إن العراق اليوم يحتاج إلى أنموذج لمعالجة التطرف العنيف من أجل القياس وبناء برامج المعالجة وسبل تطوير السياسات وبناء التشريعات التي لا بد أن تسهم في تجفيف منابع الإرهاب من حيث التجنيد والتمويل والتمكين والتدريب والاستدامة للعمليات الإرهابية.
ازدهار إدارة الصراعات غير الصفرية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي ستعمل على تخفيض الصراعات الدولية والإقليمية والمحلية على حد سواء، لتجنب العراق المزيد من آثار الحروب المقبلة. |
العراق يسعى إلى بناء نماذج محلية مختلفة من محافظة إلى محافظة أخرى، نتيجة الاختلاف في التفكير والقيادة من لدن التنظيم الإرهابي، ولذلك نجد أن المعالجة تحتاج إلى كلفة مالية كبيرة تتجاوز قدرة الدولة العراقية ومؤسساتها الرسمية حاليا وحتى وقت طويل، وبذلك العراق يحتاج إلى العمل مع المجتمع الإقليمي والدولي في إدارة أعتى تركة من تركات التنظيمات الإرهابية في مطلع العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.
إن العمل على بناء موديل مقارب للمعالجة الوطنية وترك التقدير الميداني إلى مجموعات الخبرة والاستشارة في تحديد المدى الزمني والإطار العام لحزمة برامج المعالجة، هو أولى السبل للقضاء على الأفكار المنتجة للإرهاب في العراق، والتي أقحم العراق فيها نتيجة للصراعات الإقليمية الدينية ذات المجال الصفري في العراق ودول المنطقة في الهلال الخصيب والدول الأخرى.
إن وصفة العراق ما بعد النصر على داعش، ستكون حازمة في سبيل القضاء على الإرهاب واقتلاعه من جذوره، والمتولدة عن الصراع السياسي وفراغ السلطات المحلية وإنتاج الخدمات وازدياد معدلات البطالة التي تلاقت مع الصراعات الإقليمية والحاجة إلى عش الدبابير في الموصل والرقة وسيناء وغيرها من المدن في دول العالم التي تعاني أزمات متعددة، والتي ساعدت على إنتاج أجيال جديدة للإرهاب نتيجة الصراع الإقليمي الصفري.
إن ازدهار إدارة الصراعات غير الصفرية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ستعمل على تخفيض الصراعات الدولية والإقليمية والمحلية على حد سواء، لتجنب العراق المزيد من آثار الحروب المقبلة نتيجة نمو وازدهار الحروب المقدسة التي باتت تمثل جذراً قوياً إلى التفاعل ما بين السياسات المحلية والسياسات الدولية في المنطقة.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.