شعار قسم مدونات

رسالة لصاحب تدوينة ضر الرجل

blogs - mobile
قرأت مقالك كاملا وبعدها هممت لأقف وأبدأ بالتصفيق لك، ولكني تذكرت أنني سوف أظهر بمظهر المضحك لمن حولي وأنا أقوم بذلك لشاشة الكمبيوتر التي أمامي… ولكني سأخبرك لماذا كنت سأقوم بذلك.


عندما تحدثت بأن المرأة جعلت من الموبايل ضرا للرجل فقد أخفيت بإتقان دورنا نحن كرجال في جعل الموبايل هو الضر، لأنك تعلم يا صديقي أن المرأة جعلت من الموبايل ضرا بعد أن يصبح الرجل يمتلك العديد من الضرائر في حياته والتي نستطع أن نجاهر بهن أمام زوجاتنا دون خوف، فلا واحد منهم ينطبق عليها وصف الخيانة.

فمن ساعات العمل الطويلة، إلى فترات الراحة بالبيت تحت حجة أننا قمنا بدورنا في العمل بالسير بموكب الحياة المشتركة، يبقى للزوجة توفير الراحة والهدوء من إسكات الأطفال وخفض صوت أي جهاز كهربائي بالبيت، وقد سبق ذلك ثمان ساعات من البقاء وحيدة بالبيت في محاولة لترتيبه، ولعلنا لن نتطرق كثيرا لموضوع ترتيب البيت طالما أنه من واجب المرأة سواء كان على الرجل أن يعمل أو لا، فلو كان الرجل مجازا من العمل سيبقى عمل البيت على المرأة لا على الرجل.

أحسنت قولا عندما لم تذكر عن تلك الضرائر التي كنا نمتلكها قبل الزواج ولازلنا نمتلكها بعد الزواج، من متابعة للمباريات إلى اللعب بأجهزة البليستيشن، مرورا بسهرات الأصحاب.,

أحسنت قولا عندما استطعت أن تخفي نظرتنا الجاهلية كرجال للمرأة عندما نطلب منها أن تبقى هي الزوجة الوحيدة لزوجها المشغول بعمله وحياته التي قد تبدأ بعد ساعات من العمل مع الاصدقاء خارج البيت أو داخله، أو حتى تبقى زوجة وحيدة لساعتين إضافيتين من العمل في متابعة مباراة كرة قدم أو أي رياضة أخرى على التلفاز، الموبايل هنا لم يكن الضر الذي نتحدث عنه بل أصبحت كأخت لها تشكي لها غياب دور الرجل في حياتها التي أصبحت روتينية.

أحسنت قولا عندما لم تذكر عن تلك الضرائر التي كنا نمتلكها قبل الزواج ولازلنا نمتلكها بعد الزواج، من متابعة للمباريات إلى اللعب بأجهزة البليستيشن، مرورا بسهرات الأصحاب وخروجا إلى تحضيرات العمل لليوم التالي تحت ذريعة المحافظة على لقمة العيش نحضر العديد من الضرائر معنا إلى البيت يوميا.
 

مقالك جعلني أقف مذهولا لأنني عندما قرأته وبدأت بإسقاط متغيراته علي كرجل، وجدت نفسي ذاك الرجل الذي قد تفرغ تماما من جميع مشاغل الحياة وبقي جالسا وحيدا ينتظر من زوجته أن تترك موبايلها للتفرغ لزوجها، أعجبني كيف أن معادلتك التي جعلتُ نفسي أحد متغيراتها كانت قد أخفت جهاز البليستيشن الذي عندي، أخفت غرفة المكتب الذي يحتوي على خطط عمل أكثر من مكتب العمل.

أخفت جدول المبارايات الذي أتابعه، جعلتني أنظر إلى الموبايل الخاص بي ولا أرى أيا من تلك الرسائل التي ترتب موعدا لجسلة أصدقاء في نهاية الاسبوع، أخفت العديد مما قامت به زوجتي من الصباح كي أعود إلى البيت وأرى طفلتي الصغيرة وهي بكامل أناقتها تنتظر أباها الذي سيلاعبها قليلا ثم سيذهب إلى النوم فقد تعب كثيرا وهو جالس على مكتبه.
 

أحسنت قولا يا صديقي فهذا المقال قد أنصفنا نحن كرجال، ولكن بيني وبينك أنا أيضا هنا جعلت المرأة هي المضطهدة بشكل كامل ونحن نبحث عن راحتنا كرجال، ولكن يجب أن نكون منصفين -ولو قليلا-.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.