شعار قسم مدونات

رسالة من "الهكر" التونسي

blogs - hacker

كثيرة هي القصص التي رويت عن عشق التونسيين لفلسطين، ذلك العشق الفطري الذي تجده في قلب كل طفل وشاب وعجوز تونسي، عشق منبعه نقاوة النفس وصدقها وأصالتها، عشق جعل لتونس مكانة مميزة في قلوب الفلسطينيين تماماً كما هي مكانة فلسطين المميزة في قلوب التونسيين، محبة متبادلة عبر عنها محمود درويش قائلاً "كيف نشفى من حب تونس الذي يجري فينا مجرى النفس.. لقد رأينا في تونس من الألفة والحنان والسند السمح ما لم نرى في أي مكان أخر". واسمحوا لي في تدويني هذه أن أروي لكم قصة جديدة من القصص التي حصلت معنا كفلسطينيين والتي يظهر فيها الود والحب التونسي لفلسطين واضحاً جلياً.
 

أخطأت اعتذر لكم ولفلسطين
"أصدقائي بداية سامحوني لأني اخترقت موقعكم لأنه موجود على سيرفر ظننت أنه معادي لفلسطين، لكن خلال عملي تبين لي أنني أخطأت أعتذر لكم ولفلسطين، واسمحوا لي أن أزودكم بالثغرات التي دخلت منها لموقعكم كنوع من الاعتذار."

لم تكن رسالة عادية كغيرها من مئات الرسائل التي ترد يومياً إلى بريد موقعنا الذي يغطي الشأن الفلسطيني، فقد احتوت بعد التحية معلومات وبيانات خاصة لجميع المشرفين على الموقع (كلمات السر، أسماء المستخدمين، وبعض المعلومات المتعلقة بأرشيف الموقع).

مدى تأصل حب فلسطين في قلوب أهلنا في المغرب العربي، لم تكن يوماً من الأيام إلا علاقة أخوية بين شعب واحد له ذات الطموح والأهداف والآمال.

بالنسبة لنا كانت معلومات كافية لأن تدمر جهود سنوات طويلة من السهر والتعب طبعاً في حال وقوعها مع جهة حاقدة أو معادية لفلسطين، الأمر الذي لم يحدث بحمد لله، فمن أرسلها لم يعرف عن اسمه بل أكتفى أن يسمي نفسه بالتونسي المحب لفلسطين، حقيقة بقي الشك يراودني حتى سمعت كلمة "تونس" الاسم الذي كان كافياً لأن يبعث في النفس بعض الطمأنينة حول نية مخترق الموقع.
 

خلال محادثة بسيطة اختفى المتحدث بعدها حتى قبل أن نشكره، زودنا بها التونسي المحب لفلسطين بالعديد من الثغرات التي كانت في موقعنا، وبعض الإجراءات الاحترازية الإضافية لحماية الموقع، نصائح استغرق تنفيذها العديد من الساعات من أوقات فنيي موقعنا، فقد كانت نصائح احترافية من محب صادق، نصائح من شخص لو أراد أن يستغل تلك الثغرات لربما تمكن من الحصول على الكثير من الأموال مقابل عدم الكشف عنها أو استغلالها لمصالحه الشخصية.
 

على حب فلسطين تجتمع القلوب
حقيقة إن ما حدث ورغم سرعته يعكس لنا مدى تأصل حب فلسطين في قلوب أهلنا في المغرب العربي، رغم المحاولات المتكررة والدؤوبة من قبل أعداء فلسطين لإطفاء جذوة تلك العلاقة التي لم تكن يوماً من الأيام مجرد علاقة رسمية أو سياسية، بل هي علاقة أخوية بين شعب واحد له ذات الطموح والأهداف والآمال.
 

قصة تبعث الأمل في نفوسنا فهي تدل على أن شعبنا العربي وبالرغم مما تعرض له من مأسي وآلام ومحاولات لفصله عن قضاياه بخلافات سياسية هنا وهناك إلا أنه لا يزال واعياً بقضاياه متمسكاً بحقوقه وواجباته بالرغم من تخاذل معظم الفئات والأحزاب السياسية العربية لمصلحة هنا أو هناك، فتلك الحالة من العشق لم إلا محبة صادقة لا مصلحة فيها.
 

وفي ختام تدوينتي أقول لشعب تونس كما قال محمود درويش "حافظي على نفسك يا تونس، سنلتقي غداً على أرض أختك: فلسطين."

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.