شعار قسم مدونات

بأي عيد سيحتفل العاطلون عن العمل؟

مدونات - العمال

احتفل العالم بعيد الشغل أو ما يسمى بيوم العمال العالمي وهو من ثمرات الحركة الشيوعية الفوضوية الذي عرفته أستراليا إبان مطلع القرن العشرين وتحديدا سنة 1856م، حين احتفل الأستراليون لأول مرة بعمالهم واتخذوا من ذلك اليوم إجازة رسمية.. ثم تلتها الولايات المتحدة الأمريكية لتتحول الظاهرة الأسترالية إلى عادة ثم إلى يوم عالمي اسمه عيد العمال وتاريخه فاتح مايو من كل عام.. ليبدأ العالم من يومها الاحتفال بعماله إلى يومنا هذا.

ولكن ليس كل العالم يحتفل، هناك من قرر عدم الاحتفال كالسعودية وعمان وأفغانستان، وهناك من تحتفل نسبة قليلة منه بعيدها بسب البطالة المنتشرة فيه كحال دولنا العربية التي يشير إليها الموقع الرسمي للبنك الدولي في آخر بيان له كمتصدرة للعالم من حيث نسب البطالة..

وأشار بيان البنك الدولي إلى أن كل من ليبيا وموريتانيا تتصدر دول العالم من حيث ارتفاع نسب البطالة، حيث وصلت في ليبيا إلى 48 بالمائة وتلتها موريتانيا بـ 46 بالمائة ثم مصر بـ 42 بالمائة ثم فلسطين والعراق وتونس التي تشهد مناطقها الجنوبية حراكا شعبيا كان آخره في ولاية تطاوين مطالبين بخلق فرص عمل لهم.

زادت نسب البطالة بعد الثورة في تونس.. وأما القاهرة فحال شبابها قاهرة جدا، فالهجرة أول ما يفكر به الشاب المصري اليوم فقد ضاقت عليه مصر بما رحبت، أما بقية الأشقاء ففي الهم والبطالة أشقاء فعلا.

دولنا العربية اختير لها أن تكون المتصدرة في نسب البطالة والأمية والفقر فقط، ولشبابها أن يهجرها بحثا عن فرص عمل أو أن يختار طرق أخرى غير الهجرة: من أخطرها الإرهاب وأقساها الانتحار، حيث أشار تقريري أممي آخر أن 45 ألف حالة انتحار في 60 دولة سببها البطالة.

فالبطالة مذنبة بحق كثيرين وقاتلة ويجب أن تحاكم وتعدم حسب التقرير الأممي وإعدامها يكون بالقضاء عليها، فهي الداء الذي يؤرق كاهل شبابنا اليوم ورفيق السوء الذي لا يفارقهم -اللهم إن كان حامل الشهادة محظوظا أو لديه طرق أخرى للحصول على عمل- وما أقل أولئك اليوم فلو مررت بنواكشوط لن يلفت انتباهك غير لا فتات حملة الشهادة مطالبين بفرصة للعمل، وفيهم المهندس والدكتور ليكون الرد الحكومي جاهزا بمسيلات الدموع ثم وعود كاذبة، ويبقى الوضع على ما هو عليه..

ولو مررت بعواصم العرب الأخرى ستحزن على شباب الثورة التونسية الذي حلموا بعد ربيعهم بأن تتحسن أوضاعهم وما تزال بقية منهم تنتظر إلى اليوم والكثير فقد الأمل، فقد زادت نسب البطالة بعد الثورة.. وأما القاهرة فحال شبابها قاهرة جدا، فالهجرة أول ما يفكر به الشاب المصري اليوم فقد ضاقت عليه مصر في سنينها الأخيرة بما رحبت، أما بقية الأشقاء ففي الهم والبطالة أشقاء فعلا.. العراق حاله من حال فلسطين والجزائر والمغرب يتساءل شبابها عن أي عيد يتحدث العالم؟ وكيف لمن لا يمتلك فرصة للعمل أن يحتفل بعيد العمل؟ وقد اعتاد طوال بقية العام على البطالة واليد الفارغة وعلى سياسة فاسدة حكمت عليه وعلى أقرانه بالبطالة، وأي حكم أقسى من ضياع العمر وفقدان الأمل في المستقبل؟!

على أمل أن يتغير الوضع وتتحسن أحوالنا للأفضل ويلتفت الساسة ولو قليلا لشبابهم فهم أمل البلدان، فالخير له كله في الشباب والشر كله في البطالة .وهنيئا لكل عمالنا بعيد عملهم فهو يستحقون أكثر من يوم للاحتفال بهم.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.