شعار قسم مدونات

يسوعية الفاتيكان: رهبانية ابتدعوها

blogs - vatican
يعتبر الفاتيكان أو دولة حاضرة، الفاتيكان أصغر دولة في العالم وتبلغ مساحتها فقط 44 هكتار وهي جزء من شبه جزيرة إيطاليا وتقع في مدينة روما الإيطالية. إن الكثير من المراقبين والخبراء في شأن الفاتيكان يرون أن الفاتيكان لا يخضع لأي جهة ولا يستجوب ولا يدفع الضرائب لأي جهة. كما أن الأساقفة والقساوسة يتمتعون بحصانة دبلوماسية في جميع دول العالم ، وللفاتيكان سفاراتها الخاصة بها والمستقلة عن إيطاليا.
 

الفاتيكان كيان تجاري وفاشية رأسمالية بعيدة عن الرب
يصرح الفيلسوف "آفرو مانهاتن" أن الفاتيكان يعتبر من أهم المالكين لأسهم رئيسية في العديد من الشركات العملاقة مثل شركات تصنيع الطائرات في الولايات المتحدة ،مثل طائرات "بوينج ولوكهيد ودوجلاس وكورتيس ورايت" ومن أكبر المساهمين في شركة الصُلب الأمريكية الوطنية، وبنك أمريكا ، كما يمتلك الكثير من العقارات أكثر من أي كيان على وجه الأرض.
 

فحين نتحدث عن فاشية الفاتيكان يجب أن نعرف الفاشية على أنها فكرة قومية وطنية تمجد الدولة ولا شيء غير الدولة وسيادتها، وتنادي بتمجيد السياسات والمثل الإيطالية التي قادها الزعيم الإيطالي "بنتو موسوليني" ولا تزال تطلق على التطرف القومي أو العنصري حتى الآن. وتصرح الكاتبة "كاثرين فريسك" في مقال لها ان الكثير من الناس مخدوعين بالفاتيكان على أنها كيان يمثل الدين المسيحي الكاثوليكي فالواقع غير ذلك، فالفاتيكان لا علاقة لها بالرب، ولا بيسوع، ولا بالديانة المسيحية.
 

اليسوعية والعلاقة بالماسونية والصهيونية

أسس أغناطيوس جمعية يسوع وغايته القضاء على الإسلام، وفى عام 1541م اعتمد البابا اسم "جمعية اليسوع" التي شعارها قرص الشمس ويعلوه الصليب.

تعرف الويكيبيديا الرهبنة اليسوعية على أنها "هي واحدة من أهم الرهبانيات الفاعلة في الكنيسة الكاثوليكية، ومن أكبرها. وتأسست على يد القديس "إغناطيوس دي لويولا" في القرن السادس عشر أيام البابا بولس الثالث في إسبانيا، كجزء من الإصلاح المضاد، وأخذت على عاتقها مهمة التبشير ونشر الديانة في العالم الجديد". فمن خلال كتاب بعنوان: (اليسوعية والفاتيكان والنظام العالمي الجديد) من تأليف "فيصل بن علي الكاملي" يصف الكاتب بأن الصهاينة هم أذناب الروم، والروم -عنده- يضحكون على عامة المسلمين وعامة اليهود بمنحهم دويلتين مستقلتين في فلسطين، في حين يستأثر الفاتيكان بابتلاع المسجد الأقصى المبارك من خلال لعبة تدويل القدس التي تدل عليها زيارة بابا الكاثوليك للأرض المقدسة الأسيرة مؤخراً، وكذلك رسالة من الخبيث "شيمون بيريس" إلى رأس الهرم الكاثوليكي في عام 1993م حول هذه القضية!
 

يعتبر الكاملي أن اليسوعية هي "رأس الأفعى لأنها تتآمر علينا نحن المسلمين وتضم الماسونية والصهيونية وتقودهما باعتبارها أخطر جمعية سرية ورثت ما سبقها منذ مئات السنين مثل جمعية فرسان الهيكل والمتنورين (ألومبرادو)، لكي تتآمر على الإسلام والمسلمين وعلى البروتستانت وتسعى إلى استئصالهم جذرياً، وبخاصة أنها تحكم العالم اليوم، بتواطؤ بين الفاتيكان والبيت الأبيض وزعامات أوروبا الرئيسية". ويرى الكاملي أن اليسوعية أنشأها "اغناطيوس ليولا" المولود في عام 1491م الذي عمل حاجباً "لفرديناند الخامس" بإسبانيا ثم تحول إلى ناسك ظاهرياً بعد تعرضه لإعاقة في إحدى رجليه جعلته "قديساً" في نظر المتعصبين له. فأسس أغناطيوس جمعية يسوع وغايته القضاء على الإسلام، وفى عام 1541م اعتمد البابا اسم "جمعية اليسوع" التي شعارها قرص الشمس ويعلوه الصليب. ويفاجئنا الكاملي في كتابه أن الماسونية أصلها رومية صليبية وليس يهودية كما يعتقد الكثير من الناس، ويستشهد بذلك من مصادر لباحثين غربيين. ويؤكد "إن التنظيم (الماسوني) اختُرع من قِبَل اليسوعيين في القرن السابع عشر كوسيلة لإعادة الكنيسة الرومية في إنجلترا، ودثَّروها لتحقيق أغراضهم بدثار الهيكلية (عقيدة فرسان الهيكل)".
 

اليسوعية سرية واستبداد وجرائم
تعمل اليسوعية بسرية تامة فهيكلها التنظيمي يتكون من هرم بأربع طبقات وأعضائها يعملون بسرية تامة والطبقة الخامسة هي رأس الهرم لا يعرف أفرادها إلا من هو على رأس الهرم ويأتي فيها التدرج المدروس والترقي من خلال حلف الأيمان المغلظة وتنتهي بالعضو أن يصير جاسوساُ يتفنن بالنفاق ومخادعة الآخرين لمصلحة التنظيم المطلقة ونفذت الجمعية اليسوعية الكثير من المذابح الجماعية في حق مخالفيها واغتالت العديد من الملوك والقادة الأوروبيين.
 

كثيرون ينظرون إلى المنظمة اليسوعية على أنها جماعة تبشيرية تنشغل بالأعمال الخيرية ولكن الحقيقة هي أبعد ما تكون عن ذلك. فالمنظمة اليسوعية هي المسؤولة عن ارتكاب بعض أشنع الجرائم وأبشعها في التاريخ. لقد قاتلوا الحق والبر، وسحقوا الحرية الدينية، وأثروا على الملوك وسعوا لتشكيل مجرى التاريخ لتنفيذ برنامجهم وجدول أعمالهم الخاص.
 

استعادة اليسوعية هو بالتأكيد خطوة أخرى صوب الظلام والقسوة والغدر والاستبداد والموت… أنا لا أحب مظهر اليسوعيين.

يقول "باولوا ساربي" (1552-1623) وهو أحد المصلحين الكنسيين من مدينة البندقية يصف اليسوعية "انهم بمثابة الطاعون العام الذي يشمل العالم كله… وتتأصل وتترعرع في داخلهم كل أنواع الرذيلة. فالحَنث باليمين وتدنيس المقدسات وقتل الآباء وسِفاح المحارم والغش والخيانة، كلها تتخفى بإحكام مطلق تحت عباءتهم."
 

ويقول الكاهن "أنطوان أرنولد" (1612-1694) "هل ترغب في إثارة المشاكل وتأجيج الثورات، وتحطيم بلدك بشكل كامل؟ فعليك عندئذ باستدعاء اليسوعيين… لبناء الكليات الرائعة لتضم أولئك المتدينين المتعصبين، وتعضيد الكهنة في جرأتهم الديكتاتورية العقائدية، لكي يتخذوا القرارات المتعلقة بشؤون الدولة."
 

أما البابا "كليمنت الرابع عشر" يقول لدى توقيعه على إزالة وقمع اليسوعيين وتوقع موته مسموماً وبالفعل دس له السم من خلال إقناع فلاحة لتدخل إلى الفاتيكان ومعها تينة مسمومة… فأكلها دون تردد ومرض مرضاً شديداً بسبب التهابات حادة أصابت معدته ومات بعد فترة طويلة من الآلام القاسية والمعاناة. وكتب "جون آدمز" الرئيس الثاني للولايات المتحدة (1735-1826) بخصوص استعادة جمعية اليسوعيين في عام 1816 قائلاً "واستعادة اليسوعية هو بالتأكيد خطوة أخرى صوب الظلام والقسوة والغدر والاستبداد والموت… أنا لا أحب مظهر اليسوعيين. ولو كان هناك من مجموعة أشخاص في أي زمن، تستحق اللعنة الأبدية على الأرض وفي الجحيم، فهي تلك المجموعة التي منها تتكون جمعية لوبولا".

يقول الجنرال "الماركيز دي لافيت" وهو رجل دولة فرنسي "في رأيّ، أنه إذا كانت للحريات في هذا البلد -الولايات المتحدة الأمريكية- أن تتدمر، فسيكون ذلك من خلال دهاء الكهنة اليسوعيين للروم الكاثوليك لأنهم الأعداء… وخطورة للحرية المدنية والدينية. وهم من حرّضوا على معظم الحروب في أوروبا."

إن اليسوعية (حاملة لواء الصليب) التي أرهبت العالم على مدى أربعمائة عام لا تزال تغرز مخالبها في خاصرة العالم الإسلامي وليس هناك من ينبري من أبناء الإسلام لتتبُّع أخبارها فضلاً عن التحذير منها، فهل أمِنَّا جانبهم؟

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.