شعار قسم مدونات

رفقاً بالإسلام يا أصدقاء

blogs - قرآن
ديننا الحنيف بحاجة إلى وعي وفهم جيد للعالم، في مطلع كل يوم نسمع عن إساءة جديدة للإسلام والمسلمين ونبي الإسلام.. في كل يوم تراجع ملحوظ في فهمه سواء كان من معتنقيه أو ممن سواهم
الحمل والمسؤولية أضحت عظيمة، ونحن في غفلة من هذا، لا نعطي بالاً إلا لسفاسف الأمور وأدناها، لا نحرك ساكناً، وجل قولنا إنها مؤامرة كونية ضدنا ماذا عسانا أن نفعل؟ لا نتقن عملاً أكثر من اللوم ورمي الأخطاء على أكتاف الآخرين.

فلنؤمن أنها مؤامرة ولنصدق أنهم حشدوا قوتهم وعلمهم وأفكارهم لتدميرنا، لماذا لا نتآمر عليهم لإفساد مؤامرتهم، لماذا لا نحمل أفكاراً وعلماً وطاقة نجابههم بها. إلى متى ستستمر تلك الأخبار البائسة (طرد مسلماً من الطائرة لأنه قال إن شاء الله – طردت ووبخت مسلمة من العمل أنها ارتدت الحجاب). إلى متى ستبقى الحريات ملك لجميع الأديان لهم ما يلبسون ولهم ما يأكلون ولكل معتقدات خاصة بهم ويتوجب علينا احترامها، أما عند الوصول للإسلام يصبح الصيام مشقة والحجاب تخلف وتهذيب اللحية إرهاب وعدم المصافحة إنقاص من احترام الآخرين.

هل تعرف السبب؟ أظن الجواب واضحاً وليست داعش المسبب الوحيد له! الجواب يكمن في كل مسلم ومسلمة أساء فهم الإسلام، فأدى بدوره إلى إساءة فهم الآخرين لنا بغض النظر عن تعاليم ديننا.. ديننا الذي يحمل بين دفتيه العلم والمحبة والسلام، أصبح دين الكراهية والإرهاب والتخلف! الآن وبعد طول الكلام يتوارد لقارئ هذا المقال كيف أبدأ؟

لا تصدق كل ما تسمعه باسم الدين، ولا تتخذ من الناس والأجداد أرباباً، أنا لا أحاول أن أنقص من قيمة أحد لكننا بشر وكل إنسان خطاء. لذا كفانا تداول مقولات وأحكام عن الشيخ الفلاني.

لدي بعض النقاط أحب أن أشير إليها وأتمنى أن تشاركوني وتصححوا أخطائي:
أولها: وأهمها لا تدلي بحكم شرعي لست متأكدا من صحته، أصبحت أرتجف قبل أن أقرأ التعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي، فترى الموضوع في واد وصاحب التعليق في واد آخر، يدلي بدلوه الديني الذي لا يفهم منه شيئا، أرتجف لأنني سأرى بعده وابلاً من السب والشتم له ولدينه، حقاً كارثة عظيمة تتفاقم مع مرور كل جزء من الثانية.

ثانياًلا تصدق كل ما تسمعه باسم الدين، ولا تتخذ من الناس والأجداد أرباباً، أنا لا أحاول أن أنقص من قيمة أحد لكننا بشر وكل إنسان خطاء. لذا كفانا تداول مقولات وأحكام عن الشيخ الفلاني أو هذا كان عمل جدي السادس عشر، أتمنى أن نسمع دروس الدين وأن نقرأ كتبها ونبحث عن الأصح، وليكن لنا منظورنا الخاص، فالإيمان لا يمكن توارثه ولا يصح أن يكون إيماناً اعتباطياً.

ثالثاً: عندما يكون الحديث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، حبذا لو نتأكد من صحة الخبر العلمي بطرق علمية سليمة ومن ثم ربطه بما جاء في القرآن والسنة، وطبعاً هذا ليس بالعمل السهل وليس شوربة أيضاً، ربط الدين بالعلم مسألة متشعبة وتحتاج لفكر سليم وعمل طويل وجهد كثير، فإذا لم يكن لديك هذا، فالأفضل لك أن تكتفي بالصمت، فالصمت خير من تفسير الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وربطها مع خرافة منسوبة للعلم فيضحى الدين خرافة والعياذ بالله.

التبرك بقبور الشيوخ والأولياء الصالحين رحمهم الله، ربما كانوا من خيرة الناس، لكن هذا لا يعني أن جثثهم ترفع البلاء وتغير الأحوال.

رابعاً: تتبعوا البدع وامحقوها كثر الله من خيركم، وهي كثيرة وربما أكثر من تعاليم الإسلام ومطبقة أكثر من الصلاة والصيام اذكر منها:

1- البسلمة قراءة بسم الله الرحمن الرحيم على حبات الفول ومن ثم تأخذ كل قارئة حبة فول وتضعها في الحقيبة لزيادة الرزق، ولهذه الجلسة طقوس كثيرة ما أنزل الله بها من سلطان، وأنا كنت أشارك فيها في صغري لجهلي بأمور الدين والدنيا.

2- ادعيلنا أنت ساكنة في السعودية، المعنى أنها قريبة من الكعبة وبذلك تصبح مستجابة الدعاء، يا عباد الله قال تعالى "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ" الآية 186 سورة البقرة، ادعي الله أينما كنت، فقط توجه له بقلب سليم.

3- التبرك بقبور الشيوخ والأولياء الصالحين رحمهم الله، ربما كانوا من خيرة الناس، لكن هذا لا يعني أن جثثهم ترفع البلاء وتغير الأحوال.

4- تعليق المستقبل والأهداف والأعمال على ما يدعى بعلم الأرقام أو علم الأسماء أو علم الأبراج، هذه ليست بعلوم وليست سوى خزبعلات وحسابات واهية يتاجر بها من لا عقل ويصدقها من؟ سأكتفي بذكر هذا لأن مقالي طال، وصاحب العقل يكفيه التلميح والاختصار.

ملاحظة: أنا لا أبرئ نفسي من الآثام والأخطاء فكلنا نجوم خافتة في سماء الإسلام، وأتمنى أن نعيد وميضها معاً، وأختم قولي هذا بقول الدكتور النابلسي أطال الله عمره: "إذا أردت الدنيا عليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة عليك بالعلم، وإذا أردتهما معا عليك بالعلم، العلم لا يعطيك بعضه، إلا إذا أعطيته كلك".

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.