شعار قسم مدونات

الشعب يحارب المافيا "مانيش- مسامح "

مدونات - مانيش مسامح
الكون دائما مبني على التناقضات في جميع الأمور، وأكبرها الصراع الدائم بين الخير والشر، بين الصالح والطالح.. فمنذ الأزل، الحكام نوعان : هناك من يعتبر أن السياسة خدمة الشأن العام لتطوير المجموعة وتحسين حالها وظروف استقرارها ونجد سياستهم قائمة على مبادئ وأخلاق، ويمكن أن نقول أن أول من مثل هذه المدرسة هم الأنبياء وكبار المصلحين ممن نشروا الخير وأعموا الصلاح.

أما النوع الثاني، فيعتبر السياسة فن لتحقيق المكاسب الخاصة تحت ستار تحقيق المصلحة العامة، وأدوات هذا الفن قائمة على: الغدر، الإفساد، التزوير، والكذب،.. الى آخره من مفاسد الأخلاق . هذا هو النوع الغالب الذي لطالما تجده في الديكتاتوريات المتخلفة، وما أكثره في أرباع أوطاننا العربية والإسلامية.

هم يسرقون الأموال التي اؤتمنوا عليها ويوزعون الشركات على عائلاتهم ويملكون ما نعلمه وما لا نعلمه من المشاريع والحسابات البنكية (وإن تعدوها لن تحصوها) داخل الحدود وخارجها، ولا رقابة ولا هم يحزنون، فقد تدبروا أمرهم وجعلوا أجهزة الدولة جهازا لحماية كبار اللصوص أصحاب أربطة العنق، ومن القضاء جهازا لتتبع صغار المجرمين للتعمية والتضليل.. ويمكننا اختصار ذلك في "حاميها..حراميها".

إنها لـ"مافيا": سرطان ينخر المجتمع حاضرا ومستقبلا، يبيع الوطن ويفسد خيراته وينهب ثرواته ويدمر عقول مستقبله. و رغم هذا الخطر الماحق فللوطن نساء ورجال وشباب يمثلون شعب المواطنين.

ولكن المشكلة لا تقتصر على المادة، فعياثهم في الأرض فسادا ينتج أيضا مجتمعا محطما، فكيف تريد عملا متقنا وجهدا مبذولا وتعليما نافعا والناس ترى صاحب دكتوراه عاطل عن العمل وجائع، إن احتج وطالب بحقه يجد الرصاص في صدره، أما القريب من السلطة يتبختر بريائه وريشه في أفخم السيارات وهو لم يصل المستوى الثانوي حتى؟

إنها لـ"مافيا": سرطان ينخر المجتمع حاضرا ومستقبلا، يبيع الوطن ويفسد خيراته وينهب ثرواته ويدمر عقول مستقبله. و رغم هذا الخطر الماحق فللوطن نساء ورجال وشباب يمثلون شعب المواطنين، أعلنوا الحرب على هذا المرض لاستئصاله من جسد الوطن، واقتلاع جذور نباته..

وها هو الشباب التونسي العظيم بعد فاتحة الثورات يصد المرتدين حفاظا على الوطن، ويتوحد بمختلف الإيديولوجيات والأحزاب ليقف صدا منيعا ضد من يريد تكريس "المافيا" وقوننتها والحفاظ على مصالح الأيادي الفاسدة من كبار اللصوص بشعار "ما يتعداش" رفضا لقانون المصالحة الاقتصادية المقترح من رئاسة الجمهورية التونسية. فها هم يواصلون المسير رغم الاتهامات الممنهجة من غرفة عمليات "المافيا" بإشاعات تشك في مصداقيتهم وتتهمهم بالانحياز..
 

وآخر أراد استعراض عضلاته بقوله "الشباب التونسي هو المهتم بالبحث العلمي لا بالمسيرات" أقول له: يا سيدي المحامي إن النظام الذي تدافع عنه لا علم فيه، فنظامك يعمل حسب قرب الرعية من الراعي لا حسب علم المواطن بمواطنته، أصلا هو نظام محارب لأهل البحث والعلم فوجودهم يمثل قلقا لأنهم قادرون على فضحه وكشف مخططاته، وهذه المسيرات هي أرضية بناء نظام حر مكون من مواطنين لا رعايا ولا زبائن لتحقيق التطور وتوفير اليات البحث العلمي والتقدم الى الأمام.. فـشعار "مانيش مسامح" نتيجته "إلى الأمام سر".

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.