شعار قسم مدونات

طلاق فلسطين الذي تحدّث عنه وضّاح خنفر

blogs - palestine israel

استضاف المحاور الإذاعي "فيليب آدم" الأستاذ وضّاح خنفر في برنامجه الإذاعي "Late Night" على إذاعة "ABC" الأسترالية في 20/03/2017، وأثناء الحوار، ودون اقتطاع لهذا الجزء تحديداً -مثار الجدل- والذي أضعه بين أيديكم.
 

يقول فيليب: "بالطبع أنت كنتَ في أفريقيا عندما نُصّب مانديلا رئيساً، في اعتقادي ربما هذا ساهم في حالة التفاؤل العالية لديك"، فيرد الأستاذ وضّاح خنفر: "في الحقيقة ربما كانت هذه أكثر لحظة تفاؤلية في حياتي، عندما شهدتُ "نيلسون مانديلا" يقسم اليمين ليصبح الرئيس الجديد لجنوب أفريقيا، كانت عيوني غامرة بالدّموع لأنّني شهدتُ انتصار هذه الأمة الجميلة وشاهدت كيف قاموا بحل عقدة مشكلتهم، وأنا كفلسطيني أتفهم مدى معاناة شعب قد تُوصلهم إلى نتيجة وفي هذه الحالة كانت نتيجة جميلة، وكنتُ أفكّر مع نفسي، لماذا نحن والإسرائيليون على سبيل المثال نتفاوض على الطّلاق بينما الجنوب أفريقيين تفاوضوا على الزواج ووصلوا إلى نتيجة سعيدة؟ وهذا بالنّسبة لي كان مُلهِماً. "نيلسون مانديلا" بطلي فيما يتعلق بقضايا التصالح، وفي الحقيقة كتابه "رحلتي الطويلة من أجل الحرية" كان الكتاب الأول الذي أقرأه باللغة الإنجليزية وبدأتُ على الفور بترجمته إلى اللغة العربية وقمتُ بنشر ملخص لكتابه للنّاس العاديين في الصحف ليفهموا ماذا حدث بالضبط في جنوب أفريقيا".
 

كلمة أبو جهاد رحمه الله التي دفع حياته ثمناً لها هي الفصل والتوجّه الفكريّ الغالب لدى الشعب الفلسطينيّ، عندما قال: "إنّ مصير الاحتلال يتحدّد على أرض فلسطين وحدها وليس على طاولة المفاوضات".

انتهى هذا الجزء من الحوار، وانتقل الحوار إلى أسئلة تتعلق بالربيع العربي ودور الجزيرة …إلخ. استمعتُ إلى اللقاء الإذاعي بأكمله والذي مدته 26:12 دقيقة، على أمل أن أجد ما جاء في تفنيد الأستاذ وضّاح حول الاقتطاع من حديثه في اللقاء وأن أجد حديثه عن حلّ الدولتين وتكريس هذا الحلّ للفصل العنصريّ وباقي ما طرحه على صفحته، لكنّني في الحقيقة لم أجد في حديث الأستاذ وضّاح في لقائه الإذاعي حول المقارنة بين النموذج الفلسطيني ونموذج جنوب أفريقيا سوى الجزء المرفق أعلاه.

ربما اختلط الأمر على الأستاذ وضّاح.. حيث أنّ الزواج الذي ينادي به بين إسرائيل وفلسطين باطلٌ شرعاً فالعروس مُغتصبة، والعريس علاوة على اغتصابه هو قاتل لأبناء العروس وعمل على تهجير واعتقال مَنْ تبقى من أبناء العروس، وربما أيضاً قد غاب سهواً عن الأستاذ وضّاح بأنّ طاولة المفاوضات لا تتبنى الطّلاق! بل طاولة المفاوضات تتبنّى نظام الخُلع بتقديم فداء ماليّ من المفاوض الإسرائيلي للمفاوض الفلسطيني مقابل فسخ عقده بفلسطين.
 

إنّ مراجعة الخطاب المتعلّق بفلسطين من قبل أيّ كان لا تُعتبر مشكلة ومن حقّ أيّ فرد تبنّي المشروع الذي يعتقد بصحته فيما يتعلق بفلسطين على ألّا يُفرض هذا المشروع على الشعب الفلسطينيّ وألّا يظهر هذا المشروع هو صوت الشعب الفلسطيني، فحقّ تقرير المصير فيما يتعلق بالقضية الفلسطينيّة هو حقّ حصريّ للشعب الفلسطينيّ بأكمله، لذا لا مشكلة في المراجعات الفكريّة بيد أنّ المشكلة كل المشكلة بتنوّع هذا الخطاب مع تنوّع تذاكر السفر.
 

إنّ لكلّ توجّه فكريّ ضريبة وأصحاب التوجّهات الفكريّة عليهم امتلاك الشجاعة الكافية لتحمّل تبعات هذا التوجّه وعلى قدر الاقتناع بهذا التوجّه تكون شراسة المعركة التي سيخوضونها للدفاع عن توجّهاتهم حتى النهاية دون فرضها على الآخرين.

إنْ جانبني الصواب في الجزء المقتطع من حديث الأستاذ وضّاح خنفر فالرابط للقاء الأستاذ وضاح خنفر بأكمله متوافر على إذاعة "ABC" الأسترالية وبإمكانكم الاستماع للقاء وتصويبي وهو الأمر الذي أرّحب به. وبالنّسبة لي ولشريحة عظمى من الشعب الفلسطينيّ فيما أعرف فإنّ كلمة أبو جهاد رحمه الله التي دفع حياته ثمناً لها هي الفصل والتوجّه الفكريّ الغالب لدى الشعب الفلسطينيّ، عندما قال: "إنّ مصير الاحتلال يتحدّد على أرض فلسطين وحدها وليس على طاولة المفاوضات".

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.