الدرقاوية لكن تم القبض عليه فوضع في قفص وأخذوه للسلطان 2 أغسطس 1909 بقي بوحمارة محبوس داخل القفص في فاس وكانوا يحملونه كل مساء إلى خارج القصر ليشاهده الناس وليكون عبرة لكل من أراد الانقلاب والثورة على المخزن بينما كانوا يعتدون على جنوده بأبشع الطرق كل يوم في القصر أمام الناس.

تم إعدامه في سبتمبر 1909 ورميت جثته ضواحي مدينة فاس وانتهت أخطر ثورة في تاريخ المغرب والمغرب الشرقي حيث ساهم في إضعاف قوة المخزن وتكبد خسائر مادية ومعنوية مما أدى إلى توقيع معاهدة الحماية في 30 مارس1912.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.