شعار قسم مدونات

أخطر رجُل في فرنسا.. عودة النمر

Football Soccer - Olympique Lyon v Monaco - French Ligue 1 - Stade de Lyon – Decines, France - 23/4/2017 Olympique Lyon's Mouctar Diakhaby (L) in action against Monaco's Radamel Falcao (R) REUTERS/Robert Pratta
مسيرته الكروية شهدت الكثير من التقلبات، مر بلحظات صعبة كانت كفيلة بالقضاء علي ما تبقي من معنويات أو أمل في عودته للتألق من جديد، ولكن حين تمر بلحظات قاسية القرار يكون في يدك، إما أن تُحارب لتعود لسابق عهدك، أو يتمكن منك اليأس والاستسلام وتفشل في المرور من هذه الفترة الصعبة وربما تكون هذه هي نهاية المسيرة.

وكعادة الكثير من مشجعين كرة القدم، تتغير كافة الآراء بنهاية اليوم، فالبعض شبهه بأنه خليفه البرازيلي رونالدو وأنه سيكون المهاجم الأفضل في العالم لسنوات طويلة، قبل أن يقول القدر كلمته وتُجبره إصابة الرباط الصليبي علي عدم خوضه منافسات كأس العالم رفقة منتخبه الوطني، ليعود اللاعب بعدها لممارسة كرة القدم ليقدم أداء هزيلاً في موسمين متتاليين رفقة كل من مانشستر يونايتد وتشيلسي كفيلين أن يقضيا علي ما تبقي في مسيرة اللاعب الذي برز نجمه مع الروخي بلانكوس وبورتو، لتتغير أراء من وصفوه بأنه وريث البرازيلي رونالدو الي وصفه بالعاهة.

أحياناً عندما تعود بعده فترة انتكاسات مررت بها في مسيرتك تحتاج الي معاملة مختلفة، الجانب النفسي مهم جداً للاعب كُرة القدم، فهو لا يقل أهمية حالياً عن الجانب التكتيكي، وهو ما افتقده فالكاو خلال الفترة التي قضاها في البريميرليج.

علي حافة الهاوية:

بعد فترة صعبة قضاها في أضواء الدوري الاقوى في العالم -كما يصنفه البعض- تحول الكولومبي من لاعب تتصارع عليه الأندية إلي شخص غير مرغوب في وجوده داخل جدران أي نادٍ كبير، ليظن الجميع أنها بداية النهاية للاعب كان من المنتظر أن يكون المهاجم الأفضل في العالم.

لم يجد فالكاو بعد ذلك مأوي إلا العودة إلي صفوف ناديه السابق، ففي بداية موسم 2016/2017 قرر اللاعب العودة الي صفوف الفريق الفرنسي، حتي يتسني له أخد قسط من الراحة والابتعاد عن الضغوط التي اثقلت ظهره، والعمل علي العودة لمستواه المعهود في دوري أقل تنافسية من الدوري الإنجليزي بكل تأكيد، بجانب سعيه للعودة لتمثيل منتخب كولومبيا.

أحياناً عندما تعود بعده فترة انتكاسات مررت بها في مسيرتك تحتاج الي معاملة مختلفة، الجانب النفسي مهم جداً للاعب كُرة القدم، فهو لا يقل أهمية حالياً عن الجانب التكتيكي، وهو ما افتقده فالكاو خلال الفترة التي قضاها في البريميرليج سواء مع مانشستر يونايتد أو تشيلسي، فاللاعب دائما ما كان محاطاً بالضغوط في حالة مشاركته، لذلك كان مهماً بالنسبة للكولومبي أن يُعامل بالطريقة المثلي من جانب مدرب موناكو ليوناردو جارديم.

نوايا جارديم كانت واضحة تماماً منذ البداية، فالمدرب البرتغالي صرح مراراً وتكراراً انه قادراً علي تهيئة مهاجم الفريق نفسياً، ومستعد للصبر عليه حتي يستعيد مُستواه المعروف، وحتي يكون جاهزاً للعب 90 دقيقة كاملة، وبالفعل نجح المدرب البرتغالي في الرهان علي لاعبه الذي لم يُخيب الظن وعاد ليفترس الشباك من جديد.

عودة مثالية في موسم استثنائي لموناكو:
النمر الكولومبي راداميل فالكاو يعود وينفجر مرة أخري في الإمارة الفرنسية موناكو، بعد أن ظن الكثيرون أنه قد انتهي ولن يعود لسابق عهده كجلاد للحراس، صاحب الرقم 9 يتوهج ويقدم أداء مثالياً ليُساهم في تقديم موناكو موسماً خيالياً حتي الأن بتصدره لترتيب الدوري الفرنسي حتي الأن ووصولهم إلي نصف نهائي دوري الأبطال.

مشاهدة فالكاو يسترد عافيته مرة أخري ويعود لطريق التألق ويستعيد بريقه شئ رائع لكل محبيه، وبما أن أحيانا كُرة القدم تعطي لمتابعيها دروساً مجانية، فقطعاً قصة فالكاو عِبرة للجميع تُبرهن أن عليك أن تواصل العمل والإجتهاد رغم كل الصعوبات والإنتقادات التي ستواجها مع كُل سقوط

عودة فالكاو لها أكثر من سبب، وكما ذكرنا يعتبر ليوناردو جارديم صاحب الفضل في عودة المهاجم الكولومبي، هناك بعض الأسباب أيضاً ساهمت في عودة اللاعب لمستواه، شخصية فالكاو القوية وإصراره المستمر علي العودة لمستواه المعهود وعدم الاستسلام لكلمات النقد اللاذعة التي تعرض لها، حيث صرح اللاعب سابقاً أنه كان علي وشك الاعتزال بعد عودته من الإصابة الا أنه تراجع عن هذه الفكرة، كل هذه أسباب كانت مهمة في عودة اللاعب لمستواه.

سجل فالكاو حتي الأن 25 هدف خلال مشاركاته مع موناكو، فالكولومبي يحتل المركز الثالث في ترتيب الهدافين في الدوري الفرنسي بتسجيله 19 هدف في 25 مباراة، بينما سجل 7 أهداف في منافسات دوري أبطال أوروبا، ويمتلك فالكاو أعلي مُعدل تسجيل للاعب في دوري الأبطال، حيث سجل 45 هدف في 50 مباراة.

عِبرة:
بالتأكيد مشاهدة فالكاو يسترد عافيته مرة أخري ويعود لطريق التألق ويستعيد بريقه شئ رائع لكل محبيه، وبما أن أحيانا كُرة القدم تعطي لمتابعيها دروساً مجانية، فقطعاً قصة فالكاو عِبرة للجميع تُبرهن أن عليك أن تواصل العمل والإجتهاد رغم كل الصعوبات والإنتقادات التي ستواجها مع كُل سقوط، تعثر، خيبة، فكرة القدم تشبه الحياة و ضع أمامك راداميل فالكاو!.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.