حدثت نفسي بعدها أن أدون هذه الأفكار في الهاتف، لكن، تذكرت أني وضعت الهاتف بعيدا عني كالعادة، وذلك حتى أسمع صوت المنبه فأقوم لإطفائه فلا أرجع للسرير بعد طلاقي منه، فرددت العنوان مع نفسي مرات عديدة حتى لا أنساه أبدا.
كلمة أخيرة لأساتذتي المشرفين على المدونة، أنتم بحثتم عن شباب عربي يتفاعل معكم في الواقع، بفكرة أو تدوينة أو مقال، وهو بكامل وعيه وفي يقظته، ومع ما وقع لي، أتصور أنكم ربحتم الرهان بشكل مزدوج، فقد صار التفاعل معكم في الواقع وحين الرقاد. |
في الصباح تذكرت كل شيء ولله الحمد، لكن المفاجأة، أن كل هذه الأحداث بتفاصيلها كانت جميعا في الحلم وليست في الواقع، فمن شدة التعب والعمل المتواصل ما أن أغلقتُ الحاسوب وضبطتُ ساعة المنبه ووضعتُ رأسي على الوسادة حتى سافرتُ في نومٍ عميقٍ لم أستيقظ منه إلا على صوتِ أذان الفجر.
كل هذا هو الجزء الأول من الحلم، الجزء الثاني، أن المقال الذي حلمت به نُشر "بمدونة الجزيرة" بنفس العنوان، وبمجرد أن تم نشره حتى تصدر الصفحة، بفعل القراءة الكبيرة التي نالها، فرحتي بهذا الإنجاز لم تدم طويلا، إذ سرعان ما تم نَشر مقال لكاتب خليجي حَمل عنوان "سر التمدد الإيراني وآليات العرب لكبحه"، وأصبحَ في الصدارة وتجاوزني من حيث عدد المقروئية بسنوات ضوئية، إذ كان المقال في تصاعدٍ كبير ومتواصل.
لا أدري ماذا أفعل الآن، هل أطلب من مدونة الجزيرة أن تعوضني على هذا الحلم، أن تتركني لأنام في راحة وسلام وأحلم بأشياء أخرى غير هذه، لكن، ربما لأني يوميا أتابع هذه المدونة، ولأني معجب بما حققته وأضافته للمشهد الإعلامي العربي، كمنصة تفاعلية حية ومواكبة للتطور التقني والتواصلي ومتفاعلة أيضا مع قضايا العالم وليس فقط قضايا المنطقة دون غيرها، مع مساحة حرية جيدة ومقدرة، فقد سَكَنَتْني في اليقظة والمنام.
كلمة أخيرة لأساتذتي المشرفين على المدونة، أنتم بحثتم عن شباب عربي يتفاعل معكم في الواقع، بفكرة أو تدوينة أو مقال، وهو بكامل وعيه وفي يقظته، ومع ما وقع لي، أتصور أنكم ربحتم الرهان بشكل مزدوج، فقد صار التفاعل معكم في الواقع وحين الرقاد.. محبتي الصادقة لكم ولكل المدونين والشباب الفاعل في العالم بجانبه، الواقعي والافتراضي، ممن يعملون لغد أفضل للإنسانية جمعاء.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.