(الكَنبة) لا تجدي نفعًا أبدًا. الاسترخاء التام والراحة المُطلقة ليس هدفًا يستحق العيش لأجله، بل هو غريزة الكَسل التي لم نواجهها يومًا، لم نحاربها! |
الوقتُ دائمًا متاح طالما أنك على قيد الحياة، كل تلك العبارات الخاوية على غرار (لقد كبرت في السن) أو (أنا صغير على أن أفعل هذا).. (سأفعلها، ولكن غدًا).. كلها محض قيود، قيودٌ من تثبيط، تجعلك توهم نفسك بأنه لا فرصة لديك، رغم أن الفرصة دائمًا نصب عينيك. إن لك في هذا ايوم، وفي هذا الوقت تحديدًا.. فرصةً جديدة، لتبدأ، أو لتجدد رحلة تطورك، رحلة تقدم عقلك البشري الذي هو بمثابة لوحةٍ فنيةٍ مُبهرة، جميلة، ومميزة.
مهاراتٌ كثيرة تنتظرك لتتعلمها. وأجهزة الحاسب الآلي أمامك مباشرةً، تحتضن داخلها ملايين من دورات التعليم الحر. لغاتٍ وبرمجةٍ وتعليمٍ وترجمة، خياطةٌ وطبخ، وتسويقٌ ورسمٌ وبحثٌ و..! قد تجد هناك كل ما قد تتمنى إتقانه. لكن هذا لن يحدث إلا بعد أن تحدد ماذا تريد، وكيف! ولماذا؟ أعتقد أنه قد حان الوقت لترك مسلسلات التلفاز، ومجلات عروض التسوق التي نتصفحها بنهم لا أعرف مصدره تحديدًا، حان الوقت للإمساك بالكتب، والأقلام. حان الوقت للمحاضرات، والمهارات، والهوايات.
لذة الإنجاز حلوة، ليست سهلةً بالطبع، لكن صعوبتها ممتعة.
(الكَنبة) لا تجدي نفعًا أبدًا. الاسترخاء التام والراحة المُطلقة ليس هدفًا يستحق العيش لأجله، بل هو غريزة الكَسل التي لم نواجهها يومًا، لم نحاربها! الآن إذًا حان وقتُ المعركة. هكذا تطور العقل الغربي الذي نغبطه، لكن عقولنا جميعًا على حدٍ سواء، عقولٌ بشرية متساوية. الفرق بين الذكي ومن يُقال له (غبي)، أن الأول أدرك أن له جوهرةً تدعى (العقل). أنت قادرٌ على أن تقرأ مائتي كتابٍ كل عام، أنت قادرٌ على تعلم مهارةٍ وإتقانها كل شهر، عقلك بين يديك، والأدوات في كل مكانٍ من حولك. الناقص فقط، هو أن تدرك، أن الحياة بلا إنجاز لا تعد حياةً أصلًا، وأن تدرك أن كل لحظة، هي اللحظة المناسبة دائمًا، الفُرص لا تُقتل، بل نحن ندفنها حية. فاغتنم الفرص التي حولك، وتنتظرك.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.