شعار قسم مدونات

البيمارستان وأمية أوروبا (2)

blogs-astorlabe
كما تحدثنا في المقال الأول البيمارستان وأمية أوروبا (1) إن نسبة الأمية في أوروبا فيما بين القرن التاسع وحتي القرن 12م أكثر من 95 في المائة. وها نحن بصدد استكمال أهم مظاهر تقدم وازدهار العلماء المسلمون:


6 – اكتشاف الأمراض المعدية.
كان العلماء المسلمون هم من اكتشفوا الأمراض المعدية حيث تعرف ( ابن سينا ) على مرض (السل) في القرن الحادي عشر، وطرح أسلوب الحجر الصحي لمنع انتشاره ثم توصل عن طريق الاستقراء إلى مفهوم علم الأوبئة بما في هذا تحليل عوامل المخاطرة وفكرة التناذر (مجموعة الأعراض التي تظهر في وقت واحد) واستخدامها في أغراض التشخيص.

ألّف ( بن سينا ) كتاب (القانون في الطب) المكون من أربعة عشر جزءا، وانتهى من إنجازه عام 1025، كان مؤلفه هذا شاملًا متقدمًا لدرجه أنه ظل أحد دعائم تدريس الطب في الجامعات الغربية حتى وقت متأخر من القرن التاسع عشر فيما أن كثيرًا من التطبيقات والممارسات التي أوردها في (القانون في الطب) مثل تجارب (الاختبارات الإكلينيكية) التجارب العشوائية المتحكم بها اختبارات الفاعلية مازال معمولا بها حتى يومنا هذا.

7- أول مستشفى عام (البيمارستان)

كان الأندلسيون يستخدمون الرياح في إدارة الطواحين ورفع المياه بالسواقي، وأخذت أوروبا عنهم هذه التقنية وغيرها من الأندلس أيام العصر الأموي، وهذه التقنية أخذها الغرب عن العرب إبان الدولة الأموي.

البيمارستان قبل الإسلام. أول بيمارستان وأقدم جامعة في العالم وجدا في مدينة جنديسابور خلال عصر الدولة الساسانية بإيران . البيمارستان في الإسلام: أنشأ الخليفة الوليد بن عبد الملك في عصر الدولة الأموية أول بيمارستان في دمشق عام 707 ميلادية وهو أول بيمارستان في تاريخ الإسلام وأجرى الأرزاق للمرضى، وأمر بعلاج وحجز المجذومين لكي لا يخرجوا، وقدم المعونة والعلاج بالمجان، وأحضر الأطباء والمعالجين وأجزل لهم العطاء.

ولذلك أقيمت أول الصيدليات في بغداد في مطلع القرن العاشر الميلادي حيث اشترط على الأطباء والصيادلة بداية من عام 931 م تلقى التدريس رسميًا، والحصول على التراخيص المطلوبة كي يتعاملوا مع حوالي 760 نوعًا من النباتات الطبية والعقاقير الطبية بما في هذا مواد التخدير التي تستخدم في العمليات.

8 – الفيزياء
بحلول القرن الثامن الميلادي كان (جعفر بن الصديق) العالم الموسوعي المولود بالمدينة المنورة قد قام بتنفيذ فكرة (أرسطو) عن العناصر الأربعة (الماء والهواء والنار والتراب)، بل من المرجح أيضًا أنه قد أتى بنظرية أولية عن جزئيات المادة.

9- التقدم الزراعي
تقدم العالم الإسلامي في العلوم المعمارية الإسلامية التي وضعها الخاصة بنقل المياه وتخزينها وضخها واستخدامها في الري، واستخدام تقنيات الميكنة الزراعية المتوارثة كالمحراث والساقية والشادوف والنورج حيث كان الأندلسيون يستخدمون الرياح في إدارة الطواحين ورفع المياه بالسواقي، وأخذت أوروبا عنهم هذه التقنية وغيرها من الأندلس أيام العصر الأموي، وهذه التقنية أخذها الغرب عن العرب إبان الدولة الأموية.

وقد اشتهرت الطواحين في المدينة التي لا يوجد لها مثيل في العالم حتى اليوم وهو نظام رفع المياه من النهر عبر قنوات منصوبة فوق قناطر لري البساتين والمناطق على جانبي النهر، وقد نقل الغرب طريقة هذه السواقي أو النواعير لكن بأحجام أصغر بكثير من الموجودة في حماة، وفي بغداد كانت تدار طواحين بالهواء لرفع المياه وإدارة مصنع الورق هناك. وكانت طواحين الهواء ورفع المياه تدار بتروس معشقة وعجلات ضخمة متداخلة. لنظرية الأنابيب المستطرقة في توصيل المياه في شبكة من المواسير إلى البيوت.

10- الكيمياء

أقيمت أول الصيدليات في بغداد في مطلع القرن العاشر الميلادي حيث اشترط على الأطباء والصيادلة بداية من عام 931 م تلقى التدريس رسميًا، والحصول على التراخيص المطلوبة.

في علوم الكيمياء نجد العالم (جابر بن حيان) الذي تتلمذ على يد الإمام (جعفر الصادق)، قد عاش بعد النصف الثاني من القرن الثامن الميلادي، حيث كانت له كتابات كثيرة سواء في المركبات الكيميائية التي لم تكن معروفة في ذلك الوقت مثل نترات الفضة المتبلورة وحامض الأزوتيك وحامض الكبريتيك ولاحظ ما يرسب من كلوروز الفضة عند إضافة ملح الطعام، أو في وصف العمليات الكيميائية كالتقطير والتبخير والترشيح والتبلور والتذويب والتصعيد والتكليس ونحوها.

وفي كتبه بين نظرية تكوين المعادن جيولوجيا وبين المعادن الكبريتية الزئبقية ونسب تكوين ستة منها، وبين كيفية تحضير المواد الكيميائية المختلفة ككربونات الرصاص القاعدي وتحضير الزرنيخ والأنتيمون من أملاح الكبريتيدات، وكيفية تنقية المعادن من الشوائب وتحضير الصلب الذي حضرته أوروبا بعده بحوالي عشرة قرون، وحضر أصباغ الملابس والجلد والطلاء لطلاء الجديد ووقايته من الصدأ ومادة تدهن بها الملابس للوقاية من الماء وأدخل ثاني أكسيد المنجنيز في صناعة الزجاج.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.