شعار قسم مدونات

لهذه الأمور يريدون تمزيق مؤسسة الأزهر

blogs- الأزهر
مع بداية الحرب الإعلامية علي الأزهر الشريف التي اندلعت أثارها بعد رفضة الانصياع لأوامر السيسي في قضية الطلاق الشفوي، واتهامه وتحميله مسؤولية انتشار الفكر الداعشي والأفكار المتطرفة وتجاهل لوم الأجهزة الأمنية المسؤولة أصلًا عن حماية البلاد، وصولًا إلي الاقتراح الذي تقدم به النائب "محمد أبو حامد" كضربة نهائية للأزهر الشريف.

كل ذلك أثار انتباهي فبدأت أفكر في الأسباب الحقيقية لكل ما حدث ويحدث للأزهر، قرأت المشروع الذي يريدون أن يحولوا الأزهر الشريف علي إثره إلي مؤسسة هزلية مسخ تابعة لسلطات رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، ليردونه مؤسسة لا قيمة لها، لا كلمة لها، لا وزن لها، يتحدثون بكل جراءة، متخطين الخطوط الحمراء لأول مرة في تاريخ المؤسسة العريقة، التي أنجبت العظماء والعلماء والوطنين المصريين وغير المصريين الذي رفعوا من قيمة وشأن الوطن قديمًا وحديثًا.

يريدون تمزيق الأزهر الشريف لدور علمائه العظماء في مقاومة المستعمر الفرنسي ورفضهم الركوع والخنوع أمام خيول نابليون بونابرت وحملته الفرنسية الهمجية التي دمرت القاهرة وقتلت المصريين والأزاهرة علي الهوية فُصل رؤوسُهم فيها عن أجسادهم بدون محاكمات.

قُتِل تفكيري بحثًا وتمحيصًا في أن أخرجَ بمسوغ حقيقي واحد يُسوغ الحرب علي الأزهر و تمزيقه في الشكل المراد ومؤسساته بافتعال قانون جديد من أحد أتباع السلطة في صورة جميلة من الناحية القانونية "مقترحُ قانونٍ ينظم الأزهر ويطور مؤسساته"، بكلمات منمقة يُراد منها الباطل فلم أَجِد سوي أسباب سابقة ساقها أعداء الإسلام والأزهر منذ زمن سحيق لتدميره وتجفيف منابع بطولة أبنائه.

– نعم، يريدون تمزيق الأزهر الشريف لدور علمائه العظماء في مقاومة المستعمر الفرنسي ورفضهم الركوع والخنوع أمام خيول نابليون بونابرت وحملته الفرنسية الهمجية التي دمرت القاهرة وقتلت المصريين والأزاهرة علي الهوية فُصل رؤوسُهم فيها عن أجسادهم بدون محاكمات.

– نعم، يريدون تمزيق الأزهر الشريف الذي أنجب الطالب البطل"سليمان محمد أمين الحلبي" الذي قام بعمل بطولي لم ولن ينساه التاريخ حينما قتل "كليبر" قائد الحملة الفرنسية الذي خلف نابليون وحارسة الشخصي في قلب القاهرة.

– نعم، يريدون تمزيق الأزهر الشريف لدور طلابه الأبطال في طرد الاحتلال الإنجليزي من مصر عام ١٩٤٦ ووقوفهم وقفة سطرها التاريخ بحروف من نور.

– نعم، يريدون تمزيق الأزهر الشريف الذي أنجب جيلًا قرآنيًا فريدًا كان له رد فعل أخاف العالم في مايو عام ٢٠٠٠ حينما رفض "وليمة أعشاب البحر" وتظاهر وانتفض حتي تراجعت وزارة الثقافة المصرية عن الخطأ بنشر الرواية بعد أن ثبُت أنها تُسيء للذات الإلهية.

– نعم، يريدون تمزيق الأزهر الشريف الذي انتفض طلابُه في أول رد فعلٍ محليٍ وعالمي تنديدا وغضبًا لاغتيال الشيخ المجاهد أحمد ياسين والقائد القسامي الجعبري وغيرهم من قادة المقاومة الفلسطينية علي يد الصهاينة المحتلين وحازت ردود الأفعال علي صدي عالميٍ عُرف بعدها قدر و حجم طلاب الأزهر الحقيقين، قرر الصهاينة بعدها أن لا يتركوا الأزهر هكذا.

– نعم، يريدون تمزيق الأزهر الشريف لموقف أبنائه البطولي في مواجهة الظلم والفساد في عهد الأنظمة المستبدة "مبارك وغيره" ومشاركتهم منذ اللحظة الأولي في ثورة الخامس والعشرين من يناير ٢٠١١ ضد الكنز الاستراتيجي لأمريكا والغرب.

وقفَتُكم يا أبناء الأزهر و يا شعب مصر، لها ثمن يلمسُه أبناؤكم من بعدكم، قفوا وقفة حق، بالكلمة، بالرفض، بالاعتراض، بالكتابة، بكل وسيلة ضد محاولات تدمير أزهركم الشريف وتمزيقه، الأزهر الذي علمكم الدين والعلم، وعلم الدنيا، وله مكانة في قلوب المسلمين في العالم

– نعم، يريدون تمزيق الأزهر الشريف لوقفة أبنائه من العلماء والطلاب والأساتذة الأفاضل ضد الانقلاب العسكري الغاشم ليُعتقل الألاف من طلاب الأزهر ويزج بهم في السجون ويطلق الرصاص الحي عليهم داخل حرم جامعة الأزهر من أجل إخماد ثورتهم بعد أن ضربوا نماذج رائعة في التضحية والفداء والوقوف في وجهة الظلم والطغيان.

هذه هي الأسباب الحقيقية التي يتحركون من أجلها، "لا قانون تطوير الأزهر ولا يحزنون" بل لا يريدون الشيخ الأزهري البطل أحمد الشرقاوي، ولا الدكتور عبد الرحمن البر، ولا الدكتور عبد الله بركات، ولا الدكتور محمود شعبان، ولا "ابن الأزهر قائد ثورة يناير" الدكتور محمد البلتاجي، هم لا يريدون هؤلاء الأزاهرة الأبطال.

وقفَتُكم يا أبناء الأزهر و يا شعب مصر.. لها ثمن يلمسُه أبناؤكم من بعدكم، قفوا وقفة حق، بالكلمة، بالرفض، بالاعتراض، بالكتابة، بكل وسيلة ضد محاولات تدمير أزهركم الشريف وتمزيقه، الأزهر الذي علمكم الدين والعلم، وعلم الدنيا، وله مكانة في قلوب المسلمين في العالم، لا يرهبكم هذا الفرعون وجنوده، حافظوا علي هُوية بلدكم الغالي مصر ولا تتركوها للذئاب تمزقه وتضيع تاريخكم ومستقبل هويتكم.. وعلي الله فليتوكل المؤمنون.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.