شعار قسم مدونات

نوافذ الحياة.. أين هي الحياة؟

blogs - baby hatch

إن السعار الجنسي الذي أصاب المجتمعات الأوروبية وأميركا بالأخص يعد أشد من جنون البقر الذي تعاني منهم مجتمعاتهم فإذا كان لحم البقر المصاب بجنونه يجعل الموت على الباب، فمن باب أولى لحم البشر المحرم والذي بسبب تعديهم عليه يبحثون له عن نوافذ حياة فقد تسببوا في فقدان هويته الإنسانية بسبب هذا الهوس الجنسي المسعور.

 

إن نوافذ الحياة وهو (مصطلح كنسي قامت باستحداثه المؤسسات الكنسية في أوروبا) تم إنشاؤها كرد فعل لظاهرة التخلي عن الأطفال حديثي الولادة (اللقطاء) فبدلاً من رميهم في الشوارع ودورات المياه وصناديق القمامة يتم وضعهم في هذه النوافذ، والصورة الحقيقية أعلاه -صورة غلاف التدوينة- ملتقطة في بولندا وهي تعبر عن ذلك. إن هذه النوافذ التي لا حياة للضمير هي علامة إفلاس للمجتمعات الغربية في معالجة أساس هذه المشكلة فليست هذه النوافذ حلا لمشكلتهم وهي ليست علاجاً لمثل هذا الانفلات الأخلاقي الذي نتج عنه هذا الضياع لشريحة من البشر تسببوا في ضياع هويته الأبوية الحنونة.

 

القرآن الكريم نظَّم العلاقة الاجتماعية بين أفراد المجتمع بشكل فريد، وأعطى الوقاية والعلاج في آنٍ واحد عبر كلمات مضيئة مختصرة تنير درب البشرية جمعاء وتفتح لها نوافذ الحياة الحقيقية

إنَّ ما يقومون به من تشريعات للحد من هذا الجرم لا يقضي على هذه المشكلة بل إنه يتسبب في مشكلات أخرى فمنها على سبيل المثال: إباحة الإجهاض الذي هو في الحقيقة إجهاض أجنة الزنا والحمل غير الشرعي، وفيه من المشاكل الصحية ما يقطع النسل إلى الأبد في كثير من الأحيان وذلك بتعجله وتسببه بقطع الطمث لدى كثير من النساء فيصابون بسن اليأس وعدم القدرة على الإنجاب في سن مبكرة من العمر ، بل أضافوا الى ذلك نشر وسائل منع الحمل التي يتم توزيعها في الشوارع عبر أجهزة تشبه إلى حد كبير أجهزة العُملة ذات الدفع النقدي وبأقل تكلفة ليقنعوا أنفسهم ومجتمعاتهم بأنهم ساهموا في علاج هذه المشكلة.

 

كما أنه ليس علاجا للمشكلة، إذ تسن كثير من الدول الاوروبية قانونا يسمونه (قانون الرباط الحر) والذي كانت نتيجته أن ظهر في المجتمع أمهات بلا أزواج حيث يوجد سنويا في فرنسا لوحدها 300 ألف مولود بلا أب شرعي. فإذا كانت الأمم المتحدة تشرِّع ما يسمونه (حق الطفل في الهوية) فأين هم من أصحاب هذه النوافذ الذين انتهى بهم الأمر إلى فقدان الأب والأم من الحياة إلى الأبد؟ وليس علاجاً للمشكلة أيضا إدخال مادة التربية الجنسية في المناهج الدراسية تحت دعاوى الثقافة الجنسية؛ حتى وصل الأمر في إحدى المدارس الأميركية إلى أن قامت المعلّمة بممارسة الجنس مع التلاميذ تحت ذريعة تثقيفهم جنسيا.

 

إن نوافذ الحياة التي تقول عنها لجنة حقوق الطفل في الأمم المتحدة (أنها تخدم مصالح الطفل بشكل جيد) لم تساعدهم على الحياة الكريمة ولم تفتح لهم نوافذ الحياة السعيدة في الواقع بل أنها هدمت رباط الأسرة بتعريفها للشريك في مواثيقها التي فسرتها بأنها (نوع من المُساكنة بين اثنين رجل وامرأة، ولو بدون رباط شرعي) أو معاشرة بين رجلين (اللواط) أو امرأتين (السحاق) ترويجا لمصطلح الجندر.

 

إن العلاج الإلهي لهذه المشكلة البشرية المتجددة يكمن فيما أنزله الله عز وجل في كتابه العزيز (القرآن الكريم) قبل أربعة عشر قرنا من الزمان، فقد نظم العلاقة الاجتماعية بين أفراد المجتمع بشكل فريد، وأعطى الوقاية والعلاج في آن واحد عبر كلمات مضيئة مختصرة تنير درب البشرية جمعاء وتفتح لها نوافذ الحياة الحقيقية والتي يفوح منها عبق الرحمة والسعادة والكرامة، فلنقرأ هاتين الآيتين لنتعرف على هذا العلاج الرباني الناجع:

 

الأولى: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون} سورة النور الآية 30، والثانية: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا} سورة الإسراء الآية 32. صدق الله العظيم.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.