شعار قسم مدونات

الأزمة اليمنية بين مطالب السلام وبوادر الحرب

blogs - متاهة ولد الشيخ
في وجهة نظري أن الأزمة اليمنية بحاجة إلى كثير من التنازلات للخروج من هذهِ البوتقة المُظلمة، ولكننا لم نلمس ذلك من الأطراف السياسية، ولن تتم حل الأزمة إلا وفق مرجعيات سابقة، والتي تتمثل، بمخرحات الحوار الوطني، والقرار الأممي ٢٢١٦، وبانسحاب مليشيات الحوثي من المدن وتسليم السلاح الثقيل من الطرفين إلى جهة ثالثة، أو محايدة إذا صح التعبير، أو بتشكيل لجنة دولية لاستلامه إذا انعدمت الثقة.

والجدير بالذكر، أن الأزمة اليمنية أصبحت تدار عن طريق قوى دولية، وقرارها بأيادي أجندة خارجية، فالسياسيون والمتحاورون ما هم إلا شكل برتوكولي مفرغ من القرار السياسي، أريد أن أطرح تصورا، ولكن الكثير سيهزأ منه، ولكنني سأقوله وكلي حرقة على ما يحدث من خراب ودمار وتجويع مقصود، هذا التصور يتمثل في أن الأمم المتحدة تقود حوارا سعوديا إيرانيا مباشرا في المنطقة كلها، فنقطة ارتكاز الأزمة اليمنية والسورية والعربية بوجه عام هو الخلاف المتجذر وحب السيطرة من قبل هاتين الدولتين التي تسعى كل واحدة منها إلى إثبات نفسها على المستوى الإقليمي والدولي، ولكن الخلاف في الأزمة اليمنية، أصبح يتعمق ويتشعب كل يوم ليذهب بنا إلى نموذج سوري آخر، ولكن هذا ما نرقبه في قادم الأيام، فهل سيحدث ذلك؟

سأبدأ مشوار هذا التدوين بالحديث عن الحرية، لا سيما حرية التعبير عن الرأي، التي فتحت الأفق أمام المهزومين من الواقع، المتأرجحين بين البحث عن الحياة الكريمة ومقاومة الطغاة.

لا يزال الأمل يحدونا من كل ناحية، وما زلنا نظن أن الخلاف الذي تتقاتل عليه الأطراف السياسية هو صراع سلطوي لا علاقة له بالدين، والتدين السياسي الذي يحاولون أن يدخلونا فيه.. أعتقد أن التصريحات الأخيرة للطرفين لا تؤهل إطلاقا لمطالب السلام، فقد أصبح التعنت سمة بارزة في المتحاورين والمتمصلحين، وعلى ولد الشيخ أحمد والأمم المتحدة إن كانوا جادّين لحل الأزمة اليمنية أن يفرضوا على المليشيا الانسحاب بدون شروط، واستعادة الدولة، لا أن يقدموا المبادرات وعرضها على طرف الانقلاب والشرعية، فتعود محملة بالمطالب التي تتعارض مع المرجعيات السابق ذكرها، ونظل في دوامة إلى قيام الساعة.

ولا أزال إلى هذه اللحظة ومن نافذة التدوين، أناشد كل الأطراف التي تعمل من أجل إحلال السلام الحقيقي، أن تنقذنا من كابوس الضياع، فمعطيات الواقع كارثة بحد ذاتها. سنقولها، مرارا، أن الأمل المفقود سينتصر على البارود، وسينتصر مشروع الدولة المدنية الحديثة، على قوى الرجعية والإماميين الجدد، ومن هذا المنبر الإعلامي الشامخ أريد أن أصل رسالة بسيطة هي:

لطالما كان حلما يروادوني، فقد أراد له القدر أن يتحقق، إنه التدوين في موقع الجزيرة، وسأبدأ مشوار هذا التدوين بالحديث عن الحرية، لا سيما حرية التعبير عن الرأي، التي فتحت الأفق أمام المهزومين من الواقع، المتأرجحين بين البحث عن الحياة الكريمة ومقاومة الطغاة الذين يريدون العيش تحت هيمنة قواهم الظلامية التي لا تريد لليمن النور، لكن إشعاع الحرية لم يمت، بوجود فضاء مفتوح يتيح للجميع ممارسة الإعلام ونقل الوجع المخيم عليه إلى هذا العالم علّه يشعر بوجودنا، ثمّة أمور كثيرة سوف أبدا بسردها على هذا الصرح الإعلامي الشامخ، وهآ أنا أدون، أشعر بالسعادة لأجل هذا الحلم البسيط الذي انتظرته، كثيرا، وأنه الآن ينمو في واقع يحوطه الألم من كل زواية. لكنه سيتغلب على هذا المناخ الذي تعود عليه، وسيفتح نوافذ الأمل إلى مسيرة إعلامية حافلة بالعطاء.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.