شعار قسم مدونات

الشباب والتضييقات الدينية في تونس

مدونات - وزارة الداخلية تونس

في الوقت الذي تستعد فيه جميع فئات التونسيين لشهر رمضان بمختلف التحضيرات كل حسب اختصاصه وعاداته، لتجد البعض يستعد بتحضير المشتريات الغذائية من طعام وغيره وتجد الأئمة يستعدون بمراجعة وتكرار القرآن الكريم لصلاة القيام والتجار يستعدون بتوفير البضائع اللازمة لهذا الشهر الكريم.

تستعد وزارة الداخلية في شهر رمضان لتعقب وترصد المصلين بالمساجد وخاصة الشباب حديث الاستقامة والالتزام بالصلاة. وذلك بتكثيف مراقبتها للمساجد بنشر أكبر عدد من أعوانها المجندين لرصد كل الوجوه الشبابية المقبلة على أداء الصلاة خاصة عند صلاة القيام. ثم مطالبتهم بالهوية وطرح الأسئلة المتعلقة بتاريخ ممارستهم للشعائر الدينية وكيفيتها والسبب الدافع لذلك. أسئلة يسعى من خلالها طارحوها للإيقاع بالشباب وإلباسهم تهمة التطرف وشبهة الإرهاب بشتى الطرق للظفر بالجائزة التي ترصدها لهم الوزارة.

فبعد انتهاء وزارة الداخلية من تأمين موسم حج الغريبة وتوفير أفضل الظروف لمن قدموا من اليهود من شتى بقاع الأرض لإقامة شعائرهم وطقوسهم اليهودية يأتي شهر رمضان موسم النشاط بالنسبة لأعوان الداخلية لتعقب هذا الشباب المقبل على الصلاة حديثا والمسارعة بتصنيفه ضمن قوائم الإرهاب والتطرف للحصول على الترقيات والحوافز المالية وإظهار تفانيهم في العمل.

بعض الشباب "بتونس" وجد نفسه ممنوعا من السفر أو التنقل بحرية في وطنه ومصنفا في قوائم الإرهاب والتطرف لمجرد مواظبته على صلاة الفجر في المسجد أو إعفاء لحيته أو غير هذا من مظاهر التدين ليناله الإجراء المعروف ب "S17.

ممارسات اعتقدنا أنها توقفت وصارت من الماضي لكنها عادت وبقوة لتزيد الخناق المسلط على الشباب في هذه البلاد التعيسة. وكأن الشباب لا يكفيه ما يلاقيه من ضنك العيش في هذه البلاد حتى يضيق عليه في أبسط حقوقه حق التعبد لله. والذي قد يكون سببا في منعه من حريته في التنقل أو السفر فيضطر إلى التخلي عنه وعدم الاقتراب منه وهجر المسجد وترك أي مظهر من مظاهر الالتزام بالشعائر الإسلامية.

فبعض الشباب وجد نفسه ممنوعا من السفر أو التنقل بحرية في وطنه ومصنفا في قوائم الإرهاب والتطرف لمجرد مواظبته على صلاة الفجر في المسجد أو إعفاء لحيته أو غير هذا من مظاهر التدين ليناله الإجراء المعروف ب "S17. الإجراء الذي دمر حياة الكثيرين وحول حياتهم إلى سجن كبير. الشباب الذي يعاني أصلا في شتى نواحي حياته والمضيق عليه في رزقه وتفكيره فيحاول أن يجد ملجأ روحيا يهرب إليه من جحيم الدنيا ليجد من يضيق عليه فيه ممارسته وينغص عليه راحته التي يبحث عنها فيه وتكون سببا أخر في نقمته على وطنه وهذه الحياة.

أرجوكم يا وزارة الداخلية أوقفوا هذه التضييقات على الحريات الدينية ودعوا عنكم هذه الممارسات فقد تجاوزها الزمن وأثبتت أنها ليست سوى حلول عقيمة لمعالجة التطرف بتطرف أخر لا يقل وحشية عنه.

أوقفوا الإجراء المقيت "S17" !
أوقفوا ملاحقة الشباب المتدين!
أوقفوا ملاحقة مظاهر وشعائر الإسلام في تونس!
دعونا نحيا بسلام فلسنا نطالبكم بشيء.

أسأل الله أن يحفظ تونس وأهلها وسائر بلاد المسلمين من كل شر. ويبلغنا رمضان ويرزقنا صومه على الوجه الذي يرضاه.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.