شعار قسم مدونات

تربية على بصيرة

blogs - طفل وآيباد
لا أدري تحديدا متي وكيف تمكنت شركات تصنيع الألعاب والأجهزة الإلكترونية الحديثة الوصول لعقلية الأمهات وإقناعهم بمميزات تلك المصنوعات! سالفا كان عالم الطفل يكمن في وجود الأم تحمله وتلعب وتغني وترسم معه، تتركه حولها يكبر ويستكشف بنفسه! لكن استطاعت تلك الأجهزة الإلكترونية الحديثة اللعينة أن تغيّر مجرى تلك العلاقة الفطرية بين الأم وطفلها لتصبح عائقا بينه وبين نموه الصحي المتزن..

طفلك عجينة طيعة بين يديكِ فأنت حين تتركينه خلف بعض المنتجات التكنولوجية الحديثة مثل: (الموبايل، شاشة التلفاز، الكرسي الهزاز، الرباط، السور.. إلخ) تقيمين حاجزا فعليا بينه وبين العالم الخارجي بما فيه أنتِ وأسرته.


1- الأجهزة الإلكترونية.. الجهاز المحمول والتلفاز: 
أجريت استبيانا على نسبة استخدام بعض الأطفال للأجهزة الإلكترونية مثل جهاز المحمول والتلفاز، فكانت النسبة صادمة، أكتر من 60 % من الأطفال يستغرقون ما يعادل 3 ساعات يوميا أمام تلك الشاشات! مما يؤثر على الطفل فيما يلي:

1) أضرار فيسيولجية:
العالم البريطاني والطبيب النفساني والبيولوجي إريك سيغمان، أصدر كتابا سماه التحكم فينا عن بعد Remotely Controlled، وضح مع مؤيديه الأسس التي بُنيت عليها استنتاجاتهم أن: "مشاهدة التلفاز تثبط من إفراز هرمون الميلاتونين، وهو هرمون أساسي ومضاد قوي للأكسدة ويلعب دورا مهما في الأداء الجيد لجهاز المناعة، كما أن له دور في انعدام النوم والنضج الجنسي المبكر قبل أوانه".

تعرض الطفل لأشعة تلك الشاشات الصادر عنها أشعة إكس التي تتراكم في جسد الطفل حين جلوسه أمامها بالساعات دون حركة، مما يؤثر في قوة بصرهم.

2) أضرار نفسية:
ودراسة أخرى قام بها البروفيسور ديمتري كريستاكيس وفريقه بمستشفى طب الأطفال والمركز الإقليمي بمدينة سياتل أن كل ساعة يقضيها الطفل أمام التلفاز تزيد من فرص مخاطر إصابته بنقص الانتباه بمقدار 10 %، وأن مشاهدة التلفاز لمدة ثلاث ساعات يوميا جعلت الأطفال أكثر عرضة بمقدار30 %. ونتيجة لتلك الاستنتاجات؛ فإن عمر الطفل يتطور بشكل ملحوظ خلال الثلاثة أعوام الأولى، حيث تزيد نسبة استقبال عقل الطفل للمؤثرات بنسبة 40 %، مما يدل على أن الأسلوب المُتبع في جذب انتباه الأطفال من خلال الصور والأصوات والحركات في البرامج المخصصة لهم سيؤتي ثماره بسرعة، فيعتاد الطفل على مستويات إثارة عالية، يصعب عليه بعدها محاولة الاعتياد على نمط إثارة بطيء في الحياة والدراسة وغيرهم.

وبناء على معرفتنا بخطر الأشعة خاصة على الطفل، فإن تعرض الطفل لأشعة تلك الشاشات الصادر عنها أشعة إكس التي تتراكم في جسده حين جلوسه أمامها بالساعات دون حركة، يؤثر في قوة بصره ويزيد من احتمال تعرضه لمشاكل نقص الانتباه أثناء المراهقة، وبناء على ما تم ذكره من أضرار تلك الشاشات للحد الذي يتطلب وضع حلول عملية منها مثلا:

1) يُمنع منعا تاما وضع التلفاز في غرفة الطفل.
2) تقليل مشاهدة البرامج ذات الطابع الحركي الشديد للأطفال الذين لديهم فرط حركة.
3) مُحاولة إشغال الطفل بشكل دائم بالأعمال اليدوية والألعاب الرياضية.
4) أن يتحدث الآباء مع بعضهم أمام الطفل عن المحتوى الإيجابي لبعض البرامج، مثال: "إن قناة ناشيونال جيوجرافيك ستعرض فيلما عن أسرار جديدة للفضاء اليوم لدي شغف لمشاهدته"
5) عدم تعريض الطفل نهائيا لتلك الأجهزة الإلكترونية (التلفاز _الجهاز المحمول) حتى 3 أعوام..

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.