شعار قسم مدونات

الأرض ليست كروية.. الأرض جزيرةٌ مقببة

blogs - كروية الأرض

تراءى لي قلمي وتراءيت له فتسللت يدي إليه طالبةً فمال عني ناصحاً ألا أفعل. هو يعلم أنهم في أسوأ حالٍ سيسخرون مني ثم يعرضون.. وفي أحسنها سيعرضون فقط.. تماماً كما يفعلون كلما قرصتهم بعوضة نصوحةً أرادت إيقاظهم من حلمهم الطويل المعلب المشترك. شكرته ممتناً قائلاً كيف يصير الأمر أسوأ؟! فأنا عربيٌ أعاصر زمن حكم دويلات الطوائف الجديد.. أنا مشوش الهوية مزيف التاريخ مسروق الحضارة يتيم الآباء ممنوع العزة.. أبحث عن نفسي.. وعن الآخرين. 

في يوم 14-07-2014 في ولاية New Mexico الأمريكية أطلقت مجموعة من المواطنين الهواة تعرف اختصارا ب CSET صاروخ Go Fast وهو أول صاروخ قادر على اختراق الغلاف الجوي للأرض لا يطلق من طرف حكومة رسمية. التجربة كانت بداية لمشاركة الحكومات في لذة وشرف اكتشاف الفضاء الخارجي. أطلق الصاروخ وسمى ملتفاً حول نفسه حتى علو 73.1 ميل ثم حصل العجب. لقد ارتطم بسائل جعله يفقد في ثوان قدرته على الارتفاع والدوران قبل أن يتوقف ويعوم في السائل. في المقطع الذي يزداد عدد مشاهديه على العنكبوتية باستمرار تستطيع سماع صوت المياه تقرقر فوراً بعد توقف الصاروخ. الصاروخ كان يجب أن يجتاز الغلاف الجوي ثم عند نفاذ الوقود يضيع في الفضاء دون أن يفقد سرعته أو دورانه لانعدام أي احتكاك لانعدام الهواء في الفضاء أصلاً. عندما تشاهد المقطع سؤال واحد يرفع يده، ماذا حدث؟! لكنه سرعان ما يتشظى في كيانك إلى كل اتجاه.. حتى الممنوع منها عرفاً. أليست الأرض كوكباً في فضاء بلا حدود معروفة؟! أليست الأرض مكورةً تدور حول نفسها والشمس؟ ألسنا أحفاد قردة بل أحفاد بكتيريا جاءت من الفضاء؟ أليست الديانات أفيوناً يعطى للشعوب كي تسد بها رمق الأسئلة الكبيرة؟ أم أن كل ذلك غير ذلك؟! وإن كان غير ذلك فمن كذب ولمصلحة من كذب؟!

بحوزتنا الكثير من صور ومقاطع من يسمون برواد الفضاء في الفضاء وعلى القمر ولكن العجيب أنك لا تجد صورة أو مقطعاً واحداً يظهر النجوم.. أو حتى نجمة واحدة في الأفق والتحدي مفتوح. عندما سئل هؤلاء أين النجوم قالوا لا تستطيع رؤيتها في الفضاء.. وصمتوا! نحن نراها من الأرض ولا نراها إذا صعدنا إلى الفضاء؟! ذلك علماً وأن مواقع النجوم حسب الوقت معروفة من قديم الزمان فأي منجم أو حتى مهتم يستطيع التحقق من مصداقية أي صورة للنجوم بربط توقيت الصورة بما يظهر فيها من نجوم. كما أتحدى أي حد يأتي بمقطع للنازا فيه إطلاق صاروخ يتجه إلى الأعلى حتى يغيب عن الأنظار! كل صواريخهم تصعد ثم تنعطف لتكمل طريقها أفقيا.. في كل عمليات الإطلاق!

عندما تبتعد سفينة في الأفق يتقلص حجمها تدريجياً حتى تختفي تماما. نيكولاس كوبرنيكوس صاحب نظرية كروية الأرض قال إن ذلك سببه هذه الكروية فانحناءه الأرض حسب زعمه الناتجة عن كرويتها تخفي الأشياء عندما تبتعد في الأفق

الكل يعرف قوس قزح.. من أجمل ما ترى بات شعاراً لأقبحه. هذا القوس لماذا هو في شكل قوس؟ أليس انعكاسا للأطياف الضوئية على قطرات المياة؟ لماذا تستطيع رؤيته برش الماء من خرطوم تحت الشمس ولا تستطيع فعل ذلك في داخل غرفة بمصباح عوض الشمس.. إلا بمرآة في الغرفة!؟ وعندما تفعل ذلك يظهر قوس قزح لكن غير مقوس.. هل السماء مرآة كبيرة.. مقببة؟ 

عندما تبتعد سفينة في الأفق يتقلص حجمها تدريجياً حتى تختفي تماما. نيكولاس كوبرنيكوس صاحب نظرية كروية الأرض قال إن ذلك سببه هذه الكروية فانحناءه الأرض حسب زعمه الناتجة عن كرويتها تخفي الأشياء عندما تبتعد في الأفق. اليوم وباستخدام أحدث المناظير الرقمية يمكننا رؤيتها من جديد بعد اختفائها في الأفق بعشرات الأميال. حتى أنه تم تصوير مدينة شيكاغو من على بعد 90 ميلاً من الضفة الأخرى لبحيرة ميشيغن عندما كان الجو صافياً. 

لو سلمنا بكروية الأرض لماذا لا تأخذ معي الرحلة من كندا إلى بريطانيا ثلث ما تأخذه معي من بريطانيا إلى كندا؟ عندما يطلق قناص النار لو أن الارض تدور فعلا بسرعة تفوق سرعة الصوت كما يدعون لماذا يصيب الهدف؟ ولماذا لو أطلق الرصاصة باتجاه الشرق بصفر درجة لماذا لا ترتد الرصاصة عليه أو تقع على بعد أمتار منه؟ طيب لو سلمنا بعدم كروية الأرض وانبساطها تحت قبة.. ألا يتوافق ذلك مع ثوابت ديننا؟ حتما يفعل فالمسلمون كما من قبلهم المسيحيون الأرثوذكس كانوا لا يعتقدون أن الأرض ثابتة بل كانت حقيقة مسلمةً لديهم في نصوصهم وعقائدهم. أليست المساجد مصممة على شكل قبة تجمع العباد تحتها بينما المئذنة ترمز للنداء الإلهي الأتي من فوقها؟ 

أردت فقط كسر الصندوق وفتح باب النقاش والبحث ولم أرد الإفحام. كل ما أتمناه هو أن تبقى آفاقنا مفتوحة على احتمال أننا نعيش في كذبة كبيرة مركبة يحلو للغالبية أن يسموها ب"نظرية" المؤامرة. ربما لو طلبوا الحقيقة لا ما يريح العقول لعلموا ما يصعب معه النوم. تذكروا فقط أن نفس المنظومة التي أجبرتنا وأطفالنا على التسليم بكروية الأرض هي هي ذاتها التي أجبرتنا على تدريس ودراسة نظرية شارلز داروين في مدارسنا والتي تقول أننا أحفاد قردة وبكتيريا ليس حتى كنظرية وإنما كواقع محسوم. هي نفس المنظومة التي تخفي وتنكر السرقة الكبرى.. سرقة علومنا وحضارتنا من الأندلس التي كانت كل علوم وحضارة الدنيا أنذاك.

 

هي نفس المنظومة التي تدعي أن كريستوفر كولومبس من اكتشف أمريكا وأنه لم يكن للمسلمين وجود فيها وأن محاكم التفتيش لم تتواصل فيها بعد اكتشافها المزعوم. هي نفس المنظومة التي ادعت امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل فكان عقابه التدمير والعودة به قروناً إلى الوراء.. لما قبل الفتح الإسلامي. هي ذات المنظومة التي تصورنا على أنا شعوب متخلفة همجية إرهابية وتصور الأشقر الأوروبي على أنه بطل الإنسانية ومنقذ العالم. الأسئلة كبيرة والشكوك كثيرة لكن المؤامرات أكثر والله من فوقها أعلى وأكبر. من يسميها بنظرية المؤامرة فهو نظريا غير موجود.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.