إن الوضع بلغ من البؤس والابتذال إلى الحد الذي يجعل الملاحظ ينظر إلى محاولات تحرر الشعوب اليوم في المنطقة العربية مثلا بكثير من اليأس والإحباط، لأن الذي يقتل الشعب في سوريا واليمن ومصر وغيرها من الأقطار، ليس في الواقع تلك الحكومات القطرية، إنما هي حكومة كونية واحدة، تقاتل صرخات الحرية في حرب استباقية، وجبهة متقدمة، لإدراكها أن تحرر المصري وتحرر اليمني في هذا الوقت هو تنبيه للأميركي والفرنسي والياباني ودول الحرية الزائفة.
ليس هناك محور للحرية والديموقراطية في أميركا والمملكة المتحدة، ضد محور للشر في إيران وسوريا، فكل حكومة اليوم هي عضو دائم في محور الشر المسلط على الشعوب دون تمييز لعرقها. |
إنهم واقعون هم أيضا تحت نفس ظروف الاستبداد ومخرجاته، ولكن بأدوات أكثر نعومة وخيوط خفية أقل فجاجة، والدليل أن أي محاولة قد يقوم بها الياباني أو الكندي أو الأميركي لمحاولة الاتصال بالحقائق ستجابه بنفس درجة العنف التي جوبه بها الثائرون ضد القذافي، وضد السيسي.
وكما أن المواطنية الغربية تفترض أن التعدي على حق أي فرد من الشعب هو تعد على حقوق كل أفراد الشعب، عليهم أن يدركوا أن الحكومة الكونية تنظر إلى كل شعوب المعمورة بنفس مستوى الامتهان والإخضاع، لهذا فالتعدي على حق الفرد المصري أو السوداني أو البورمي هو في واقع الأمر تعدي على حق كل إنسان على سطح هذا الكوكب، ليس بالمعنى الإنساني فقط، وإنما بالمعنى السياسي الحرفي لهذه الكلمة، آن الآوان لشعوب الأرض أن تدرك أن معركة الدفاع عن حقها في الوجود والحرية مندلعة فعلا هناك في الفلبين، وفي بورما وفي ليبيا، وفي الجزائر وفي اليمن.
ليس هناك محور للحرية والديموقراطية في أميركا والمملكة المتحدة، ضد محور للشر في إيران وسوريا، فكل حكومة اليوم هي عضو دائم في محور الشر المسلط على الشعوب دون تمييز لعرقها أو دينها أو معتقدها أو موقعها أيا كان.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.