شعار قسم مدونات

مازن فقهاء.. قدر الله الذي هز عرش إسرائيل

blogs فقهاء

لم يستطع محلل أو كاتب وصف ذاك الرجل الذي ظهر وتأثر به الجميع، لم نكنْ نعرفه، لم يسطعْ نجمه، عمل في الخفاء منادياً رب السماوات (ربِ استجب.. ربِ استجب). في مساء 24 مارس 2017م كانت فاجعة خبر اغتيال أحد الشخصيات التي كدنا نعتبرها – كمواطنين – أنها عملية قتل كمثل أي جريمة في العالم، إلى أن أٌعلنت عن جريمة اغتيال بحق أحد أبرز نشطاء الجهاز العسكري لكتائب القسام الأسير المحرر والمبعد لقطاع غزة: مازن فقهاء الذي كان أحد المطلوبين للاحتلال.

كان الخبر فاجعة من ناحية (كيفية) الاغتيال واستخدام أدوات جديدة غير تقليدية على الساحة الغزية، حينها نعت كتائب القسام الشهيد وأكدت بأن يكن الرد قاسياً على هذه الجريمة .أعلنت الأجهزة الأمنية استنفارها الكامل داخل صفوفها كلٌّ في موقعه، حيث تم إغلاق كافة منافذ القطاع، وتم تعزيز القوات على الحدود لمنع محاولات التسلل باتجاه الداخل المحتل، كما ونصبت حواجزاً أمنية في كافة أرجاء القطاع، واستدعاءات للمشتبهين، وإفادات للمقربين، كانت منظومة أمنية عملت بحرفية عالية للكشف عن قتلة فقهاء.

مرت الأيام لكن، الخيوط بدأت تتكشف، العملية صعبة لكن الجهود كانت كبيرة، خيط سهل وخيط صعب وآخر مجهول يعيدك لنفس مربع التحقيق، وأثناء هذا التحقيق قامت أجهزة الأمن بجمع كافة تسجيلات كاميرات المراقبة في المكان التي كانت تبلغ 38 ألف ساعة مُسجلة قامت بمشاهدتها عبر قوات رصد تتبع للأجهزة الأمنية..

حاول العدو تضليل التحقيقات التي تجريها أجهزة الأمن في غزة بنشر أخبارٍ موجهة عبر وسائل إعلامه الرسمية تُبعد الشُبهة عن قيام العدو بتنفيذ هذه العملية، كما وأَشرَفَ (ليبرمان) وزير الدفاع الصهيوني شخصياً في عملية التضليل

استطاعت الأجهزة الأمنية الوصول إلى (الراصد) كأول ورقة في كشف خيوط الجريمة الأمر الذي زاد الأمر صعوبة هو عدم معرفته للخلية التي ساهمت في تنفيذ تلك العملية وأن تواصله كان مباشراً مع ضابط المخابرات (حسب اعترافاته).  استمرت الجهود في البحث والتحري، اعتقلت على أثرها وزارة الداخلية الكثير من المشتبهين وأثناء التحقيقات اعترف 45 عميلاً بارتباطهم مع أجهزة المخابرات الصهيونية والذين كان لهم دور كبير في تحديد نقاط لمنازل وسيارات تتبع للمقاومة قام العدو مؤخراً باستهدافها وخلّف ذلك ارتقاء عدد من الشهداء وتدمير الكثير من المنازل والممتلكات.

حاول العدو تضليل التحقيقات التي تجريها أجهزة الأمن في غزة بنشر أخبارٍ موجهة عبر وسائل إعلامه الرسمية تُبعد الشُبهة عن قيام العدو بتنفيذ هذه العملية، كما وأَشرَفَ (ليبرمان) وزير الدفاع الصهيوني شخصياً في عملية التضليل حتى يربك حسابات الأجهزة الأمنية.  مضت الأيام حتى سمعنا خبر مفاده: (مؤتمر هام لقيادة حركة حماس أمام منزل مازن فقهاء). هنا سجدنا سجدة شكر لله، حين نطق هنية مُعلنا أن القاتل المباشر لمازن فقها في قبضة الأجهزة الأمنية، كانت فرحة عارمة رغم حزننا على استشهاده.
 

خَرجتْ بعدها وزارة الداخلية بمؤتمر صحفي أعلنت فيه عن تفاصيل اغتيال فقها الأمر الذي كان صاعقة على أجهزة مخابرات العدو وكان صفعة قوية على وجوه قيادته، الاعترافات كانت قوية ومؤلمة فيها تفاصيل اغتيال قيادات عمل مقاوم (هزت عرش إسرائيل).

لكن وقفنا لحظة عندما تحدث القاتل المباشر (أ.ل) الذي كان مسلسله وماضيه حافل بالجرائم والتي استغلها الاحتلال لتنفيذ عمليته والذي كان يتحدث بكل برودة أعصاب جعلت منه "أفعى بليدة" حينما قال: (عندما اقتربت من سيارة فقها، انزل الشباك ظناً منه أني أريد مساعدة، ما كان مني إلا أن أشهرت سلاحي وأطلقت 5 – 6 رصاصات في صدره ورأسه) هذه لحظة مؤلمة أعطى فيها الشهيد مازن الأمان لذاك الملتحي الخائن الذي قبض روحه الطاهرة بعد توجيه من قادة العدو.

ما أن انسحب من المكان وكأنه شيء لم يكن، وفاضت روحه إلى بارئها وجعلت تلعن روح ذلك الخائن ألف مرة . أخيراً، البقعة الجغرافية التي تسمى (غزة) تشكل هاجساً وكابوساً لقادة العدو التي أخذت على عاتقها تحرير فلسطين (كل فلسطين).. انقشع الظلام وبانت الحقائق لكن يبقى السؤال؟ هل ردت كتائب القسام على اغتيال فقهاء؟

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.