شعار قسم مدونات

أخطاء أميركا في العراق

blogs - iraq

منذ بداية الاحتلال الأميركي للعراق ركزت الإدارة الأميركية بقيادة بوش الابن على محافظة الأنبار العراقية كون أغلب سكانها من السنة؛ وفيها ولدت المقاومة العراقية المسلحة لمقاتلة القوات المحتلة، ووضعت الإدارة الأميركية خارطة الأنبار بمواطنيها على طاولة النقاش وكيفية الخروج من هذه الأزمة لاحتواء المقاومة الشرسة التي أوقعت الكثير من الخسائر في الأرواح والمعدات للأميركان.

فكان الرأي للحاكم المدني بول بريمر؛ هو التركيز على العشائر والقبائل السنية والتقرب من شيوخها بكافة الوسائل الإعلامية والسمعيّة والمقروءة والفضائية وعلى رأسها هو ضخ الأموال لبعض الشيوخ من خلال إعطائهم منقصات مقاولات وترميم بعض المضايف لشيوخ العشائر في محافظة الأنبار ابتدأ من قضاء القائم مروراً بالرمادي وانتهاء بالفلوجة معقل المقاومة العراقية المسلحة.

دخل العمل الرسمي للتواصل من خلال الصحوات تسليحاً وأموال ورعاية كبيرة حتى أصبحت في يوم من الأيام هي الرقم واحد في رسم سياسة محافظة الأنبار التي شابها الكثير من الأخطاء الفادحة؛ التي جعلت من بعض الفساد على هرم الحكم والتحكم في مصائر المواطن الأنباري.

أتمنى من الإدارة الأميركية مراجعة سياستها في محافظة الأنبار التي تعد أكبر مساحات العراق وتمتلك ثلاثة منافذ حدودية مهمة متمثلة بسوريا والأردن والمملكة العربية السعودية.

بل أصبحت أقوى من الحكومة المركزية بالنسبة للإدارة الأمريكية، والدليل كانت أول زيارة لبوش الابن للعراق وهبوط طائرته المروحية في الأنبار في مضيف قائد الصحوة في محافظة الأنبار عبد الستار أبو ريشة؛ قبل زيارته للحكومة المركزية في بغداد، الأمر الذي أغضب الحكومة العراقية غضب غير معلن، وبدأت الأخبرة تخشى تقوية عظم الصحوات، إلى أن عرفت الحكومة كيف تحجم قدرات وإمكانيات الصحوات وفشل مشروع الصحوة في الأنبار وباقي محافظات العراق كافة.

والآن إدارة ترمب تركز على العشائر متمثلة في شيوخها من خلال إشارات طفت على سطح السياسة الأمريكية الجديدة وتمحورت في إعادة التعاون بين بعض شيوخ العشائر والقبائل السنية وإعطائها دور جديد في البناء وحفظ الأمن في محافظة الأنبار؛ وتجاهلت من جديد المثقف والأكاديمي والمفكر والأستاذ الجامعي والمهندس والحقوقيين في هذه المحافظة.

السؤال الذي يطرح، أيهما أصح التعامل مع الشيوخ الأفاضل من جديد أم تلك النخب المرموقة في مجتمع الأنبار؟ لاسيما أن الجميع يعرف أن أغلب من ذكر، هم من أبناء عشائر محترمة جداً ولديهم الإمكانية والقدرة والمقبولية لدى المواطن في صناعة القرار وإيجاد حلول مناسبة مبنية على أسس علمية وتقنية في كيفية إعادة بناء الأنبار وإعادة هيكلية الفكر للمواطن وتنويره بعد الأزمات والنكبات التي حلت في محافظة الأنبار.

أتمنى مخلصاً من الإدارة الأميركية مراجعة سياستها في محافظة الأنبار التي تعد أكبر مساحات العراق وتمتلك ثلاثة منافذ حدودية مهمة متمثلة بسوريا والأردن والمملكة العربية السعودية؛ وإلا عدنا إلى المربع الأول ونقطة الصفر الأولى إذا أوكلت مهام الإعمار والبناء والأمن لبعض شيوخ العشائر من جديد مع فائق احترامي وتقديري لشيوخ العشائر في محافظة الأنبار.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.