شعار قسم مدونات

لا تجعل الآخرين يشكلون حياتك

blogs - ظل رجل
إن لم تكن تملك حلمًا فبالطبع سيجرك الآخرون لتكون جزءًا من أحلامهم وأداة لتحقيقها، سترى نفسك بعد سنوات وقد حققت حلم غيرك وعشت حياة أنت لم تخترها أو تصنعها بل كانت نتيجة صناعة الآخرين. أنت بالتأكيد لن ترغب في ذلك، فالاستقلال بالذات والاختيارات هي مهارة أساسية يجب أن تملكها لتستطيع السيطرة على حياتك وعيشها كما ترغب.

فالناس في هذه الحياة على أنواع هناك من يصنع الأحداث، وهناك من يتأثر بما يحدث، وهناك أناس لا يدرون ماذا يحدث، وهنا يقع على عاتقك أن تقرر من ستكون من بين هؤلاء؟ إن من الخطأ الذي يقع فيه بعض الآباء والأمهات أن يقرروا عن أولادهم ماذا يدرسون وماذا يعملون وكيف ستكون حياتهم؟ ليجد الأولاد أنفسهم بعد سنوات قد درسوا ما لا يحبون وعاشوا حياة لا تشبههم، بل كانت سيناريو قد كتب بواسطة الآخرين، وبعد سنوات سيقعون في صراع دائم فلا هم عاشوا كما يرغبون ولا هم استطاعوا التأقلم مع حياة واختيارات فرضت عليهم.

وقد يحدث أن يجذبك أصدقاؤك أو زملاؤك في العمل لتحقيق أهدافهم الشخصية فتكون كالدمية التي يحركها الآخرون كما يريدون، بلا هوية ثابتة أو رأي، وهنا ستجد أن حياتك ستدور حول احتياجات الآخرين لا احتياجاتك.

هي حياتك وأنت من يلونها بما تريد، كن أنت صاحب السيادة على حياتك، ولا تجعل الآخرين يلونون حياتك. فقد لا يملكون سوى اللون الأسود!

ولتصنع حياتك بنفسك عليك أن تدرك أن ميدانك الأول نفسك، فإذا انتصرت عليها كنت على غيرها أقدر وإن خذلت فيها كنت عن غيرها أعجز، واتخاذ القرار هو سلاحك الأول، عليك أن تعرف حقيقة نفسك وقدراتها ومواهبها وأن تتقبلها كما هي، وأن تساعد في تطويرها وتحسينها، فتقبل ذاتك سيجعل منك شخصية قوية مستقلة وسيحميك ذلك من محاولة تقليد الآخرين فكن بطل نفسك.

كما يجب عليك أن تؤمن بنفسك وبقراراتها وتثق في اختياراتك فلكل شخص شخصية، وظروف مختلفة عن الآخر، وفقدان ثقتك بنفسك سيدفعك للاتجاه للآخرين والبحث عن مساعدتهم في كل مرة ينبغي أن تتخذ فيها القرار، لذا عود نفسك على فعل الأشياء بنفسك دون الاعتماد على الآخرين وطلب مساعدتهم.

ارتد ما تريده من الملابس وكل ما يعجبك وتصرف بالطريقة التي تراها مناسبة مع احترام حدود وخصوصيات الآخرين، فهذه الأشياء البسيطة جزء من شخصيتك فلا تجعلها مرهونة برضا الآخرين، ولا تعش في عباءة غيرك واحترم نفسك وقدر اختلافها، وتجنب الأشخاص الذين يدفعونك لتقديسهم أو تبعيتهم لأنهم سيمنعونك من الاستقلالية بذاتك، حافظ على مسافات صحية مع أصدقائك وأدرك الفرق بين المشورة وبين الانصياع لآراء الآخرين وتبعيتهم.

وفي النهاية ينبغي عليك تحديد أهدافك الخاصة التي تميزك عن غيرك وأن لا تتأثر بغيرك واختياراته فأنت الشخص الوحيد الذي يعرف نفسه جيدًا، فهي حياتك وأنت من يلونها بما تريد، كن أنت صاحب السيادة على حياتك، ولا تجعل الآخرين يلونون حياتك. فقد لا يملكون سوى اللون الأسود!

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.