شعار قسم مدونات

عزل الاحتلال واستقلالية الاقتصاد الفلسطيني

مدونات - مقاطعة المحتل
 
لقد كفلت جميع القوانين الدولية مشروعية محاربة المحتل بكافة السبل والوسائل الممكنة لضمان عودة حقوقهم وتحقيق الحرية التي حلمت بها الشعوب المحتلة والمستعبدة، لكي تتنفس عبق الحرية ولتشرق شمسها على ربوع أوطانهم، ولذا تعد المقاطعة إحدى هذه الطرق والوسائل السلمية والشعبية بطريقة غير مباشرة تقض مضاجع العدو وتلحق الضرر باقتصادهم وكيانهم.

ولقد أبدع الشعب الفلسطيني في وسائل مقاومته للاحتلال الإسرائيلي، والتي انطلقت شرارتها الأولى في الثورة الفلسطينية الكبرى التي أعلن فيها الإضراب الشامل، والتي ما زالت قبساً من نور تنير الطريق أمام الشعب الفلسطيني وتعد امتداداً لمقاومة المحتل حتى عصرنا الحالي، ولا أدلً على ذلك نداء المقاطعة الذي أطلقته عشرات المؤسسات الفلسطينية منذ عام 2005م، والذي هدف بدوره إلى عزل الاحتلال وتفكيك التحالفات الغربية، التي تدعم العدو اقتصادياً وعسكرياً، وطالبت بعودة اللاجئين.

لذلك كله تعد المقاطعة أحد الأدوات المهمة في التأثير على الاحتلال فاعتبره الاحتلال تهديداً استراتيجياً، وخاصة قرار BDS، وهي من أهم الحركات العاملة دولياً تقوم على عقاب المحتل ومقاطعته اقتصادياً وسياسياً، وتترك لكل بلد رؤيته الخاصة في مقاطعة العدو سواء اقتصادياً أو ثقافياً أو رياضياً..، وهي بمثابة محاسبة له على بقاءه واحتلاله لأرض فلسطين منذ أكثر من 68 عاماً.

من ثمار مقاطعة المحتل الإسرائيلي عزل المحتل وجعله في عزلة اجتماعية ونفور المجتمع الغربي منهم، مما يجعل المواطن الإسرائيلي يفكر بالهجرة العكسية والعودة إلى أماكنهم التي جاءوا منها.

ولكن هناك عقبات تحول دون نجاح المقاطعة لاسيما، أن الاقتصاد الفلسطيني مرتبط بالاقتصاد الإسرائيلي، وأن له أدواته الخاصة فهو يضخ منتجاته في السوق الفلسطيني بأقل الأسعار ودون تكلفتها، ويعمل على إغراق السوق الفلسطينية بمنتجاتهم مما يلحق الضرر بالاقتصاد الفلسطيني، ولأجل ذلك فإن المقاطعة واجب وطني، ولابد من إحياء ثقافة المقاطعة في الكل الفلسطيني حتى يقاطع المحتل ويضعفه ويضيف للشعب الفلسطيني إنجازاً عظيماً ويخسر الاقتصاد الإسرائيلي وبالتالي يجعله يعترف بحقوقه.
 

ومن هنا يجب أن تدعم المؤسسات الرسمية الفلسطينية والجهات الحكومية المقاطعة وتعمل على تشجيعها وتنشرها بين أوساط الشعب، وأيضاً وسائل الإعلام تلعب دواًر كبيراً في التوعية التثقيفية للمجتمع، كذلك على الوزارات وخاصة وزارة الاقتصاد عليها أن تعمل على مراقبة الجودة وتحسين المنتج الفلسطيني ومراعاة الجودة فيه، حتى تستطيع أن تنافس في السوق، وإن لم تكن ذات جودة عالية يوجد هناك بدائل عن المنتوجات الإسرائيلية المنتشرة في السوق الفلسطينية كالمنتجات التركية أو المصرية أو أجنبية، ولا نعني بالمقاطعة انعدام شراء المنتج الإسرائيلي والمنتجات الأساسية ولكن المقاطعة تكون للبضائع الكمالية التي يمكن الاستغناء عنها.

لذا، نرى أن الاحتلال يعتمد على جزئيين أساسيين في بقاءه على هذه الأرض أوله: قوته العسكرية والآخر: على التحالفات الدولية، وإذا ما استطاع الشعب الفلسطيني بمقاطعته تفكيك التحالفات الداعمة للكيان، فهو يسير على الطريق الصحيح نحو تحرير أرضه والتخلص من الاحتلال إضافة إلى تأثير هذه المقاطعة على الكيان تأثيراً كبيراً، تتمثل في:

• التأثير على الاقتصاد الإسرائيلي.
• تحسين الاقتصاد الفلسطيني، وايجاد فرص عمل للبطالة المنتشرة في صفوف الشباب، وفتح المصانع وتشغيل أيدي عاملة فلسطينية.
• والمقاطعة إذا ما نجحت سيفقد أكثر من 100 ألف إسرائيلي لفرص عملهم، وبالتالي ستتحول تلقائيا للعمالة الفلسطينية.

ومن ثمارها أيضاً عزل المحتل وجعله في عزلة اجتماعية ونفور المجتمع الغربي منهم، مما يجعل المواطن الإسرائيلي يفكر بالهجرة العكسية والعودة إلى أماكنهم التي جاءوا منها. فالمقاطعة من أهم أهدافها تحقيق العزلة للكيان الإسرائيلي، ونزع الشرعية عنه، ولذلك فالشعب الفلسطيني هو الأولى في مقاطعة العدو لأنه الشعب المعتدي عليه، وبالتالي فهو يحارب العدو على أكثر من صعيد.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.